عوائق إسرائيلية
حالت دون إعلان الهدنة المؤجلة
الخميس، 22
تشرين الثاني، 2012
تواصل العدوان
على قطاع غزة، وارتفع معه عدد الضحايا من شهداء وجرحى ومشردين، في وقت يبدو ان الهدنة
مؤجلة بسبب إصرار الطرفين على شروطهما، حيث يعتقد كل منهما انه في وضع لا يسمح له خسارة
ما حققه من انجازات في الميدان على مائدة مفاوضات التهدئة.
وكانت قد تلاشت
الآمال التي سادت طيلة بعد ظهر الثلاثاء وليل الثلاثاء الاربعاء بشأن التوصل إلى اتفاق
تهدئة ينهي التصعيد المتواصل منذ ثمانية أيام بين "إسرائيل" وقطاع غزة، وذلك
بعدما تأخر الرد الإسرائيلي على المقترحات المصرية لوقف النار في القطاع بين "إسرائيل"
وحركة "حماس" من دون إعلان اتفاق التهدئة المنتظرة.
ونقلت وكالة
"فرانس برس" عن مصدر فلسطيني، قوله إن "إسرائيل" لم توافق على
المقترح المصري بشأن اتفاق التهدئة في قطاع غزة بسبب رفضها تضمينه بنداً يتعلق بفك
الحصار عن القطاع، مؤكداً بذلك شكوكاً سرت حول إمكان الإعلان مساء أمس في القاهرة عن
التوصل إلى الاتفاق.
وأضاف أن السبب
هو "خلافات داخل المؤسسة الإسرائيلية بين الجيش والسياسيين". وأوضح أن
"الفصائل تريد اتفاق هدنة متكاملاً، وهذا ما تم إبلاغ المسؤولين المصريين به من
"حماس" والجهاد". وتابع: "لكن "إسرائيل" تريد وقفاً
للنار مقابل وقف النار، من دون فك الحصار. تريد الغاء البند الرئيسي المتعلق بفك الحصار".
وأكد المصدر أن
"حماس والجهاد ابلغتا المسؤولين المصريين، أننا لسنا بعجلة من أمرنا ولن نهرول
للتهدئة. "إسرائيل" هي التي طلبت من مصر التهدئة". وأضاف أن "حماس"
و"الجهاد" اكدتا لمدير الاستخبارات المصرية اللواء رأفت شحاتة "إننا
لن نوافق على وقف إطلاق النار إلا بشروط المقاومة بفك الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان
الإسرائيلي بأشكاله كافة".
وكان شحاتة عقد
اجتماعاً حتى منتصف الليل ضم وفدي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" برئاسة
كل من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل والامين العام لـ"الجهاد
الإسلامي" رمضان شلح للتباحث في موضوع التهدئة، مشيراً إلى أن الاجتماع انتهى
منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء من دون التوصل إلى اتفاق تهدئة.
وقال المصدر الفلسطيني
لـ"فرانس برس"، إن "الاجتماع انتهى منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء بين
اللواء شحاتة ووفدي "حماس" و"الجهاد"، ولم يتم التوصل بعد إلى
اتفاق تهدئة، لأن "إسرائيل" لم تعط جواباً إيجابياً على صيغة الاقتراح المصري
الذي جاء بعد نقاش مطول ومعمق مع كل الاطراف".
"هآرتس":
وفي سياق متصل،
نقلت صحيفة "هآرتس" أمس الاربعاء عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن
المسودة الأخيرة للتفاهمات التي صاغها مسؤولون في الاستخبارات المصرية أمس "لم
تكن جيدة لإسرائيل" وأن مصر تبنت مواقف "حماس" وخصوصاً في كل ما يتعلق
بمطالب فتح المعابر الحدودية وتخفيف الحصار وإلغاء المنطقة الأمنية، وهي منطقة عند
الشريط الحدودي بين "إسرائيل" وغزة بعرض 500 متر داخل القطاع ولا تسمح "إسرائيل"
بدخول الفلسطينيين إليها.
وأضاف المسؤول
الإسرائيلي أن المفاوضات التي تجريها "إسرائيل" مع مصر حول وقف إطلاق النار
ليست مثل تلك التي أجرتها في الماضي مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو مدير الاستخبارات
المصرية السابق عمر سليمان، "واليوم هذا (الرئيس المصري محمد) مرسي يضع روح القائد"
في الإتفاق.
