غنّى أكثر من 300 اغنية منذ
السبعينات .. الفنان أبو عرب كان وما زال في عقول الثورة الفلسطينية
رام الله - دنيا الوطن
توفي الاثنين شاعر ومنشد الثورة
" أبو عرب" في مدينة حمص السورية .
ونقلت وسائل اعلام عن مصادر مقربة من
الفنان ابو عرب ان منشد الثورة توفي بعد صراع طويل مع المرض .
إبراهيم محمد صالح المعروف بأبو عرب
(1931 - 2014): شاعر ومنشد الثورة الفلسطينية الكبرى. ولد أبو عرب في قرية الشجرة،
قضاء طبرية في فلسطين سنة 1931، وتنقل من لبنان إلى سوريا وتونس ومخيمات الشتات في
العالم.
قُتِل والده عام 1948 خلال اجتياح
الميليشيات الصهيونية لفلسطين، وقُتِل ولده عام 1982 خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي
للبنان. وشهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال
البريطاني والاستيطان الصهيوني والتي كرس لها جده أشعاره كافة للإشادة بالثورة
ولتشجيع أفرادها، ولتحريض الشعب ضد المحتل البريطاني.
أسس فرقتة الأولى في الأردن سنة 1980
وسميت بـ فرقة فلسطين للتراث الشعبي، وكانت تتألف من 14 فناناً. وبعد مقتل الفنان
ناجي العلي، وهو أحد أقارب أبوعرب، تم تغيير اسم الفرقة إلى فرقة ناجي العلي.
ألّف ولحّن وغني كثير من الأغاني
الوطنية، ومن أشهرها:
من سجن عكا
العيد
الشهيد
دلعونا
يا بلادي
يا موج البحر
هدي يا بحر هدي
يا ظريف الطول زور بلادنا
أغاني العتابا والمواويل
زار أبو عرب قريته عام 2012 بعد 64
عاماً من المهجر، فتجول فيها وهو مليء بالعواطف الجياشة، وأنشد ارتجالاً للقرية
ولعين الماء فيها ولشجرة التوت في داره.
أبــو عـــرب: إذا لم أعد أنا سيعود
ابني، وإذا لم يعد ابني سيعود ابن ابني..
هو "شاعر الثورة الفلسطينية" و"شاعر
المخيمات" و"الذاكرة الحية للتراث الغنائي الفلسطيني" و"صوت
الثورة" و"مطرب الثورة الأول" و"المقاوم بالأغنية"
و"أبو العربان" و"العروبي".. و"أبو عرب"..
يعرفه أبناء الحركة الوطنية من خلال
مخزون تراثي غنائي ضخم ينطق بلسان الوجدان الشعبي الفلسطيني، بلغة اشتق مفرداتها
من ذاكرته في الوطن والنكبة والمخيم والمقاومة. أجيال بأكملها حفظت أغانيه التي
ساهمت في غرز بذور الأمل، ورسمت صورة جميلة للفدائي الفلسطيني، وخلدت ذكر الشهيد،
وأشادت بصمود الأسير.. يعرفونه يغني للعودة والتحرير، ويرفض المساومة على الحقوق
والثوابت، سفيرا للاجئين في المخيمات وناطقا بلسانهم.. مستذكرا فلسطين بوديانها
وجبالها وسهولها وأشجارها وأطيارها..
هكذا نعرف أبو عرب..
غنى لفلسطين بلدا بلدا قافزا على
التقسيم وعلى الخط الأخضر، وذكر اسم كل مدينة وكل قرية وكل خربة، سواء تلك التي تم
تشريد أهلها وتدميرها أو تلك التي جرى تهويدها أو تلك التي لا تزال باقية.. غنى
للفدائي والرفيق والشهيد والأسير، غنى للأرض والأم والثورة والشجرة والوطن
والسلاح، وغنى للثأر والدم والمقاومة والبطولة، وغنى للشهادة والنكبة واللجوء
والعودة أيضا.
