صيف أطفال غزة بين حماس وأونروا
الأربعاء، 27 تموز 2011
أحمد فياض
بدا التنافس لافتاً صيف هذا العام بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على استقطاب كل منهما أكبر عدد ممكن من أطفال قطاع غزة إلى مخيماتهما الصيفية.
ورغم أن الطرفين ينفيان علانيةً وجود تنافس فيما بينهما، إلا أن الحملات الإعلانية الكبيرة التي رافقت انطلاق مخيمات الطرفين منذ مطلع الصيف الحالي تشير إلى مدى حرص كل منهما على استقطاب الأطفال.
ومع ذلك أكد حماد الرقب أحد المتحدثين باسم حماس، أن الحركة حريصة ألا تخرج مخيمات أونروا عن الإطار الذي يؤثر على الناحية الفكرية لأبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن حماس تنظر بإيجابية إلى أي نشاط ينصب في اتجاه المحافظة على الثوابت الفلسطينية، ويمثل خدمة لأبناء الشعب الفلسطيني ومصالحه العامة.
وفي الوقت ذاته، لفت الرقب إلى أن أي نشاط يخالف تلك القاعدة تتصدى له الحركة عبر منظمات المجتمع الفلسطيني ونقابته وتكتلاته.
من جانبه نفى المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدنان أبو حسنة أي منافسة بين مخيمات أونروا أو أي فصيل فلسطيني، لأن مخيمات الوكالة لها أهداف ترفيهية لمساعدة الأطفال على التخلص من الضغوط النفسية والمجتمعية وتأهيلهم لسنة دراسة أفضل على حد تعبيره.
وقال للجزيرة نت "هناك اتفاق شامل مع كافة الأطياف الفلسطينية هذا العام على أن هذه المخيمات ملتزمة بثقافة وتقاليد المجتمع الفلسطيني" نافياً أن تكون للمخيمات أية أهداف سياسية، لأن "طبيعة النشاطات المقدمة داخلها ترفيهية هدفها تحرير الأطفال وإسعادهم".
وبشأن الحملة الإعلامية الكبيرة التي اتبعتها الوكالة للترويج لمخيماتها، أوضح أبو حسنة أن هذه الحملة هي نفس الحملة ولكنها تميزت هذا العام بتنوعها من أجل التوضيح للناس ما الذي يحدث داخلها.
حملات إعلامية
وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر الناشط في مجال حقوق الإنسان مصطفى إبراهيم، أن لجوء أونروا لحملات إعلامية واسعة في الإعلام الفلسطيني بشكل لافت خلال هذا العام، جاء للرد على الاتهامات التي توجهها لها حماس بأن مخيماتها غير هادفة وطابعها غير إسلامي ويوجد بها بعض الممارسات اللا أخلاقية.
كما اعتبر في حديثه أن تكثيف حماس لحملتها الإعلامية أيضاً، هدف إلى حشد المزيد من الأطفال إلى صفوفها لاعتقادها بأن أونروا نجحت في اختطاف جيل كبير من بين أيديها، وحققت عليها انتصاراً في هذا المجال.
سحب البساط
لكن المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية مخيمر أبو سعدة يرى أن اشتعال المنافسة بين أونروا وحماس على استقطاب الأطفال جاء نتيجة محاولة الأولى خلق بديل عن المخيمات الصيفية التابعة للحركة وبعض التنظيمات الأخرى، ورغبة الثانية في سحب جزء من الأطفال المشاركين في مخيمات أونروا إلى مخيماتها.
وذكر أبو سعدة للجزيرة نت أن هناك اختلافا بطبيعة الأنشطة التي تنفذها الوكالة الدولية عن تلك التي تقدمها حماس بمخيماتها.
وفي تفسير هذه النقطة، قال إن الوكالة تقيم "دورة ألعاب" للأطفال لأن مخيماتها تعتمد على الترفيه والتسلية وتنأى بنفسها عن القضايا التي لها علاقة بالجانب السياسي، بينما حماس تعمل على غرس القيم الأخلاقية والمفاهيم الإسلامية لتعزيز شعبيتها ووجودها.
استفادة مزدوجة
وفي خضم صراع الطرفين على استقطاب أطفال غزة، لوحظ أن الكثير منهم وخصوصاً أبناء الطبقات الفقيرة يحرصون على المشاركة بمخيمات كلا الطرفين، فمجرد انتهاء بعضهم من المشاركة بإحدى الدورات التابعة لإحدى الجهتين يعود ليلتحق بدورات الجهة المنافسة.
ويرى الأخصائي النفسي ومدير مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات فضل أبو هين أن الأصل في المخيمات الصيفية أن تكون فرصة علاجية إيجابية تسمح للأطفال بالتعبير عن ذواتهم والدفع بهم إلى بناء منظومة قيمية صحيحة.
واعتبر أن بروز الصراعات والمنافسة على استقطاب الأطفال والتداخل في الأنشطة انعكس بشكل سلبي على نفسية الأطفال الذين باتوا مشتتي التفكير بشأن انضمامهم إلى هذا الفريق أو ذاك. المصدر: الجزيرة