القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

عائلة شماسنة بالقدس ..إختصار لمسلسل التهويد

عائلة شماسنة بالقدس ..إختصار لمسلسل التهويد


الثلاثاء، 10 آذار، 2015

كيف لعائلة أن تعيش في أرضها ومنزلها، وتتقبل قراراً يقضي بطردها! وكيف يستطيع كل فرد عاش في هذا المنزل وولد فيه أن يمحو ذكرياته في كل زاوية من زواياه!! وهل يستطيعون تحمل وجود المستوطنين بدلاً !.

عائلة شماسنة التي تعيش في الحي الغربي بالشيخ جراح ، تصرّ على بقائها، وتبقى صامدة في منزلها حتى اليوم، رغم قرارات المحاكم الاسرائيلية باجبارهم على الرحيل منذ عام 2009.

عودة الى الوراء

في عام 1964 سكنت عائلة شماسنة في حي االشيخ الجراح، وكانت تدفع أجرة الاقامة للسلطات الاردنية حتى عام 1967 عند احتلال اليهود لمدينة القدس، فواصلت العائلة الدفع لسلطات الاحتلال، ومنذ عام 1968 منحت العائلة صفة "مستأجر محمي ". وبعد عام 1972 أصبحت العائلة تجدد آجار البيت مع حارس أملاك الغائبين في كل عام حتى عام 2009، عندما رُفض تجديد العقد بحجة وجود وريث يهودي للمنزل.

صاحب المنزل محمد شماسنة يقول لـ هُنا القدس " ظهر فجأة وريث يهودي ويطالبنا بالمنزل، بحجة أنه المالك الوحيد له، ولم يكن لدينا سوى التوجه للقضاء الاسرائيلي الذي كان شريكا في خطة مرسومة للاستيلاء على المنزل". ويتساءل شماسنة " أين كان هذا الوريث قبل 45 عاماً منذ 1964 ؟! ولماذا ظهر فجأة ؟ " ، بينما تؤكد أم محمد شماسنة (73 عاماً) لـ هُنا القدس " أنها خطة مرسومة للاستيلاء على الاراضي والمنازل فالمستهدف هو الحي بأكمله "

التنقل بين المحاكم

منذ عام 2009 وعائلة شماسنة تدافع عن حق وجودها، مضيفا شماسنة "بعد صدور قرار الاخلاء قدمنا استئنافاً لقرار المحكمة المركزية، ولكنهم سلمونا قرار اخلائنا المنزل، فتوجهنا للمحكمة العليا في شهر تموز من عام 2013 التي رفضت هي الاخرى التماس العائلة رغم تقديمنا الوئائق التي تثبت قيامنا بدفع أجرة البيت في عقد 1977 وإثباتات إقامتنا فيه عام 1972، الا أننا لم نستطع اثبات الاقامة قبل عام 1968". فأمهلتم المحكمة مدة عام ونصف لإخلاء المنزل، أي حتى تاريخ الأول من آذار الجاري.

في 1/3/2015 انتهت مهلة اخلاء المنزل، وكان محامي المستوطنين قد سلم العائلة كتاباً مطالباً فيه تنفيذ قرار المحكمة العليا، وإلا سيتم استخدام القوة من خلال دائرة الاجراء.

وبين شماسنة "في اليوم التالي جاء أحد المستوطنين برفقة مصور ومستوطن آخر مطالبين بإستلام المنزل، الا أنهم غادروا بعد ووقوف أهالي الحي بجانبنا وعدم السماح لهم بالاقتراب".

ما هو المنتظر ؟

أكد شماسنة حسب إفادة المحامي أن اجراءات المحكمة لدى القضاء الاسرائيلي المنحازة الى جانب المستوطنين منتهية، وأن عدم اخلائهم المنزل يترتب عليه تحويلهم لدائرة الاجراءات المخولة بتنفيذ قرار المحكمة العليا عن طريق الشرطة باخلائهم قصرياً خلال 21 يوماً من وقت انتهاء مدة المهلة .

وحتى اليوم، وبعد إنتهاء المهلة، عائلة شماسنة صامدة في منزلها، علماً أن وجودهم بعد المدة المسموحة تعرضهم للمساءلة القانونية وكذلك غرامات مالية، ولا تعرف تكلفتها حتى صدور قرار دائرة الاجراء.

10 أفراد يقطنون المنزل ، والمكون من غرفتين، محمد شماسنة مع زوجته وأطفاله ووالديه، ولا يُعرف مصيرهم، حيث توضح الحاجة شماسنة لـ هُنا القدس "عشنا 50 عاماً في هذ المنزل، سبعة أعوام منها قضيناها بين المحاكم، قلق وتوتر لمستقبل مجهول ولكننا رغم ذلك سنبقى هنا وندافع عن حقنا حتى آخر نفس لنا"، مؤكدة أنهم لو أخرجوهم من المنزل، لن يخرجوهم من مدينة القدس.

عائلة شماسنة ليست وحدها

في حي الشيخ جراح، هناك العديد من المشاربع الاستيطانية التي تهدد عشرات العائلات، تعداد أفرادها بالمئات بخطر الإخلاء من عقاراتها وتسليمها للجمعيات الاستيطانية.

فبحسب شماسنة فإنه في الحي الغربي للشيخ جراح (32 منزلاً )، بعقود آجار غالبيتها غير محمية، أي معرضة لخطر الإلغاء ، وفقط ستة منهم محمية، لكنهم يعانون من رفع مبلغ الاستئجار، والذي يستخدم ضدهم كسلاح آخر لتهجيرهم .

ومن بين هذه العائلات، عائلة عميرة التي أصبحت أجرة المنزل (3000 شيقل ) شهرياً، بعد أن كان (1500)، وهذا وهو مبلغ ليس بالقليل خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها المقدسيون.

الخبير في شؤون الاستيطان، أحمد صب لبن يقول لـ هُنا القدس" يوجد ثمانية مشاريع استيطانية تستهدف بناء (326 وحدة ) سكنية، في حي الشيخ جراح، والمخططات هي( 200 وحدة) في منطقة "الصديق شمعون"، (110 وحدات )استيطانية على أرض "فندق شبرد"، تم الحصول على التراخيص اللازمة والنهائية لـ (20 وحدة )منها، ومركز تجاري خلف فندق "ليجاسي" ومبنى التأمين الوطني، وثلاثة مشاريع داخل منطقة "كبانية أم هارون" وهم : ثلاث وحدات في منطقة عائلة السعو، و(12 وحدة )فوق منزل عائلة الكسواني إضافة الى مدرسة دينية، علاوة على مشروع مستقبلي مكوّن من (350 وحدة)، في أرض المفتي ولا يوجد له أي مخطط هيكلي حتى الآن.

المصدر: هُنا القدس