جمعته مسيرته بعدد كبير من الزعماء
والقادة والمفكرين والكتاب والشعراء، بينهم جمال عبد الناصر وجورج حبش وياسر عرفات
وخليل الوزير وصلاح خلف وفاروق القدومي وشفيق الحوت وسعد صايل وغسان كنفاني وناجي
العلي ومظفر النواب وأحمد فؤاد نجم وأحمد مطر ويوسف الخطيب ونديم محمد وعبد الرحمن
الأبنودي ورشاد أبوشاور، وكثيرون آخرون.
ولـ عرب الـ48 منزلة خاصة في نفسه،
فهو ابن الجليل جغرافيا، وإن كان ينتمي إلى كل فلسطين تاريخيا من أقصاها إلى
أقصاها. وللمفكر د.عزمي بشارة تحديدا، والذي التقاه أكثر من مرة، مكانة خاصة في
قلبه. حيث يقول: "عزمي هو صديق، وهو مناضل وقائد ومفكر أصيل، وهو من خيرة
المناضلين الفلسطينيين وخصوصا داخل الأرض عام 48، وقد دفع ثمنا باهظا لحبه لشعبه
وقضية هذا الشعب، في المقابل هناك بعض القيادات تحاول بيع قضايا الشعب الفلسطيني
بأبخس الأثمان".
أبو عرب من مواليد عام 1931 في قرية
الشجرة المهجرة في الجليل والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية. في
عام النكبة، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفركنا، وبعد تسليم الناصرة والمنطقة
المحيطة بها، نزح إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، توجه بعدها إلى لبنان، ثم
إلى سورية.
وبدون أن يحاول استجداء ذاكرته، يتحدث
أبو عرب بتدفق تسلسلي وتفصيلي دقيق عن هذه الفترة فيقول إنه بعد وصوله إلى عرابة
البطوف، قادما من كفركنا التي لجأ إليها ليبقى قريبا من والده الذي يمكث في
المستشفى الإنجليزي في الناصرة بعد إصابته بالرصاص في إحدى معارك الشجرة، بدأت
قوات العصابات الصهيونية بالتحقيق بوجود شخصيات من الشجرة ولوبية وعرب الصبيح في
القرية. وذلك بسبب القتال الشديد الذي دار في معركة لوبية حيث قتل من المنظمات
الصهيونية 151 شخصا. ويشير في هذا السياق إلى مشاركة عدد كبير من المقاتلين من
القرى المجاورة في معركة لوبية، من بينها لوبية نفسها والشجرة وعرب الصبيح، أساسا،
بالإضافة إلى كفركنا والرينة وسخنين وعرابة والناصرة.
ويتابع أن مختار عرابة البطوف في
حينه، فوزي السليم، دأب على إنكار وجودهم في القرية، بينما كان أبو عرب ومن معه
يختبئون في مغارة "الواوية" في جبل يدعى مقلّس نهارا، ويخرجون ليلا. وفي
هذه الأثناء علم أن والده قد استشهد في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة،
وعندها عاد إلى كفركنا لوداعه، علاوة على وجود والدته هناك.
في اليوم الثالث لعودته إلى كفركنا
جرى تطويق القرية، وقام "اليهود" بجمع الشبان في حاكورة واسعة أمام
"القهاوي" قرب عين كفركنا، وأجبروهم على الوقوف في صفوف، في حين جلس
أمامهم عدد من ضباط العصابات الصهيونية، وبدأوا باستدعائهم واحدا فواحدا للتحقيق
معهم.
ويضيف أبو عرب أن أحد الشبان، وهو من
عرب الصبيح، ويعتقد أنه يدعى محمد أسعد، قد تم اقتياده إلى البساتين المجاورة،
وسمع الحضور صوت إطلاق النار عليه بعد أن علم الضباط الصهاينة أنه من عرب الصبيح.
كما تم اقتياد شاب آخر يدعى عايد الشمالي إلى السجن، ولم يعرف مصيره.
ولدى التحقيق مع أبو عرب قال إنه من
قرية كفركنا، مستعينا بشهادة شقيق مختار كفركنا في حينه، درويش سمارة، الذي أجاب
بالإيجاب، وبذلك أنقذه من السجن والقتل.
وهنا يشير إلى أنه قبل هجوم لوبية،
وبينما كان ضمن مجموعة تعمل على جلب المنتوجات الزراعية على الدواب إلى بيادر
كفركنا في منتصف الليل، قامت العصابات الصهيونية بإطلاق النار على القافلة، ما أدى
إلى إصابة أبو عرب برصاصة في كتفه، كما أصيبت الفرس التي كان يمتطيها. وعندها اضطر
إلى الاختباء بين المزروعات. وبحسبه فإن إطلاق النار كان بهدف عدم الكشف عن
الكمائن التي تنصبها العصابات الصهيونية ليلا في المنطقة. وعندما وصل إلى كفركنا
تلقى العلاج من قبل الراهبات في القرية.
وفي الغداة، يتابع، تحركت المجموعة؛
أبو عرب وعمه ووالدته، في ساعات العصر لكي تقطع سهل البطوف ليلا، بسبب الدوريات
الصهيونية. توجهوا إلى طرعان، ومنها إلى البعينة، ووصلوا سهل البطوف في ساعات
المساء، وقطعوا السهل حتى وصلوا إلى خربة مسلخيت التابعة لعرابة البطوف.
ومع بدء التحقيق مع أهالي عرابة
البطوف حول حقيقة وجود أناس من الشجرة فيها، يقول أبو عرب إن المجموعة لم تشأ
تعريض أهالي القرية للخطر واحتمال وقوع مجزرة فيها، فقرروا الرحيل. وكانت المجموعة
تضم أبو عرب وأعمامه ووالدته وقريبه، ابن عمته، الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي
العلي، الذي كان يصغره بثلاثة أعوام.
ويضيف أنهم قاموا باستئجار مركبة شحن
وتحركوا باتجاه بنت جبيل في لبنان. وهناك مكثوا شهرا ونصف في بيوت مستأجرة، وقدم لهم
الصليب الأحمر الأطعمة قبل أن يصدر قرار بترحيلهم إلى صيدا، وفي حينه قاموا بنقل
جميع اللاجئين إلى مخيم عين الحلوة. ويقول هنا إنه في الطريق تعطلت المركبة في
صور، فقرروا المبيت فيها في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع كتيبة ليبية تابعة لجيش
الإنقاذ. ويشير هنا إلى أن الطيران الأمريكي قام بقصف الكتيبة، وهم على بعد 150
مترا منها، فاضطروا إلى النزول من المركبة والاختباء.
وفي الغداة وصلت المجموعة إلى صيدا،
ومكث هناك مع والدته مدة شهرين، قبل أن يقرر الالتحاق بإخوته وباقي أهله في حمص.
ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني
عن العودة يقول أبو عرب: "كنا
على ثقة تامة بأننا سنعود إلى البيت في الشجرة خلال فترة قصيرة.. البيت كان مغلقا
والمفتاح معنا.. كنا نتسلل ليلا إلى البيت لإحضار بعض الأغراض اللازمة.. بعد
انطلاقة الثورة تجدد الأمل بالعودة.. إلا أن أوسلو صدمتنا أكثر من صدمة أنور السادات
في كامب ديفيد"..
ويضيف: "ذات مرة صرح بورقيبة
بوجوب العودة إلى قرار التقسيم، وعندها اندلعت المظاهرات من مراكش إلى بغداد.. أما
اليوم، ومع الأسف، تجد أناسا من دمك ولحمك يقولون بالحرف الواحد إنه لا يمكن عودة
جميع اللاجئين.. وهنا أؤكد أن الأمل بالعودة راسخ في ضمائرنا وقلوبنا.. إذا لم أعد
أنا سيعود ابني، وإذا لم يعد ابني سيعود ابن ابني"..
أطلق عليه اسم "أبو عرب"،
رغم أن ابنه البكر يدعى محمد، وهو من مواليد 1953، وذلك في أعقاب العدوان الثلاثي
على مصر عام 1956 حيث كانت المد الجماهيري في أنحاء الوطن العربي في أوجه،
والمظاهرات تعم سورية الحليف الأول لمصر في حينه، وكان بدوره يقود المظاهرات في
حمص وحماة مطالبا بالوحدة العربية (قبل الوحدة بين مصر وسورية)، بعد أن انتسب لحزب
البعث العربي الاشتراكي، ويخطب لساعات ارتجالا مناديا بالعروبة. وفي العام 1959
عمل في إذاعة "صوت العرب"، وكان يقدم الأغاني الوطنية في "صوت
فلسطين"، ومنذ ذلك الحين والناس ينادونه بـ"أبو عرب". وفي العام
1967 رزق بمولود أسماه عرب، بعد محمد ومعن، ورزق بعده بـ مثنى ومهند.
بتاريخ 06/09/1982، استشهد ابنه
الثاني معن، وهو خريج كلية الهندسة، وكان قد خدم في الجيش السوري برتبة مساعد
ضابط، مع 6 آخرين، وذلك بعد أن انضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وتطوع مع حركة
"فتح" خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وعن ذلك يقول إن ابنه قد نال
شرف الشهادة في عين عطا في جنوب لبنان، ودفن مع شهداء آخرين في قبر جماعي في عين
عطا. وقام بدفنهم "أبو إلياس" من قرية عين حرشا، وهو من الحزب القومي
السوري الاجتماعي، بعد أن قرأ عليهم "الفاتحة" و"أبانا الذي في
السموات".
ويضيف أبو عرب: "لقد حز في نفسي
أنني لم استلم جثة ابني، حيث كنت محاصرا في بيروت، ولم يرشدني أحد إلى ضريحه. كما
علمت من الذين شاركوهم في القتال أن ذخيرتهم نفذت لأن قائدهم لم يزودهم بما يكفي
للقتال. أجريت عدة اتصالات مع شخصيات رسمية لبنانية وقيادات فصائل فلسطينية لمعرفة
مكان دفنه، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل. وبعد اتصالات مع الأمين العام لحزب
الله، حسن نصر الله، أرشدني إلى مكان دفنه، وزرت الضريح وتعرفت على موقعه".
حياته الفنية
أول أغنية غناها في عام 1956 حيث كان
نشيطا في صفوف حزب البعث، عندها غنى للبطل الشهيد جول جمال الذي قام بتفجير
المدمرة الفرنسية "جان دارك" وإغراقها قبالة السواحل المصرية في الرابع
من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، وجاء في مطلع القصيدة:
طوربيدك يا جول
بيّن قوة أمتنا...
مال الغرب علينا مال
ارتد بقوة ضربتنا...
في عام 1958 تم استدعاء أبو عرب إلى
إذاعة "صوت العرب" مع القوّيل ( الحدّا) سعيد الحطيني من حطين وفرحان
السلام من المجيدل وقد مكثا لمدة ثلاثة أشهر في مصر لإعداد الأهازيج والأشعار
الوطنية بعد ذلك عادوا إلى حمص.
أول أغنية غناها أبو عرب بعد انطلاقة
الثورة الفلسطينية والمد الجماهيري المؤيد للثورة وانضمام الشباب الفلسطيني إلى
صفوف الفدائيين كانت في عام 1966، والتي يتخيل فيها الشهيد سعيد الحوتري يودع أهله
قبل تنفيذ عملية في تل أبيب، يقول فيها:
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
كما أعاد توزيع عدد من أغاني التراث
الفلسطيني بعد تغيير مفرداتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، مثل أغنية "يا ظريف
الطول" وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني
وعملياته الجريئة فيقول:
"يا ظريف الطول ويا رفيق السلاح
اروي أرضك دم جسمك والجراح
ما بنكل وما بنمل من الكفاح
ما بنموت إلا وقوف بعزنا..."
ومن ثم تلتها أغنية شيلوا شهيد
الوطن، وجاء في مطلعها:
شيلوا شهيد الوطن
شيلوا شهيد الوطن
جوا اللحد خبوه
فدائي يحمي الوطن يا عيني والله ما
له أهل يبكوه
بدأ أبو عرب لأول مرة حياته الفنية
بشكل مكثف ومنتظم عام 1978 حين استدعاه عضو اللجنة المركزية في حركة
"فتح" الشهيد ماجد أبو شرار، وطلب منه العمل في إذاعة "صوت
فلسطين" وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية.
يقول أبو عرب إنه سجل في الإذاعة
أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.
أصبح أبو عرب مسؤولا عن الغناء
الشعبي في إذاعة "صوت فلسطين"، وأسس عام 1980 فرقته الأولى التي عرفت
باسم "فرقة فلسطين للتراث الشعبي". وفي حينه تألفت الفرقة من 14 عازفا.