وتابع أنه
"توجد هنا مجموعة تريد منح حماس إنجازات"، وأن البديل بالنسبة لإسرائيل
"ليس تفاهمات جيدة أو سيئة وإنما وقف إطلاق نار أو عملية عسكرية برية واسعة وخطيرة
في غزة".
وفي ما يتعلق بالمداولات
الإسرائيلية الداخلية، فإن وزير الدفاع ايهود باراك دعا إلى قبول مسودة الإتفاق المصرية،
بينما رفضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، واعتبرا
أنه "يحظر على "إسرائيل" التنازل في قضايا مهمة بالنسبة لها".
اجتماع أمني مصري
ـ فلسطيني
في هذه الاثناء،
بحث مدير جهاز الاستخبارات العامة المصري، اللواء رأفت شحاتة، مع رئيس المكتب السياسي
لحركة "حماس" خالد مشعل، والأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"
رمضان شلَّح، أمس الأربعاء، التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين "إسرائيل" وقطاع
غزة.
وقال مدير مركز
الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي لـ"يونايتد برس انترناشونال"،
إن المجتمعين يناقشون الملامح النهائية للاتفاق الذي يتضمن وقف إطلاق الصواريخ من قطاع
غزة ضد إسرائيل، مقابل رفع الحصار عن القطاع، وفتح معبري رفح وكرم أبو سالم بشكل دائم،
وإعادة إعمار قطاع غزة ووقف العدوان عليه جواً وبحراً وبراً.
وأضاف أن الاتفاق
يتضمَّن تعهَّد "إسرائيل" بوقف استهداف القيادات الفلسطينية ووقف قصف غزة،
وضمان حرية الانتقال للفلسطينيين من وإلى قطاع غزة خاصة المزارعين والرعاة، مشيراً
إلى أن المجتمعين كانوا عقدوا اجتماعاً في الواحدة من بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء
دام 3 ساعات تواصلت خلاله المناقشات حول الاتفاق.
وفي سياق متصل،
كشفت مصادر مطلعة للوكالة إن مطلب حركة "حماس" بالحصول على ضمانات دولية
لعدم عودة "إسرائيل" إلى الهجوم على غزة واستهداف القيادات الفلسطينية سيتم
الإنتهاء منه عقب وصول وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى القاهرة. ورجَّحت
المصادر أن يتم الإعلان عن اتفاق التهدئة ووقف إطلق النار اليوم الخمسي عقب لقاء يجمع
الرئيس المصري محمد مرسي والوزيرة كلينتون.
هولاند
أعلن الرئيس الفرنسي
فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه مع الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو
(اليوم) الأربعاء أن فرنسا وايطاليا تدعوان إلى "وقف إطلاق نار وهدنة" في
الشرق الاوسط.
وقال هولاند
"نوجه نداء، فرنسا وايطاليا من اجل بذل كل الجهود للتوصل الى هذه الهدنة الحتمية"،
معبراً عن أسفه لسقوط "ضحايا مدنيين"، ومؤكداً أهمية التوصل إلى وقف لغطلاق
النار وهدنة "لتجنب تصعيد".
من جهة اخرى دانت
فرنسا الأربعاء الهجوم على حافلة في وسط تل ابيب، وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس
"أدين بحزم شديد الاعتداء الذي وقع في تل ابيب واستهدف مدنيين، في الوقت الذي
يجب فيه بذل كل الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار".
بنديكتوس السادس
عشر
وجّه البابا بنديكتوس
السادس عشر "نداء" في الفاتيكان شجع فيه "مبادرات وجهود جميع الذين
يسعون للتوصل الى هدنة وتشجيع المفاوضات" بين "إسرائيل" وحماس التي
تسيطر على غزة.
وقال البابا خلال
اللقاء الأسبوعي في الفاتيكان إن "الكراهية والعنف ليسا حلاً" لمواجهة
"تفاقم العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة"، داعيا "سلطات
الطرفين الى اتخاذ قرارات شجاعة لمصلحة السلام".
كذلك دعا البابا
الذي قال انه يتابع الوضع "بقلق"، الطرفين الى "انهاء صراع تنجم عنه
انعكاسات سلبية على كل انحاء منطقة الشرق الاوسط التي تشهد كثيرا من المواجهات وتحتاج
الى السلام والمصالحة".
