سنابل بحقل الموت... طفولة أفجعتها صواريخ الاحتلال
الخميس، 20 آب، 2015
"إبراهيم، محمود، بشار، بدر، تالا"..أطفال بعمر
الزهور لم ترحم صواريخ الاحتلال أجسادهم الصغيرة فكانوا ضمن بنك الأهداف خلال عدوان
(2014).
فكل طفل غزي حمل خلال "51" يوماً من العدوان، حكاية
أفجعت البشرية بعد أن كتبت بحروف الدم قبل أن تكتب بالحبر الأسود.
هذا الوجع لملمت وزارة الإعلام في غزة جراحهم في كتاب
"سنابل بحقل الموت" لتوثيق حكاياتهم في قصص وثائقية؛ لتكون ضمن الوثائق التي
تقدم محركاً إضافياً لاستعادة الحق والدفع اتجاه المساءلة القانونية لقادة الاحتلال
على ما ارتكبوه من جرائم بحق أطفال غزة. مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"
نقلت حكايات الوجع لطفولة غزية.
توثيق الحكاية
وتضمن الكتاب حكاية ألم (51) طفلا وطفلة شردهم الاحتلال وفرق
بينهم وبين أحبتهم، وهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، ويتم بعضهم، وجرح البعض وشوه البعض الأخر
وهذا العدد ما هو إلا نماذج قليلة لبشاعة الاحتلال.
ويأتي هذا الجهد ليكون شاهداً على جرائم الاحتلال بحق الطفولة
التي انتهكت بأبشع الصور، إذ بلغ عدد الإصابات من الأطفال"3303" أطفال، ثلهم
أصبح من ذوي الإعاقة.
وجاءت جهود وزارة الإعلام في غزة في توثيق هذه المجموعة القصصية
لجرحى العدوان من الأطفال للتأكيد على أهمية هذا النوع من التوثيق القصصي لجرائم الحرب؛
لأنه يخلدها في الذاكرة، دافعاً على أرض الواقع للعمل بكل الطرق لتحسين مستقبلهم والعمل
على خدمتهم من كل المؤسسات والهيئات المختصة.
ووثق الكتاب المعلومات بشكل قصص باللغة العربية والإنجليزية
وأرفق بكل حكاية صورا للأطفال الجرحى.
وأجلت هذه الحقائق كذب العدو الصهيوني الذي ادعى أن بنك أهدافه
وعملياته العسكرية في غزة حوت المقاومين؛ لكن حقيقة الواقع أنهم أشبعوا رغبة حقدهم
وحبهم للدماء من رقاب الأطفال والأجنة الذين استخرجوهم من أرحام أمهاتهم وفي أجسادهم
شظايا صواريخ الاحتلال.
القدم المبتورة
ومن حكايات الوجع التي كانت شاهدة على بشاعة المحتل في عدوانه
على غزة ووثقها كتاب "سنابل في حقل الموت" تمثلت في ألم الطفل إبراهيم أبو
خطاب "9سنوات" من دير البلح الذي فقد قدمه اليمنى جراء قصف تعرض له من قبل
طائرات العدو الصهيوني.
ورغم أنه طفل لكن الصاروخ لم يفرق بين أحد خاصة أن الجميع
مستهدف في عقلية العدو الصهيوني.
وقال في شهادته في صفحات الكتاب: "لقد تم استهدف منزل
الجيران الذي يقرب من منزلي كثيراً فشعرت بألم وأنا أنظر لما حل بهم ولم أكن أعلم بالوقت
ذاته أنني في ثوانٍ معدودة سيتم قصف المكان الذي أتواجد فيه، وما هي إلا لحظات حتى
شعرت أنني لا أستطيع تحريك قدمي اليمنى".
وذكر، أن فقدان قدمه لن يفقده إرادته بل أصبح أكثر تفكيراً
بالرغبة بأن يكبر بسرعة حتى يستطيع أن يحمل البندقية ويثأر لقدمه المبتورة".
حكاية وداع
ومن حكايات الوجع الأخرى كانت لطفولة محمد موسى"11سنة"
من سكان مخيم الشاطئ، لم يدرك أنه سيكون ضمن الاستهداف خلال الحرب بعد أن قصف بصواريخ
الاحتلال في أول يوم عيد الفطر، ما أدى لإصابته بالشلل النصفي وارتقاء عشرة أطفال وإصابة
أربعين آخرين.
ومن حروف المعاناة التي سطرتها صفحات كتاب "سنابل بحقل
الموت" كانت حكاية الطفل زياد الريفي الذي ارتقى شهيدا ًبعد أن تم إجراء مقابلة
معه، وتم توثيقها في الكتاب ليلحق بإخوته الثلاثة
"أحمد، ومرام، وعبد الله" شهيداً حيث تم استهدافهم
مع والدهم في الأرض المجاورة لبيتهم في حي الدرج بمدينة غزة.
بينما الطفلة ملك خطاب أقل من "3سنوات" لم تدرك
أنها بقيت وحيدة بعد استشهاد سبعة من أفراد عائلتها، لتكون ضحية ليست برقم وإنما عنوان
لمأساة حقيقية يدونها التاريخ في سجل مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال
الصهيوني بحق عائلة فلسطينية هدم المنزل على رؤوس أفرادها.
بجهد دؤوب
من جهته؛ قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف
خلال الاحتفال بتدشين الكتب بحضور مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": إن"
وزارة الإعلام قامت على مدار عام كامل بجهد دؤوب لإصدار خمسة إصدارات جديدة، تضاف إلى
ثمانية عشر كتاباً سبق وأصدرها المكتب الإعلامي خلال الأعوام السبعة الماضية".
وذكر، أن أغلب موضوعات هذه الإصدارات تدور حول العدوان الأخير
على غزة في العام (2014م)، لتعكس معاني الثبات والصمود، كما تصور مشاهد المجزرة ومعالم
الجريمة، وتجسد في ذات الوقت ملاحم البطولة والفداء.
وأضاف: أن "أول هذه الإصدارات هو كتاب "سنابل في
حقل الموت"، موضحاً أنه بين دفتي هذا الكتاب قصصاً لواحد وخمسين طفلاً شردهم الاحتلال،
وفرق بينهم وبين أحب الناس إلى قلوبهم؛ فهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، ليقتل بعضهم وييتم
البعض الآخر.
وأشار إلى أن الكتاب الآخر "أرواح ثمن الحقيقة"
باللغتين العربية والإنجليزية، رصد جرائم القتل التي مارسها الاحتلال بحق الصحفيين
خلال العدوان، إضافة إلى كتاب تقيّم تجربة الإعلام خلال العدوان، وتم إصدار مجلد "نضال كلمة تحت النيران" الذي ضم
أربعة عشر عدداً من أعداد صحيفة الرأي صدرت خلال العدوان، تحت القصف.
كما أصدرت كتاب "أرواح موءودة" الصادر باللغتين
العربية والإنجليزية، قال إنه رصد ووثق بعضاً من مجازر القتل الجماعي والإبادة، تحديداً
مجازر العائلات التي ارتقى فيها خمسة شهداء فأكثر، فتم توثيق مجموعة قصصية إنسانية
عن واحد وخمسين عائلة أبادها الاحتلال وهي آمنة في بيوتها أو داخل مراكز الإيواء، إضافة
إلى كتاب مدينة "السلام زهرة المدائن"،
فأصدر كتاب معالم مدينة القدس باللغتين العربية والإنجليزية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام