طريق الهجرة.. اللجوء الجديد للفلسطيني السوري
بلبنان
الخميس، 20 آب، 2015
تشهد أوساط اللاجئين من سوريا إلى لبنان وخاصة اللاجئون الفلسطينيون
الوافدون حديثا- نزوعا متزايدا إلى الهجرة غير النظامية، رغم كل المآسي التي قد تعترضهم
في طريق السفر، ويقولون إن المعيشة في لبنان باتت صعبة جدا وخاصة بعد توقيف وكالة الأمم
المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) برنامجها الداعم لهم.
قصة اللاجئة الفلسطينية أميرة نصار التي تعيش منذ سنتين في
لبنان تلخص معاناة كثيرين ممن فروا من سوريا ولم يجدوا في لبنان الأمان المنشود، ليبدؤوا
فصولا جديدة من المتاعب والمحن.
فقد مر عام على آخر اتصال أجراه الشاب أحمد نصار المهاجر
من لبنان لتأمين قوت لوالدته أميرة التي كانت تعيش في مخيم اليرموك في دمشق قبل اللجوء
إلى لبنان.
وتقول أم أحمد -وهي أيضا أم لثلاث فتيات- للجزيرة نت إنه
بسبب مضايقات كثيرة لحقت أسرتها في لبنان من قبل الأمن العام بشأن الإقامة ومنع تحرك
الشباب وصولا إلى توقيف مساعدات منظمة أونروا؛ دفعت بابنها نحو المجهول فاستطاع الوصول
إلى ليبيا وعمل هناك أشهرا، ثم خرج إلى إيطاليا.
وتواصل اللاجئة أميرة سرد معاناتها قائلة إنها علمت أن السفينة
التي كانت تقل المهاجرين -وبينهم ابنها- غرقت بسبب الحمولة الزائدة وانقطع الاتصال
بينهما، وتواصلت لاحقا مع السفارة الفلسطينية في إيطاليا فأخبرتها بأن فلذة كبدها لا
يزال على قيد الحياة ولكنه مصاب ويتم علاجه، لكنها حتى اليوم لا تعرف عنه أي شيء.
وطالبت نصار بمساعدة الشعب الفلسطيني، قائلة "هربنا
من الموت في سوريا فوجدنا المضايقات والموت البطيء هنا، فليفتحوا لنا الهجرة الشرعية
لنخرج ونعيش بحياة كريمة. ابني اشتقت إليه وأتمنى أن يساعدني من يستطيع أن يأتيني بأخباره.
اليوم عليّ مخالفة 1200 دولار أميركي يجب دفعها للسطات اللبنانية لا أملك منا دولارا
واحدا، وطلبوا مني المغادرة أيضا.. عاجزة ولا أحد يسمع معاناتنا".
إصرار رغم الموت
وفي تجربة أخرى لا تقال مرارة عن قصة أميرة نصار، لم يؤثر
خبر غرق لاجئين فلسطينيين قبلة السواحل التركية على السيدة منال ناجي التي تفكر في
الهجرة مجددا بعد أن نجت من حصار مخيم اليرموك وفقدت زوجها على أحد حواجز النظام السوري،
قبل أن تحط الرحال في لبنان وتسكن في مخيم البداوي شمالا.
تقول منال للجزيرة نت إنها كانت بداية تعيش مع أبنائها على
مساعدات أونروا الذين كانوا يقدمون لها بدل إيجار المنزل وبعض المساعدات الغذائية،
لكن تلك المساعدات توقفت فساءت أوضاع الأسرة وبدأت تفكر في الهجرة إلى تركيا أو
"الفرار إلى أي دولة لعلّ أولادي لا يموتون جوعا. لا أخاف من الغرق، وإن كتب علينا
الموت في البحر فأشرف لنا من الموت من الجوع".
من المسؤول؟
ويقول أركان بدر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية
لتحرير فلسطين في مخيم البداوي، إن الأزمة "بدأت في سوريا وحل الشعب السوري لاجئا
دون أي حد أدنى من الحقوق. المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، ومن ثم على أونروا،
نظرا للإجراءات التي شكلت بحرمان اللاجئين من مبلغ المئة دولار شهريا ومن المساعدات
الغذائية".
وتساءل أركان "أين المجتمع الدولي ومنظماته الصامتة
أمام هذا الشعب الذي اضطر للهجرة غير النظامية بحثا عن ما يطعمه لعياله، واليوم تسعة
من الضحايا. ما يحصل هو جزء من معاناة الشعب الفلسطيني منذ احتلال فلسطين ونكبتها.
تحولنا لطعام تأكلنا الأسماك والوحوش في الصحاري والمحيطات".
واعتبر بدر في حديث للجزيرة نت- أن ما يجري يعدُّ "مؤامرة
تستهدف الفلسطيني بالدرجة الأولى ضمن تهجير ممنهج نحو أوروبا".
وبحسب مصادر من أوساط اللاجئين، فإن هناك مراكب لبنانية يقودها
أحيانا بحارة سوريون ينطلقون من طرابلس إلى تركيا -بطريقة غير نظامية- بعدد من الركاب،
ويتراوح بدل نقلهم بين ألفين وثلاثة آلاف دولار أميركي للفرد الواحد.
المصدر : الجزيرة