القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

صبرا وشاتيلا.. ذاكرة جرح يسكن التاريخ

صبرا وشاتيلا.. ذاكرة جرح يسكن التاريخ

/cms/assets/Gallery/1126/1098162_598037013572842_2111011636_n.jpg

أحمد صبحي

ما تزال ذكرى مجزرة "صبرا وشاتيلا" تعشعش في ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان، فأجواء الحزن والألم لم تفارق أزقة ومنازل اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في بيروت ودول الطوق، فمشاركة حزب لبناني في مذبحة بشعة نُفّذت بحماية ودعم من جيش الاحتلال آنذاك ليس من السهل على أهالي الضحايا نسيانها وطي صفحاتها.

ومجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن أول المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، كما لم تكن آخرها، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، ومجازر غزة وغيرها، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير في صبرا وشاتيلا، أمام العالم أجمع، لا يزال الفاعلون طلقاء، يسرحون ويمرحون ولا من يحاسب.

يصادف، اليوم الاثنين، الذكرى الواحدة والثلاثون لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي وقعت في 16 من أيلول عام 1982.

المجازر التي ارتكبتها المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وميليشيا العميل سعد حداد والجيش الإسرائيلي، استمرت لمدة ثلاثة أيام وهي 16-17-18 أيلول وسقط بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضاً، وقُدّر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يقطنون مخيمي صبرا وشاتيلا وقت حصول المجزرة.

بدأت المجزرة بعد تطويق المخيم من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة أرئيل شارون وزير الجيش آنذاك، ورافائيل ايتان، وارتكبت المجزرة بعيداً عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.

وقام الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب اللبناني بمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، الذين كانوا خارج المخيم، ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء وقام مسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل.

ونفذت المجزرة انتقاماً من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية خلال ثلاثة أشهر من الحصار الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العُزّل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلاً وذبحاً وبقراً للبطون.

وكان الهدف الأساس للمجزرة بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وتأليب الفلسطينيين ضد قيادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.

الأحزاب والقوى الفلسطينية التي أحيت الذكرى، أصدرت بيانات تدعو للمحاسبة ومحاكمة منفذي المجزرة، فقد دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي لتقديم مرتكبي مجزرة "صبرا وشاتيلا" لمحكمة الجنايات الدولية ومحاسبتهم أمام المحافل الدولية، لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.

وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن مجزرة "صبرا وشاتيلا" التي تصادف اليوم الاثنين ذكراها الـ31، "ستظل لعنة تطارد مرتكبيها حتى القصاص العادل".

وشدد الرشق في تصريحات أوردها، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "الأجيال الفلسطينية لن تغفر جرائم الاحتلال وجرائمه، وأن هؤلاء لن يفلتوا من العقاب والمحاكمة، وأن دماء الشعب الفلسطيني نار سيكتوي بها كل من أوغل أو ساهم في سفكها".

وأضاف: "صبرا وشاتيلا، يا وجعنا، 72 ساعة من القتل المروع استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة، ما يقارب 5 آلاف شهيد من اللاجئين الفلسطينيين العزل، صبرا وشاتيلا مجزرة وجريمة ضد الإنسانية ستبقى لعنة تطارد مرتكبيها حتى القصاص العادل".

من جانبها، طالبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، السلطة الفلسطينية بعدم العودة للمفاوضات مع "إسرائيل"، في ظل وجود يوم أسود في تاريخ الشعب يتمثل في مجزرة «صبرا وشاتيلا».

وصف الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، هذه الذكرى باليوم الأسود في تاريخ الصراع، بل الإنسانية أجمعها، حيث قتل فيه الآلاف من النساء والأطفال والشباب والشيوخ الكبار، ولم يقدم القتلة أو الذين حرضوا القتلة ووفروا لهم الظروف لارتكاب الجريمة، لمحاكم دولية أو غير دولية.

وأكد عزام أن هذا اليوم من الأيام الباقية في ذاكرة الشعب الفلسطيني، حيث ما زال يذكر الدماء التي سفحت فيها، وما خلفته من مآس لا زالت مستمرة.

وشدد المسئول في الجهاد، على أن الشعب الفلسطيني يختزن في ذاكرته مشاهد هذه الجريمة، لتعطيه قوة أكبر لمواصلة كفاحه ودفاعه عن دماء الشهداء والحقوق الفلسطينية.

وحول محاكمة القتلة وتقديمهم للعدالة، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن هذا المطلب لا يسقط ويجب الإصرار عليه، حتى تكون هناك إدانة دائمة للقانون الدولي الذي يعمل في مناسبات ويتعطل في أخرى، ويقف ضد جهات ليحاسبها، ويعجز أمام قتلة آخرين.

بدوره، قال ناظم اليوسف نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا لا زالت وستبقى في الذاكرة التي راكمت مخزوناً هائلاً من المجازر، و هذه السنين الطويلة على المجزرة لم تستطيع أن تغيب عن أعيننا لون الدم الحي في الذاكرة.

وأضاف اليوسف في تصريح صحفي، أن الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا التي نفذت بحق ثلاثة آلاف شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، تأتي ولا زال الجرح نازفاً في فلسطين والخطر يحدق بتطلعات الفلسطينيين نحو التحرير والعودة.

وطالب اليوسف في هذه الذكرى بإعادة فتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو من خلال مجلس الآمن الدولي وإعادة الاعتبار لمصداقية القانون الدولي عبر محاكمة مرتكبي ومدبري هذه المجزرة والمذابح التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني للمحاكم الدولية.

المصدر: سلاب نيوز