شعب
واحد ألم واحد.. إغاثة فلسطينية لسوريا
وديع
عواودة-حيفا
تشهد
الأرض الفلسطينية المحتلة عام 48 حملات إغاثة غير مسبوقة في حجمها لمساعدة
اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن على مواجهة البرد والعوز.
وفي
هذا الإطار، تختتم غدا الاثنين حملة "شعب واحد.. ألم واحد" التي تبرع
خلالها الفلسطينيون بعشرات الآلاف من البطانيات وأطقم الملابس والأحذية وغيرها،
كما تم جمع كميات من حليب الأطفال، إضافة إلى مساعدات مالية عينية تقدر بمائتي ألف
دولار.
وحققت
الحملة التي أطلقتها جمعية الجليل للبحوث الصحية قبل أسبوعين، نجاحا كبيرا في كافة
مناطق الداخل الفلسطيني، وأشرف عليها عشرات من الطلاب الجامعيين والشباب الذين ما
زالوا في العشرينيات من أعمارهم.
وتمتاز
الحملة بالطابع الإنساني غير السياسي أو الحزبي، وباعتمادها على منتديات التواصل
الاجتماعي في عملية التعبئة والتجنيد والتنظيم، لحشد الدعم للاجئين السوريين
بالأردن البالغ عددهم قرابة 190 ألف لاجئ.
حملة
الجليل
ويشير
المدير العام لجمعية الجليل بكر عواودة إلى أن ابتعاد الحملة عن الجدل السياسي
بشأن الأزمة السورية ساهم في نجاحها، ودفع الأهالي إلى إبداء الثقة الكاملة بها،
علاوة على شفافيتها والتفاف القوى الوطنية من حولها.
وأوضح
أن تدفق التبرعات السخية دفعه إلى إرجاء موعد نهاية الحملة أسبوعا، راجيا أن تكون
قد ساهمت ولو قليلا في دعم الشعب السوري الشقيق الذي طالما ساند الفلسطينيين في
كافة محنهم منذ النكبة.
وأضاف
عواودة "ما زلت أذكر ما روته جدتي الراحلة أم محمود على مسامعي عن استقبال
السوريين لها في حلب استقبالا شهما هي وزوجها وأطفالها يوم هجروا من موطنهم عام
48، ونحن اليوم نرد الجميل بالوفاء ببعضه".
وتشجيعا
للحملة بادرت الحاجة أم الأديب (82 عاما، من بلدة كفركنا) فور سماعها بالحملة إلى
استدعاء بعض الناشطين فباركت لهم جهودهم، وقدمت لهم تبرعا ماليا اقتطعته من مخصصات
التأمين الوطني التي تعتاش عليها شهريا.
حملة
نقدية
وبدوره،
أكد مدير مؤسسة لجنة الإغاثة الإنسانية للعون رائد بدر أن مؤسسته ترعى هذه الأيام
حملة إغاثة للشعب السوري هي الخامسة من نوعها.
وأوضح
بدر -ردا على سؤال للجزيرة نت- أن المؤسسة قدمت ما يعادل مليوني دولار في حملاتها
الإغاثية السابقة للشعب السوري، كما أن هذه الحملة الحالية تعنى بجباية النقود
فقط، وقد جمعت ما يزيد على نصف مليون دولار.
وأضاف
أن بشاعة مشاهد القتل والتهجير في سوريا لم تبق صاحب ضمير حي إلا ودفعته للتبرع
لإخوانه، مستدلا على تفاعل الفلسطينيين مع الحملة بتبرع أحد المحسنين بثلاثين ألف
دولار، بينما تبرعت سيدة بكامل حليها من الذهب لأطفال سوريا.
وأشار
بدر إلى صعوبة نقل التبرعات المادية كالملابس والغذاء لارتفاع كلفة نقلها، وصعوبة
بلوغ الهدف بسبب الحدود والظروف السياسية، خاصة بالنسبة لقطاع غزة الذي قال إنهم
فتحوا حملة أخرى لإغاثة سكانه.
افتح
قلبك
من
جهتها، أطلقت صحيفة "كل العرب" الصادرة في الناصرة وموقعها الإلكتروني
"العرب" حملة مماثلة لإغاثة السوريين عنوانها "افتح قلبك"،
ويساندها فيها عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية.
ويقول
رئيس تحرير الصحيفة الشاعر الفلسطيني سميح القاسم إن الحملة محاولة لتذكير الإنسان
بإنسانيته بصرف النظر عن قناعاته السياسية، مذكرا بقوله تعالى "وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
ودعا
القاسم فلسطينيي الداخل عبر الجزيرة نت إلى أن يهبوا لنصرة الإخوة والأخوات السوريين
ممن هجروا من بلادهم، "بإطعام عائلاتهم وعلاج مرضاهم وتدفئة أطفالهم ومسح
دمعة أيتامهم وأراملهم".
ويرى
رئيس بلدية كفر قرع المحامي حسن عثامنة أن حملات الإغاثة تمثل "أقل الواجب في
مساندة من تركوا بلادهم هربا من المجازر التي ترتكب بحق أهلنا في شام العزة
والكرامة، حتى باتوا يبيتون في خيم تمزقها الرياح وتجرفها السيول".
المصدر:الجزيرة
نت