عمليات من مسافة
صفر.. فخر المقاومة الفلسطينية
الإثنين، 22 حزيران، 2015
لم يرق للمقاوم الذي قتل
مستوطنًا وأصاب آخرين يوم الجمعة (19-6) في عملية تبنتها كتائب القسام قرب مدخل مستوطنة
دوليف على الطريق إلى رام الله أن يطلق النار من مكان بعيد على مركبة المستوطنين، أو
يكمن مبتعدا أمتارا عديدة عن الموقع؛ بل أطلق النار من مسافة صفر.
وتشير رواية الاحتلال إلى
أن المنفذ لامس المركبة، وتحدث مع المستوطنين، سائلاً عن نبعة ماء في المنطقة، ثم أطلق
النار على أجسادهم، قبل أن يلوذ بالفرار في جرأة كبيرة أربكت الشاباك الصهيوني.
وكان مصطلح "من مسافة
صفر" قد شاع بين الفلسطينيين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة؛ من خلال العمليات
النوعية لكتائب القسام سيما عمليات التسلل، والتي كانت تتم من مسافة صفر، والاشتباك
المباشر مع الجنود.
ولم تكن عملية رام الله
الأخيرة الوحيدة التي تتم من مسافة صفر في إطار مسلسل العمليات الأخيرة؛ فعملية إطلاق
النار الشهيرة على الحاخام الصهيوني المتطرف "غليك" في البلدة القديمة بالقدس
من قبل الشهيد معتز حجازي في (29-10-2014) تمت من مسافر صفر حين وقف الشهيد حجازي أمام
غليك وسأله "هل أنت غليك؟ فقال له: نعم ، فقال له حجازي: "تصرفاتك لا تعجبني"،
وأطلق عليه النار، وتمكن من الانسحاب إلى أن استشهد في اليوم التالي داخل منزله.
ولم تقتصر ثقافة "من
مسافة صفر" مؤخرًا على العمليات العسكرية؛ فقد وثقت مشاهد فيديو مؤخرًا جرأة غير
عادية في خوض المواجهة مع جنود الاحتلال بالحجارة، من حيث ملامسة الجنود من قبل الشبان
والفتية.
وكذلك إطلاق الألعاب النارية
عليهم من مسافة صفر، وإرباك الجنود وهروبهم، ومن ذلك المشهد الشهير لمواجهات بلدة الرام
في (22-11-2014)؛ حين لامس الشبان الجنود وهم يشعلون الألعاب النارية في وجوههم، ثم
يفرون في الأزقة.
وجعلنا للصفر
معنى!
ويضاف إلى ذلك عمليات الطعن
والدهس الأخيرة؛ فجميعها تمت من مسافر صفر، وقام بها منفذوها بقصد الشهادة، ولامست
أجسادهم أجساد أعدائهم الصهاينة.
وكانت الشاعرة "آلاء
القطراوي" والكاتبة "رنا العلي" جسدتا عقب الحرب الأخيرة على غزة العمليات
من مسافة صفر في كتاب لأدب المقاومة حمل اسم "من المسافة صفر" وضم فصولاً
تحت اسم "رسائل تحت الحرب"، وتقول القطراوي في إحدى رسائلها في الكتاب:
"حين أصبحت فوهة البندقية ملاصقة لرأس جنود الاحتلال، فسقطت المسافة وبقي الصفر
شاهداً حتمياً على الانتصار، فالصفر في وطني علامة نصر".
نظرية الشهيد
عماد عقل
ويعدّ القائد في كتائب القسام
الشهيد عماد عقل، والذي استشهد عام 1993 وعمل في الفترة من 1990-1993 مؤسس نظرية القتل
من مسافة صفر؛ حيث قتل 15 جنديًّا صهيونيًّا
داخل جيباتهم العسكرية، واستولى على أسلحتهم في إهانة صريحة لأبسط مبادئ الشرف العسكري
للجيوش.
ويشير أستاذ العلوم السياسية
الدكتور عبد الستار قاسم إلى أن ما يجري من عمليات من مسافة صفر دليلٌ على جرأة المقاوم
الفلسطيني ووجود جيل جديد يتمتع بعزيمة قوية، وليس لديه رهبة من جيش الاحتلال.
وأكد على تطور المقاومة
الفلسطينية وإبداعاتها وتأقلمها مع الظروف، سيما الظروف الصعبة والأمنية في الضفة الغربية،
وهو ما يشكل إرباكا واضحًا للاحتلال.
ويرى عضو المجلس التشريعي
إبراهيم دحبور أن ما تشهده الضفة من عمليات تشير إلى قدرة المقاومين على التأقلم سواء
أكانوا أفرادًا أو مجموعات؛ إضافة لتحلّيهم بالإصرار، كما أنه نتيجة طبيعية لاعتداءات
الاحتلال وغياب الأفق السياسي.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام