القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

عين الحلوة يقلب صفحة الزواريب

عين الحلوة يقلب صفحة الزواريب
 

الأربعاء، 18 أيار، 2011
 
لا يزال المشهد الفلسطيني من مارون الراس في جنوب لبنان الى مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، محور تضامن شعبي رائع واحتضان فلسطيني كبير في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
 
وتوقفت مصادر سياسية فلسطينية أمام حجم المشاركة الشعبية الكبيرة في تشييع جثامين الشهداء في مخيم عين الحلوة حيث لم يبق طفل او امراة وحتى شاب ولا كهل في بيته الا وخرج لوداع أبناء المخيم العائدين شهداء ولكن في «المعركة الحق» من اجل فلسطين وليس في زاروب من زواريب المخيم، بحيث تحول المخيم كله الى موكب واحد للتشييع يبدأ ولا ينتهي.
 
وتشير المصادر الى ان ما حصل في مارون الراس «يؤكد بالدليل الملموس ان فلسطين ما زالت هي لب القضية واساسها وجوهرها في هذه الامة ولن يمحوها تقادم السنين الـ63 للنكبة وان التوطين مجرد فزاعة و«غب الطلب» يتم التلويح به عندما تدعو الحاجة لمن يريد اللعب على الوتر والاستغلال.. والا ما معنى اقتحام فتيان بعمر الورد وبأجساد خضراء طرية للسواتر والاسلاك الشائكة الاسرائيلية واجتياح حقول الالغام والوصول الى الجندي الاسرائيلي القابع خلف اسوار ودشم محصنة ومزود بكل تكنولوجيا القتل وهم، في المقابل، عزل وليسوا مزودين باي وسيلة دفاع عن النفس باستثناء العلم الفلسطيني والحجر الذي عثروا عليه في مارون الراس ..
 
تسأل المصادر نفسها: «الا يعني ذلك ان هذه القضية لا يمكن ان تموت وانها تتوارث كما «المفتاح والطابو والكوفية والعقال» من جيل الى جيل وتعني ايضا ان اهالي المخيمات سئموا العيش بصفة لاجئ ولا يريدون الا العودة الى فلسطين مهما كلف ذلك من ثمن».
 
في المقابل، حرك المشهد الفلسطيني الحس الوطني اللبناني واعاد الذاكرة الى ايام الزمن الجميل بحيث حاولت الاحزاب اللبنانية في صيدا طرح فكرة اقامة تشييع لبناني فلسطيني مشترك وجامع ينطلق من صيدا باتجاه المخيم واقامة الصلاة على الشهداء في احد مساجد المدينة بهدف اعادة البوصلة من المشهد اللبناني نحو فلسطين بدل التلهي بالترهات المذهبية والمناطقية والزواريب الطائفية.. الا ان الفكرة رفضت من اساسها.
 
وتؤكد مصادر حزبية لبنانية ان هناك جهة ما «دعست على رجل القيادات الفلسطينية» لعدم قبول هذه الفكرة او السير فيها وتمنت عليهم ان يكون التشييع في المخيم وداخله وليس خارجه.
 
الا ان هذا لم يمنع من مشاركة وفود حزبية لبنانية في مسيرة التشييع في مخيم عين الحلوة وتحديدا حزب الله الذي شارك بوفد كبير تألف من الشيخ عبد المجيد عمار ومحمود قماطي وحسن حدرج وغالب ابو زينب. وكانت لهذه المشاركة اكثر من دلالة سياسية واكثر من رسالة لمن يعنيهم الامر مفادها «ان هذه الشهادة محتضنة من المقاومة وهذه القضية هي قضيتنا لانها قضية الامة».
 
واشارت مصادر سياسية الى ان ما حصل «اعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة بزخم شديد وانه علينا من الان وصاعدا انتظار المشهد التالي وعلينا عدم الاستهانة بما حصل كونه قلب المعادلة وانه من الرغم من اهمية رسالة مارون الراس الا ان الاخطر والأكبر هي «رسالة الجولان»، وتضيف المصادر: «سوف نشاهد فعاليات اخرى وفي امكنة اخرى وعلينا انتظار المشهد المقبل ولكن كيف ومتى واين... كلها مسائل تطرح في وقتها».