غزة تعيش سنوات الهلاك.. حصار خانق وإعمار
متعطل
السبت، 05 أيلول، 2015
حصار صهيوني خانق، قصف عشوائي شبه يومي، تجريف للأراضي
الزراعية، هدم للمنازل وتشريد قاطنيها، تدمير البني التحتية، ثلاث حروب وحشية في أقل
من عقد، كل هذه العوامل كانت مقدمة طبيعية لتقرير يؤكد أن جزء من الأراضي الفلسطينية
لن يكون صالحا للعيش خلال خمس سنوات، وهو ما دفع الأمم المتحدة إلى دق ناقوس الخطر.
نبه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد”،
إلى صعوبة السكن في قطاع غزة بعد خمس سنوات، لو استمرت الأوضاع الحالية فيه من حصار
وعدوان وانعدام الأمن الغذائي والسكني والمياه فيه، وأشار مؤتمر "الأونكتاد” في تقريره
السنوي، الذي شمل استعراضًا للحياة في قطاع غزة، إلى أن الحصار والعدوان الإسرائيلي
على القطاع في السنوات الأخيرة أدى إلى تدني الكثير من المؤشرات الاجتماعية الاقتصادية
في غزة إلى أدنى مستوى لها منذ احتل الكيان الاسرائيلي الإراضي الفلسطينية.
شمل تحذير "الأونكتاد” أيضًا تنبيها إلى أن الكثير
من سكان غزة يعانون نقصًا في الأمن الغذائي والسكني والمياه النظيفة والكهرباء، وقال
التقرير إن "التداعيات الاجتماعية والصحية والأمنية للكثافة السكانية العالية والاكتظاظ،
من بين العوامل التي قد تجعل غزة غير قابلة للحياة بحلول عام 2020″.
يعاني الكثير من سكان قطاع غزة من التشرد ونقص المرافق
الأساسية بعد التدمير الهائل الذي لحق بالقطاع، بسبب العدوان الاسرائيلي المتكرر والحصار
المفروض على القطاع منذ حوالي 9 سنوات، حيث تبلغ مساحة قطاع غزة 362 كيلومترًا فقط،
ويسكنه قرابة مليون و800 ألف شخص، ما يجعل القطاع أحد أكبر مناطق العالم كثافة سكانية.
ووصف تقرير "الأونكتاد” معدلات الناتج الاقتصادي
والبطالة في غزة بأنهما "سيئة بشكل رهيب”، ما يعمق الأزمة المعيشية، واعتبر "الأونكتاد”
المعونات الدولية "حيوية” غير أنها ليست حلًا قابلًا للاستمرار على المدى البعيد، وقال
في تقريره إن الحصار الإسرائيلي أضر بالبنية الأساسية الضعيفة بالفعل في قطاع غزة،
وهدم قاعدته الإنتاجية، ولم يتح فرصة لعملية إعادة إعمار حقيقية أو انتعاش اقتصادي
كما أفقر السكان الفلسطينيين في غزة.
كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العالم الماضي
قد تفنن في تدمير كل البنى التحتية، كما قتل ما لا يقل عن 2200 فلسطيني، عدد كبير منهم
أطفال، وشرد أكثر من نصف مليون شخص، وقدر تقرير "الأونكتاد” الخسائر الاقتصادية الناجمة
عن العدوان بثلاثة أضعاف إجمالي الناتج المحلي الإجمالي للقطاع، وتشير التقديرات الواردة
في التقرير، إلى أن أكثر من 20 ألف منزل، و148 مدرسة، و15 مستشفى، و45 مركزًا للرعاية
الصحية الأساسية، قد دمر في العدوان الاسرائيلي، كما تضرر أيضًا 247 مصنعًا، و300 مركز
تجاري، ضررًا كليًا أو جزئيًا، ولا تزال محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع تعاني أضرارًا
بالغة.
منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا” تسعى إلى التخفيف من حدة الأزمة المعيشية الخانقة التي يعيشها قطاع غزة،
إلا أن المؤمرات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني تجعل المنظمة غير قادرة على تلبية
احتياجات القطاع بسبب معاناتها من قلة التمويل.
وعلى صعيد متصل، يستمر تعطيل خطط الإعمار، التي لم
يطبق أي شيء منها حتى الآن، فعلى الرغم من مرور أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي
على القطاع، إلا أن عملية الإعمار لاتزال ترواح مكانها، وهو ما يكرس المعاناة الفلسطينية
لدى الأسر المنكوبة والتي تعيش في العراء منذ أكثر من عام، منتظرة جمع أموال الإعمار
من الدول المانحة بفارغ الصبر، والتي لم توف بالتزماتها المالية التي أقرتها في مؤتمر
المانحين بالقاهرة والذي عقد في أكتوبر من العام الماضي.
المصدر: وكالات