طبيب
الأحرار.. الشهيد أحمد نواف الحسن
الجمعة،
21 حزيران، 2013
إنه
الواجب والبر بالقسم الذي أعلنه أمام الله على الملأ يوم سماه أساتذته طبيب ، لم
يتوانى أو يتقاعس أو يتردد ، لم يسمح لغرائزه بالسيطرة عليه وسحبه إلى خارج الأتون
الملتهب ، لقد آثر البقاء على الخروج والتحدي على الخنوع ومضى بارا ً بقسمه رغم
علمه بما ينتظره وينتظر أمثاله ممن عالج أو طبب أو أسعف في ساحة حرب هجرتها
الأخلاق وغابت عنها أدنى القيم.
إنه
الشهيد أحمد نواف الحسن ابن قرية حطين قضاء طبريا في فلسطين المحتلة المولود لأسرة
عرف عنها عشقها لفلسطين بسهولها وجبالها وأنهارها،
فالأب نذر نفسه للوطن منذ ربيع حياته يوم تطوع في جيش التحرير الفلسطيني ليكون
المثال الحي لأبنائه المدافع عن حقٍ مغتصب من قبل العدو الصهيوني .
درس أحمد
الابتدائية والإعدادية في مدارس مخيم اليرموك والثانوية في مدرسة ابن خلدون في
مدينة دمشق إلى أن دخل كلية الطب البشري
في جامعة حلب عام 2002 وتخرج منها في الـ 2008 ، ليبدأ مرحلة الاختصاص في مجال
الجراحة العامة في المشافي العسكرية كطبيب مدني.
لقد بكاه
ونعاه إخوانه وأحبته ومرضاه الذين عرفوه وقالوا فيه أرق العبارات وأنبلها وحزن على
فراقه كل من إلتقاه أو عاشره، كيف لا وهو الخلوق الطيب المجتهد المجاهد المعطاء
المتفاني الذي وهب حياته لشعبه وقضيته، فسُطِرت فيه أجمل الكلمات .
د غسان
"
صادقته جيداً فترة لا يستهان بها من الزمن طيب القلب صاحب ابتسامة تكاد لا تفارق
وجهه عطوف وحنون على المرضى صاحب مبدأ في علمه ومجتمعه وفيٌ لأصدقائه ومتواضع
والحديث الأخير الذي دار بيني وبينه وكأنه كان يعلم أنه سيلقى ربه شهيداً حيث قال
لي لا مفر لي من المخيم سأظل أعمل برسالتي حتى النهاية ومن خلقني يتولى أمري.
د . أحمد
"
طيب المعشر شجاع، كان أمل والديه أن يرياه طبيبا ً، لينتشل العائلة ويدعمها مادياً
، إلا أنه منذ الشهر السابع 2012 والدكتور
يغطي حالات الجراحة العامة ويتابع المرضى قبل وبعد العمليات في مشفى فلسطين .
لم يستطع
بداية ً أن يترك المشفى العسكري رغم ما كان يراه من تعذيب للمرضى هناك، إلا أنه عندما دخل مخيم اليرموك إلى مجريات
الأحداث وغادر معظم الأطباء الموجودون فيه آثر العودة للمخيم لخدمة أبناء شعبه
وأمته " .
م .عبد
الله
"
صاحب أخلاق عالية خدوم لمهنته ومرضاه متواضع محبوب من الجميع يتمتع بشخصية متميزة
وكفاءة عالية استحوذت على قلوب من عرفه.
أذكر أنه
بعد قصف طائرة الميغ في 17 \12 \2012 لمخيم اليرموك التي غادر على إثرها الناس
المخيم كان مصرا ً على بقاء المشفى يعمل في ظل وجود ضبابية لدى الجميع حول استمرار
العمل في المشفى أو إغلاقه لقد كانت لديه قناعات أن الشيء القليل أفضل من لا شيء،
فلا زلت أذكر دموعه كيف سالت بعد عملية طويلة وشاقة لطفل انتهت بوفاته
لانعدام الإمكانيات من دم ومصل يومئذ .
لقد وظف
علمه وخبراته لتأهيل بعض الكوادر الطبية من الفنيين ليقوموا ببعض الإجراءات التي
يتوقف عليها حياة المريض والتي يجب أن يقوم بها الأطباء وذلك لعدم وجود الكادر
الطبي الكافي لذلك على مدار الساعة".
سعيد
"
كان على قدر المسؤولية رحيماً مع الجميع نشيطا ًتراه يتنقل بين المرضى والمصابين
يضمد جراحهم دون كلل أو ملل فهو الطبيب الوحيد المختص داخل المشفى، لا يرتاح إلا
لفترات قصيرة جدا ً يقف فيها أمام المشفى ليشتم غير رائحة الدم والموت التي عشعشت
داخله ".
غادر
الدكتور أحمد الدنيا يوم طالته شظايا القصف أمام مشفاه عن عمر ثلاثين عاما ً بعد
رحلة مليئة بالعطاء والاجتهاد تاركا ً خلفه زوجة وطفلين توأم ( تيم وتالة ) ذوا
الخمسة عشر شهراً إلا أنه سطر خلالها
تاريخا ً وملاحم سترويها الأجيال يوماً يُنصف فيه الرجال .
المصدر: مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي سورية