القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

طارق عليوة: التجمع الفلسطيني في صيدا القديمة

 طارق عليوة: التجمع الفلسطيني في صيدا القديمة
 

طارق عليوة – لاجئ نت

الاثنين، 23 كانون الثاني 2012

صيدا القديمة من أهم أحياء مدينة صيدا، فهي تعتبر من المناطق المكتظة بالسكان وصلت إليها جموع الفلسطينيين سنة 1948 بعد أن أخرجهم اليهود الغاصبون من أراضيهم وممتلكاتهم عن طريق البحر، حيث إن معظم سكان هذه المنطقة من مدينتي حيفا وعكا حيث يسكن في منطقة صيدا القديمة قرابة 7000 عائلة فلسطينية.

لا يختلف حالهم عن إخوانهم الفلسطينيين من المعاناة والمأساة التي يعيشونها، و"لاجئ نت" يسلط الضوء على حال هؤلاء الفلسطينيين في هذه المنطقة حيث تتناول أحوالهم الاجتماعية والصحية والدينية والتعليمية والاقتصادية.

الحالة الاجتماعية:

يعيش الإنسان الفلسطيني في صيدا القديمة مع جاره الصيداوي عيشة إلفة ومحبة لم تتعكر طوال سنوات اللجوء، فلا تستطيع أن تفرق بين الاثنين، تتكلم مع الإنسان الفلسطيني فتجده يتقن اللكنة الصيداوية المحبّبة، وذلك نتيجة الاندماج والتآخي والإلفة بينهم طوال ما يزيد على 55 سنة.

كما أن الفلسطيني من أبناء هذه الأحياء يمارس العادات الاجتماعية الصيداوية بشكل متقن، وتكثر في هذه المنطقة المصاهرة والنسب بين اللبنانيين والفلسطينيين. ولا زال الفلسطينيون يمارسون بعض العادات والتقاليد التي كانوا يمارسونها في فلسطين، مؤكدين على العلاقات الإنسانية بينهم وبين أبناء قراهم في فلسطين، التي تبقى أواصرها متينة مهما ابتعدوا عن وطنهم فلسطين الباقية في القلب إلى قيام الساعة.

الحالة الصحية:

يعيش الإنسان الفلسطيني في مدينة صيدا عموماً مأساة حقيقية من جهة الطبابة، حيث إن المستشفيات التي تتعاقد مع الأنروا لا تفي حق الإنسان الفلسطيني المريض في العلاج الكامل، فيضطر إلى الذهاب للمستشفيات الخاصة. ويدخل في دوامة تأمين المستحقات المالية لهذه المستشفيات كي يعالج نفسه وإلا فإنه لن يستطيع مواصلة العلاج، وسيقضي على أبواب المستشفيات.

يذكر أن فلسطينيي صيدا القديمة يعتمدون بشكل أساسي على عيادة صيدا المركزية، شاكرين للقائمين عليها تفانيهم في تقديم الخدمات والعلاج.

الحالة الدينية:

يتميز الفلسطيني في صيدا القديمة بالتديّن والقرب من الله تعالى، وربما زاد عن غيره بالصبر على الابتلاء، وما من مصيبة لهذا الإنسان المسكين أكبر من بعده عن أرض الإسراء والمعراج التي يتمنى من الله عز وجل أن يرجعه إليها اليوم قبل الغد. ويرتاد أهالي هذه المنطقة من الفلسطينيين مساجد العمري الكبير وباب السراي والكيخيا وقطيش وغيرها. ويشارك أبناؤهم في الدورات الصيفية التي تقام تحت رعاية دائرة أوقاف صيدا حيث يتربى فيها النشأ المؤمن على حب الله تعالى وحب رسوله (صلى الله عليه وسلم).

الحالة التعليمية:

منذ اللحظة الأولى للنكبة، أدرك الفلسطينيون الذين خسروا أراضيهم وأموالهم وبيوتهم وأشغالهم، أن رأسمالهم الأساسي هو العلم، وهذا ما درج عليه الفلسطينيون في لبنان. يعتمد فيها اللاجئ الفلسطيني في تعليم أولاده وتزويدهم بالعلم النافع على مدرستي عكا وسلمة، اللتين تستوعبان طلاب هذه المنطقة حيث إن فيها مراحل الابتدائية والمتوسطة التابعة للأنروا بشكل أساسي حيث ترى أن الأهالي يبذلون الغالي والنفيس من أجل تعليم أبنائهم.

وقد انتشرت ظاهرة تعليمية طيبة يقوم عليها ثلة من الشباب المتدين، ألا وهي ظاهرة دروس التقوية المدرسية، خاصة في مركز ((ذي النورين)) حيث يهتمون بطلاب مدارس الأنروا بشكل أساسي لِما يعاني هؤلاء من ضعف في المستوى التعليمي.

الحالة الاقتصادية:

لا تختلف حال الفلسطينيين في صيدا القديمة عن حال إخوانهم في أنحاء لبنان، فالفقر والأزمات الاقتصادية واحدة، وإن سألت أحدهم: كيف الحال؟ يقول لك: الحمد لله على كل حال ((بكرة ربك بعدلها)). ويمتهن غالبية أهالي منطقة صيدا القديمة من الفلسطينيين على مهن النجارة وصيد الأسماك والميني ماركت، والذي لا يجد عملاً تراه في المقاهي عاطلاً عن العمل.