ظهر المشيد...من
أراضٍ زراعية ورعوية لمصانع استيطانية
الثلاثاء، 17
آذار، 2015
يقف المزارع عطا
الأشرم "أبو إبراهيم" (70عاما) وسط أرضه قبالة منطقة ظهر المشيد غرب سلفيت؛
ويندب حظه العاثر؛ لفقدانه أكثر من 20 دونمًا من أراضٍ زراعية ورعوية كانت تشكل له
دخلا وفيرا وتسد حاجته، قبل مجيء المستوطنين وتحويلها إلى مصانع استيطانية ضخمة تتبع
مستوطنة "اريئيل" الصناعية.
ووسط مشاعر الغضب
والحنق الشديدين، والمشاعر الجياشة والمتضاربة، يقول "أبو إبراهيم":
"ببهجة وسعادة كنا نفلح هذه الأرض في منطقة ظهر المشيد والأراضي التي حولها، إلى
أن جاء المستوطنون وشرعوا بتجريف المنطقة من صخور وتربة وأشجار حرجية ومراعٍ، والتي
جزء من أراضيها أيضا يتبع بلدة بروقين".
"لا نفارقها
طوال العام"
وعن ما كان يزرع في ظهر المشيد؛ يتابع"كنا نزرع
الفقوس والبامية وغيرها صيفا، والقمح والشعير شتاء، وكنا لا نفارق المنطقة على مدار
السنة، وكنا نجمع الخروب والعجوب والشومر، والآن لا نقدر على الوصول إلى ظهر المشيد؛
فكلها أصبحت مصانع تتبع لجيش الاحتلال ومصانع بلاستيك ومواد غذائية وأدوات منزلية وغيرها".
ويؤكد "أبو
إبراهيم" أن منطقة ظهر المشيد كانت منطقة رعي خصبة لرعاة الأغنام والماشية من
منطقة سلفيت وقرى بروقين وحارس وكفل حارس، وهي الآن تحولت إلى مصانع تراقب على مدار
الساعة ويتجول فيها المستوطنون وكأنها ملك لهم.
ويعتب "أبو
إبراهيم" على قلة الدعم في مواجهة التوسع الاستيطاني المتسارع في منطقة ظهر المشيد؛
ويقول: "من الواجب دعم المزارعين في هذه المنطقة من الجميع لحماية ما تبقى منها؛
إلا أن المناشدات لا تلقى الصدى المطلوب".
وعن اعتداءات المستوطنين
على المنطقة؛ تقول "أم إبراهيم" زوجة عطا الأشرم بأن المصانع تسببت بتقليص
المناطق الزراعية والرعوية في منطقة ظهر المشيد؛ التي لم يبقَ منها سوى قطع صغيرة من
الأراضي سرعان ما سيصادرها الاحتلال؛ لأن المصانع تتوسع كل يوم بشكل بطيء وتزحف على
ما تبقى من الأرض.
استهداف متعمد
بدوره يقول الباحث
في شؤون الاستيطان خالد معالي لمراسلنا إن منطقة ظهر المشيد تحيط بها منطقة وأراضٍ
تتبع الأوقاف الإسلامية، وكان فيها بعض البرك والأبنية الأثرية من الحجارة، ومعاصر
قديمة محفورة على الصخر؛ تم تجريفها جميعا لصالح إقامة مصانع عديدة وضخمة تتبع المستوطنين
الصهاينة.
وتابع: "سلطات الاحتلال والمستوطنون يستهدفون
منطقة ظهر المشيد ويعملون على حرمان المواطنين وأصحاب الأراضي الزراعية من أراضيهم
في المنطقة، والمزارعون يملكون أوراقاً ثبوتية تؤكد ملكيتهم لتلك الأراضي؛ وجرت في
السابق مسيرات واعتصامات احتجاجا على مصادرة الأراضي وبناء المصانع إلا أن الاحتلال
قمعها بقوة".
وأضاف معالي:
"ادّعاء المستوطنين أن منطقة ظهر المشيد ملك لهم أو أنها أراضي دولة، هو أمر باطل؛
حيث درجوا على تزييف ملكية الأراضي الفلسطينية لشرعنة سرقتهم واستيطانهم المخالف للقانون
الدولي، وإضفاء نوع من الصبغة القانونية على نهب وسرقة المزيد من الأراضي".
ودعا معالي مؤسسات
حقوق الإنسان والمؤسسات القانونية والدولية العاملة في الأرض الفلسطينية إلى الضغط
على دولة الاحتلال؛ لوقف الاعتداءات والانتهاكات
والمصادرات التي تتعرض لها أراضي سلفيت على يد المستوطنين؛ مشيرًا إلى أن عدد المستوطنات
الـ24 هو أكثر من قرى وبلدات سلفيت الـ18، وأن سلفيت وقراها منكوبة بالاستيطان بشكل
غير مسبوق وغير معقول.
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام