القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

عودة جماعية لسكان «اليرموك» الفلسطينيين إلى المخيم

السلطة الفلسطينية تؤكد ومجموعة جبريل تنفي التوصل الى اتفاق
عودة جماعية لسكان «اليرموك» الفلسطينيين إلى المخيم
 

الجمعة، 21 كانون الأول، 2012

عاد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك جنوب دمشق قبل أن يأخذ اتفاق على تحييد المخيم حيز التنفيذ، وعلى الرغم من نفي أنور رجا، الناطق باسم مجموعة أحمد جبريل، المتورطة بجر المخيم الى آتون القتال، التوصل إلى اتفاق مع من سمّاهم "الإرهابيين".

وأكد السفير الفلسطيني في دمشق محمود الخالدي التوافق مع الاطراف السورية على عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك في دمشق وذلك بعد سحب جميع المسلحين من المخيم.

وقال الخالدي في تصريحات صحافية امس: "منذ بداية الازمة وبدء النزوح الفلسطيني من مخيم اليرموك عقدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اجتماعات يومية في مقر السفارة الفلسطينية وجرى العمل على خطين، الاول: إغاثة النازحين الذين غادروا منازلهم، والثاني: توفير عودة آمنة لهم دون استثناء"، مؤكدا أن هذه المساعي تكللت بالنجاح وجميع الفصائل بما فيها الجبهة الشعبية- القيادة العامة متوافقة على ذلك.

وتابع: "لن يكون هناك وجود لمسلحين من الجيش الحر أو فصائل فلسطينية داخل المخيم، كما لن يكون في ذات الوقت تواجد لقوى الأمن السورية، واعتبار ساحة المخيم وداخلة منطقة آمنة"، مؤكدا عودة أكثر من خمسة آلاف عائلة من الذين نزحوا الى المخيم صباح امس.

وأكد الخالدي أنه التقى مسؤولين من النظام السوري، وقادة في الجيش الحر وأنهم أعلنوا انسحابهم من المخيم لتجنيب اللاجئين الفلسطينيين ويلات الحرب.

وقال: "سنقوم اليوم بتأمين معابر الدخول الى المخيم، ووجهنا نداء عاجلا بعودة جميع اللاجئين النازحين".

كما بين أن جماعة احمد جبريل ابلغوا الفصائل الفلسطينية بأن الهدف المركزي هو عودة اللاجئين الى بيوتهم آمنين متعهدين بعدم تواجد أي مسلح من الجماعة داخل المخيم.

وتابع الخالدي أن حالة النزوح التي جرت من المخيم جرت في ظروف جوية قاسية جدا بسبب الطقس البارد، وأن معظم النازحين كانوا بلا غطاء وطعام ودواء.

وحول توزيع المساعدات المالية والاغاثية قال: ان عملية التوزيع لم تستكمل لجميع اللاجئين بسبب وجود نازحين في مناطق بعيدة كاللاذقية وحماة وحمص ونحن بحاجة الى جيش من المتطوعين حتى نستكمل الوصول إلى جميع هؤلاء النازحين، مشيرا إلى أنه جرى صرف مبالغ مالية كبيرة على النازحين القريبين من مخيم اليرموك، وانه جرى التوافق على فتح مدينة "أبناء الشهداء" بقرار من الرئيس عباس لاستقبال النازحين الفلسطينيين خاصة بعد الاكتظاظ في مدارس وكالة الغوث.

وأكد أن عملية صرف المساعدات المالية سيجري استكمالها بعد عودة اللاجئين الى منازلهم في مخيم اليرموك.

وقال عامل في إحدى المنظمات الإنسانية التي تقدم مساعدات للاجئين "بدءا من الساعة السادسة (من مساء أمس) عبر مئات الفلسطينيين سيرا، نقاط التفتيش التابعة للقوات النظامية على مداخل المخيم".

واوضح المصدر ان العديد من هؤلاء يريدون العودة "بدلا من النوم في العراء بسبب الامطار المتساقطة بغزارة"، بينما يأخذ آخرون اغراضهم "لاقتناعهم بأن النزاع سيطول".

وقال احد سكان المخيم لوكالة فرانس برس ان العائدين كانوا يرددون اغنيات فلسطينية وعبارة "عائدون الى مخيم اليرموك".

وافادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "ابناء مخيم اليرموك خرجوا في مسيرة شعبية حاشدة تدخل المخيم وتطالب المجموعات الارهابية المسلحة بالخروج منه"، وهي العبارة التي يستخدمها النظام السوري للاشارة الى المقاتلين المعارضين.

وقال احد السكان بعيد خروجه ان "مقاتلي الجيش السوري الحر الذين كانوا متواجدين بالآلاف في المخيم، غابوا الى حد كبير. ثمة عدد منهم في بعض الازقة يشربون الشاي ويدخنون النرجيلة".

لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد الى نتيجة، مع تأكيد احد المقاتلين المعارضين ان هؤلاء لن يغادروا "قبل ان يقوم الجيش النظامي بالمثل".

وقد افادت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان فصائل منظمة التحرير اتفقت مع طرفي النزاع "على اعتبار المخيمات الفلسطينية مناطق آمنة"، في تفاهم يأتي في اطار جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس "لتجنيب الفلسطينيين في سوريا ويلات الصراع السوري"، على حد قول وفا.

واوضحت الوكالة ان فصائل المنظمة وفي مقدمها حركة فتح اطلقت مبادرة تقضي "بانسحاب الجيش الحر والقوات النظامية من المخيم وتشكيل لجان مراقبة مدنية غير مسلحة من الفصائل الفلسطينية للحفاظ على الأمن فيه".

لكن المتحدث باسم الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة الموالية للنظام السوري، قال لفرانس برس انه "لم يحصل اي اتفاق مع تلك المجموعات الارهابية المسلحة اطلاقا."

وفي جدة، قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس ان النظام السوري رفض التجاوب مع اتصالاته بشان مخيم اليرموك للفلسطينيين في سوريا، مبينا ان الجامعة اعربت عن وجهة نظرها بوضوح شديد في هذه المسالة.

وقال العربي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "بالنسبة لمخيم اليرموك اتصل بي بشانه الرئيس محمود عباس وقمنا بكل ما نستطيع من اتصالات لانه (...) منذ تم تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لم يكن هناك اتصالات كما يجب، حاولت الاتصال بوزير الخارجية وليد المعلم، اقولها صراحة لم يرد علي".

واضاف العربي عقب لقائه امين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان واوغلي بجدة "اعربنا عن وجهة نظرنا بوضوح شديد، اتصلنا بالامم المتحدة وارجو ان يتحقق شيء حول هذا الموضوع".

وفي سياق متصل قالت حركة "حماس" امس إن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أجرى اتصالات هاتفية مع العربي ومع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا الأخضر ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا حول ما يتعرض له مخيم اليرموك.

وأشارت الحركة فى بيان الى ان مشعل حث خلال الاتصالات على ضرورة التحرك العاجل من أجل وقف ما يتعرض له مخيم اليرموك من استهداف، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة لأبناء المخيم الذين يعيشون في ظروف قاسية.

كما أجرى مشعل العديد من الاتصالات مع بعض الأطراف ذات الصلة من أجل تجنيب مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية الصراع الدائر في سوريا، مع تأكيده على موقف الحركة وحرصها الدائم على وقف نزيف دماء الشعب السوري والفلسطيني.

وفي المواقف من أحداث اليرموك، دعا رئيس البرلمان العربي احمد محمد الجروان، البرلمانات العربية والاقليمية والدولية وخصوصا الاتحاد البرلماني الدولي وجامعة الدول العربية والامم المتحدة، الى التدخل الفوري لوقف المجازر وفك الحصار عن مخيم اليرموك.

ووصف الجروان فى بيان له اليوم ما يحدث من مجازر فى مخيم اليرموك بأنه "جريمة حرب لا يمكن تبريرها وهي مدانة وتتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني ومع التزام الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين بتوفير الحماية والرعاية لهم.

وأكد ان "اقحام مخيمات الفلسطينيين في الصراع الدائر في سوريا هو محاولة فاشلة تؤكد العجز التام عن حل الازمة السورية المتفاقمة".

المصدر: المستقبل - وكالات