ميدانياً، كثفت
"إسرائيل" من غاراتها وهجماتها الجوية على قطاع غزة خصوصاً بعد العملية التفجيرية
في تل ابيب حيث ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا في أمس، ليصل 149 شهيداً وأكثر من
1158 جريحاً في اليوم الثامن من العدوان على غزة.
وأعلنت "كتائب
القسام" (الجناح العسكري لحركة "حماس") مسؤوليتها عن إطلاق 10 صواريخ
"غراد" روسية الصنع باتجاه قاعدة "حتسور" الجوية الإسرائيلية وأربعة
آخرى على مدينتي المجدل واشدود، جنوب إسرائيل.
وقالت الإذاعة
الإسرائيلية إن منظومة (القبة الحديدية) اعترضت صاروخي غراد تم إطلاقهما باتجاه مدنية
اشدود من دون وقوع إصابات أو أضرار. وذكرت أن قذائف صاروخية أطلقت باتجاه بلدتي
"غان يفنة" و"غديرا"، ولم ترد تقارير بحدوث إصابات أو أضرار.
وفي سياق متصل،
أعلنت ناطقة باسم الجيش لـ"وكالة فرانس برس" إنه "منذ الأربعاء الماضي،
شن سلاح الجو نحو 1500 غارة" حتى منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، وأضافت أنه
"لا يوجد إحصائية دقيقة لعدد غارات اليوم (امس)"، مشيرة إلى أنه "أُطلق
من قطاع غزة باتجاه اراضينا منذ بدء العملية نحو 1456 صاروخاً سقط منهم 880 في "إسرائيل"
واعترضت منظومة القبة الحديدة نحو 420 صاروخا".
وأكدت الناطقة
إطلاق 81 صاروخا ًمن قطاع غزة باتجاه "إسرائيل" أمس، سقط منهم في "إسرائيل"
42 صاروخا واعترضت المنظمة الحديدة عشرين صاروخاً.
اصابة شابين بالرصاص
الحي خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية
إلى ذلك، افاد
مسعفون في اتصال هاتفي ان سيارات الاسعاف نقلت اربعة شبان الى المجمع الطبي في رام
الله بعدما اصيبوا بالرصاص الحي، في البطن والقدمين خلال مواجهات وقعت بالقرب من معسكر
عوفر الاسرائيلي جنوب رام الله في الضفة الغربية.
وتجري مواجهات
بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي في مناطق احتكاك عدة في الضفة الغربية، منذ ان
بدأت "إسرائيل" هجماتها الجوية على قطاع غزة قبل ثمانية ايام.
وشارك عشرات امس
في تظاهرة تضامنية مع قطاع غزة، وسط مدينة رام الله. واكد مسؤول امني فلسطيني ان الوضع
الامني في المناطق الخاضعة للسيطرة الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية "مضبوط
تماما".
وقال الناطق باسم
الاجهزة الامنية الفلسطينية عدنان الضميري لـ"فرانس برس" إنه "لا يوجد
لدينا اي مشاكل امنية تهدد مستقبل السلطة الوطنية والتظاهرات التي تجري تأتي انسجاما
مع قرار المستوى السياسي".
واشار مسؤول امني
فلسطيني الى ارتفاع في عدد المشاركين في التظاهرات التضامنية مع قطاع غزة وازدياد في
عدد نقاط الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي.
لكن الضميري قال
"ما يوجد حتى الآن تظاهرات تضامنية واحتجاجات تعاطفا مع ما يجري في غزة وجميع
هذه الاحتجاجات تجري في سياق قرار المستوى السياسي المؤيد للمقاومة السلمية الشعبية".
واضاف ان
"المناطق التي تقع فيها مواجهات مباشرة مع الجيش الاسرائيلي لا تخضع لسيطرنا الامنية
ونحن غير مسؤولين عنها وما نطالب به دائما هو ان تنسحب "إسرائيل" من الاراضي
التي احتلتها في 1967 عندها سنكون مسؤولين عن الضفة الغربية برمتها"، مشيراً إلى
أنه "لا يوجد اي تصعيد امني في المناطق التي تقع تحت سيطرتنا الامنية".
المصدر: "المستقبل" ووكالات