القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 12 كانون الأول 2024

تقارير إخبارية

سكان مخيمي برج البراجنة وشاتيلا محاصرون بنيران القصف وغياب ملاذات آمنة


السبت، 16 تشرين الثاني، 2024

تتعرض الضاحية الجنوبية لبيروت إلى قصف "إسرائيلي" عنيف تصاعد منذ مساء الأربعاء، وتواصل حتى صباح الجمعة 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، مسبباً حالة من الهلع والدمار، وسط أوضاع معيشية صعبة تعصف بسكان المنطقة، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون في مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، فالقصف الذي يتكرر يومياً منذ نحو شهرين، يهدد حياة الآلاف، ويضاعف من معاناة اللاجئين في المخيمين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين غارات الاحتلال وغياب البدائل الآمنة.

معاناة مخيم شاتيلا: قلق متواصل وغياب الخيارات

مخيم شاتيلا، المحاذي لمنطقة الغبيري التي تتعرض لقصف مكثف، يشهد ليالي مرعبة. وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام، فإن القصف الأخير استهدف منطقة قصر حمادة، خلف مدرسة البستان، وهي منطقة قريبة جداً من المخيم، فيما أجبر هذا التصعيد بعض العائلات القاطنة في المناطق الأقرب مثل حي فرحات على النزوح المؤقت، في حين يفضل آخرون البقاء في منازلهم، رغم المخاطر.

كما أفادت بتزايد مخاوف سكان مخيم شاتيلا من انهيار الأبنية المتهالكة، إذ يهدد القصف "الإسرائيلي" المستمر بمحيطه سلامة حوالي 15 مبنى في المخيم، مصنفة خطيرة وبعضها مائل ومتهالك، مما يزيد خطر الانهيار بسبب الاهتزازات المتكررة. حيث يعاني المخيم من اكتظاظ المباني وتلاصقها، وقد سبق للأهالي تقديم عريضة للمعنيين بهدف معالجة هذه المخاطر.

وأشارت، إلى أن سكان المخيم يحاولون التأقلم مع واقع الحرب، حيث قال: "الأهالي يعيشون حالة من التسليم بأمر الله، لأن مراكز الإيواء ممتلئة، ولا توجد خيارات آمنة للانتقال، فيما يتركز الخوف الأكبر حول احتمال استهداف المخيم بشكل مباشر، أو اقتراب القصف بشكل يؤدي إلى تضرر المباني وسقوط ضحايا".

وأضافت أن الأهالي يتابعون عن كثب التحذيرات التي يصدرها جيش الاحتلال حول المناطق المستهدفة، ويقرر البعض بناءً على ذلك المغادرة المؤقتة، خاصةً العائلات التي تضم أطفالًا أو مرضى، ومع ذلك، يظل البقاء خياراً شبه حتمي للعديد من الأسر التي تفتقر إلى الموارد اللازمة للنزوح. حسبما تابع.

برج البراجنة: الخطر يقترب والاحتياجات تتزايد

في مخيم برج البراجنة، الذي يقع في قلب الضاحية الجنوبية، تبدو الأوضاع أكثر خطورة، فالقصف يستهدف مناطق قريبة جداً من المخيم، تتراوح المسافات بينها وبين المنازل بين 500 متر و3 كيلومترات، ما يؤدي إلى ارتجاجات قوية تؤثر في المباني وأثاث المنازل.

عيسى غضبان، مسؤول اللجنة الشعبية في المخيم، وصف الأوضاع بقوله: "نحن في قلب الضاحية الجنوبية، حيث يتعرض المخيم لهزات قوية بسبب القصف اليومي، فيما تبقى نحو 40% من سكان المخيم فيه، والباقون نزحوا، ومع اشتداد القصف، تضطر عائلات للنزوح بشكل مؤقت وتعود عندما يهدأ الوضع".

وأكد غضبان أن الناس تعيش في خوف ورعب دائمين، لكنها مضطرة للبقاء بسبب صعوبة النزوح إلى خارج المخيم، وأضاف: "المراكز المخصصة للنزوح خارج المخيم تعاني من اكتظاظ شديد، ما يدفع الناس للتأقلم مع الظروف الصعبة، فيما تلتزم الناس منازلها خلال الغارات خاصةً حين تكون الغارات قريبة جداً".

وأشار غضبان، إلى أنّ بعض الجمعيات توزع وجبات يومية، فيما تقوم اللجنة الشعبية تقديم ما تستطيع من معونات وفرش للأسر النازحة".

ولا تقتصر التهديدات على القصف المباشر، بل تشمل أيضاً التلوث البيئي الناجم عن الغازات السامة والروائح الخانقة التي تغطي سماء المنطقة بعد كل غارة، وأشار أحد اللاجئين في المخيم "أبو رمضان" إلى أنّ "سحب الدخان الكثيفة الناتجة عن القصف تؤثر بشكل كبير على الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة".

وفي هذا السياق، يعمل نشطاء داخل المخيمين على تنبيه الأهالي بضرورة ارتداء الكمامات خلال موجات القصف لتجنب استنشاق الغازات الضارة.

ويوم الخميس، استهدفت غارة منطقة شارع بعجور المحاذية لمخيم برج البراجنة، ما أدى إلى انتشار سحابة دخان خانقة غطت سماء المخيم، وسط تحذيرات مستمرة للأهالي باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

ويرى سكان المخيمين أن القصف "الإسرائيلي" لا يميز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وهو ما يثير مخاوف من استهداف مباشر للمخيمين، وأشار اللاجئ "أبو رمضان" إلى تلك المخاوف وقال: "الاحتلال يدعي استهداف مواقع عسكرية، لكنه يضرب مناطق مدنية وتجارية، والمخيمات أصبحت مهددة فعلياً، وأي قصف مباشر يعني كارثة إنسانية".

ورغم قسوة الظروف، تبقى محاولات التأقلم والصمود جارية، فالجمعيات الإغاثية تقدم وجبات يومية للسكان، واللجان الشعبية تعمل على توفير المساعدات للأسر النازحة والمحتاجة، ومع ذلك، تبقى الأوضاع هشة، في ظل استمرار الغارات وتصاعد العدوان.