القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

صمود أصحاب البيوت المهدمة يحبط مؤامرات الإسقاط

صمود أصحاب البيوت المهدمة يحبط مؤامرات الإسقاط


السبت، 11 تموز، 2015

عام كامل مضى، انتظر خلاله أصحاب البيوت التي هدمتها آلة الحرب (الإسرائيلية) أن يعاد بناءها، لكن انتظارهم طال مع استمرار الضغط على غزة من عدة أطراف، لتتجه نحو الإذعان للشروط (الإسرائيلية) بأن يكون الإعمار مقابل أمن الاحتلال ونزع سلاح المقاومة.

أصحاب البيوت المهدمة كانوا على درجة عالية من الوعي لهذه المكيدة، إذ صبروا على حر الصيف وبرد الشتاء في البيوت المؤقتة؛ في رسالة تحدٍ لـ(إسرائيل) ومن يدور في فلكها، أن الصمود سيبقى شعارهم مهما طال زمن الإعمار.

ويقول أحد أصحاب البيوت المهدمة أبو محمد عطوة لـ"الرسالة": "المقاومة وعدتنا أن تجبر العالم على أن يعيد بناء منازلنا، وكلنا أمل في أن توفي بوعودها كما جرت العادة".

المقاومة الفلسطينية أكدت في رسائلها المتتالية بعد العدوان أنها ستجبر الاحتلال على تنفيذ مطالب الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إعمار ما دمرته، وفقا لما تملكه من أوراق قوة ستستخدمها في الوقت المناسب.

أبو محمد الذي استأجر شقةً في أحد أبراج مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ألقى باللائمة على السلطة الفلسطينية؛ لعدم اهتمامها بملف الإعمار، وتركها لمسؤولياتها المناطة بها في قطاع غزة منذ انتهاء العدوان (الإسرائيلي) على غزة الصيف الماضي.

آلاف المنازل تعرضت للهدم الكلي والجزئي؛ نتيجة القصف الذي استمر مدة 51 يوما برا وبحرا وجوا، عدا عن التوغل البري في عدة مناطق من قطاع غزة، مما ألقى بعشرات الأسر في العراء ومراكز الإيواء.

أما الحاجة أم أحمد عدوان التي بنت لنفسها كوخا من النايلون، أكدت أنها مستعدة للصبر سنوات أخرى فداءً للمقاومة، إذ تقول: "احنا مع المقاومة، ولو بدنا نقضي العمر في هالخيمة، مش ممكن نغدر بمقاومتنا ونقف ضدها".

بعد مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد في القاهرة العام الماضي، تحركت عجلة الإعمار قليلا، بتبرع عدة دول لصالح وكالة الغوث، إلا أن ذلك اقتصر على المتضررين جزئيا وبدل إيجارات للهدم الكلي، في المقابل استمرت معضلة إعادة بناء البيوت المهدمة كليا.

وقبل عدة أسابيع، أعلن وزير الأشغال العامة والاسكان المهندس مفيد الحساينة عن انطلاق مرحلة إعادة اعمار المنازل المدمرة كليًا، مؤكدا توصل وزارته إلى اتفاق مع الاحتلال (الإسرائيلي)؛ لإدخال مواد البناء اللازمة للبدء بعملية الإعمار، إلا أن شيئا على أرض الواقع لم يتحقق.

وفي المقابل، أعادت السلطات المصرية الأمل لهذه الفئة بعد أن سمحت بإدخال آلاف الأطنان من الاسمنت لغزة، إلا أن ذلك الأمل تبدد بعد توقف العمل في المعبر؛ لتدهور الظروف الأمنية في محافظة شمال سيناء المصرية.

ويرى عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في تأخير الإعمار منذ عام كامل رغبةً جامحة لدى الأطراف في ثورة لأهل غزة ضد حماس بصفتها القائم على تسيير الحياة هناك في ظل تخلي حكومة التوافق عن أعمالها.

وأشار قاسم إلى أن سبب فشل هذه المحاولات يعود إلى طبيعة الشعب الفلسطيني الواعي لمصالحه، بأنه يعرف من الذي يقف وراء توقيف مصالحه وإعمار غزة بشكل مباشر وغير مباشر.

وفي المقابل، ينبغي على حركة حماس تكثيف الجهود لإنهاء معاناة المواطنين في أقرب وقت ممكن، من خلال استخدام شبكة علاقاتها الدولية، والضغط الجدّي على (إسرائيل)؛ لإرغامها على التوجه نحو إعمار غزة خلال المرحلة المقبلة.

تمر الذكرى الأولى للعدوان (الإسرائيلي) على غزة، فيما يثبت الشعب الفلسطيني - وفق المراقبين- أنه أكثر صمودا مما سبق، ما يحمل رسالة تحدٍ للأطراف الساعية لإسقاط غزة وراية المقاومة فيها، مضمونها أن محاولاتهم سيكون مصيرها الفشل.

المصدر: الرسالة نت