يقول أبو عرب إنه غنى أكثر من 300
أغنية منذ سنوات السبعينيات وحتى يومنا هذا.
أول أغنية بعد انطلاقة الثورة:
يا أختي دموع عينك كفكفيها
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
نداء الوطن حلفني يميني
بروحي أرض قدسي بفتديها
فلسطين الحبيبة ليش حزينة
امسحي لدموع عينك امسحيها
ونادي عا عروبتنا الدفينة
من الأجداث بلكي تنبيهيها
قولي لها: القدس يا قومي مهينة
"القيامة" تنوح
و"الصخرة" تناجيها
وإذا ما جاوبك واحد ناديني
الفدائي أرض قومه يفتديها
أنا راجع يا أرض استقبليني
وين الموت نفسي وجهيها
بدخان القنابل لفعيني
وروحي بالمدافع إطربيها
أنا لو مت يا أختي اذكريني
وإياك دموعك تذرفيها
عروبة: بحق الله تطلقيني
افتحي الحدود حاجة.. افتحيها
أنا الأكواخ ما كانت عريني
بطن الأرض روحي تشتهيها
أمانة في عيونك كفنيني
وصورتنا بهدابك بروزيها
وامي إن سألت: وينه جنيني
بهدوء البال عني طمنيها
قولي لها راح فدوى فلسطيني
وروحه اشتاقت تقابل باريها
ويا امي ترك لك ذكرى ثمينة
صورة حتى تبقي تشاهديها
الصورة عبرة للذكرى الدفينة
أمانه فوق راسك علقيها
أمانة تكفكفي العبرة السخينة
بعد رجوعكم للوطن
جيبوا الصورة..
وفوق قبري وأغرزيها
بعد استشهاد ولده معن كتب أبو عــرب:
يا بني يا مقلة عيوني يا بني يا
فلـذة كبادي
فيك ما خابت ظنوني وانت للهيجا جوادي
يا بني موتك وانت واقف تزأر بساح
المـيدان
تسخر بريح العواصف تهزأ بشط الأمان
أحلى من عيشة ذليلة تشتكي جور الزمان
يا بني نحنا تعودنا نرد عكرات الزمان
والنذل ما كان منا والخنوع والجبان
يا شهيد الوطن حيّك ما نسيت تراب حيك
ما انتظرت وداع بيك عند ما نادى
المنادي
قلت يا بلادي لاقينا وعند عينك لو
لفينا
اشهدي ويشهد علينا وألف مرحب
بالشهادة
حين رجعوا يابا ربعك باللي صابك
بلغوني
ما سألتهم كيف موتك في بطولتكم نعوني
حينها نشفت دموعي ووقفت الرعشة
بضلوعي
قالوا مات البطل صار ينتخي بعزة
ربوعي
عندها رفعت راسي وراحت بصدري المآسي
حين رجعوا يابا ربعك باللي صابك
بلغوني
ما سألتهم كيف موتك في بطولتكم نعوني
حينها نشفت دموعي ووقفت الرعشة
بضلوعي
قالوا مات البطل صار ينتخي بعزة
ربوعي
عندها رفعت راسي وراحت بصدري المآسي
يابني لاقسم في ترابك ودمك هالعطّر
ثيابك
فرحت يابا بنجاحك يوم حصلت الشهادة
فرحت أكثر في كفاحك في خلودك
بالشهادة
يا بني طيفك ما يفارقني في صباحي في
مغيبي
ياللي فيك رفعت راسي ودفعت عني
الضريبة
اسمع امك عم بتزغرد تصيح حيّك يا
حبيبي
يرحم ترابك يا غالي ما طالع فاين
حليبي
يا بني خلي الجرح يلهب خلي جرحي من
دمي تاريخ للثوار يكتب
حتى هالتاريخ يشهد أنو من دمي تجدد
ومن ضحايانا تعمد
تلقى شعبك كلو حدك ما بهم واحد تردد
تلقى أختك تلقى عمتك تلقى أبوك وتلقى
جدك
كلهم نفس المسيرة يحملوا البارود حدك
عندما تنادي ألف مرحب بالشهادة
وحياة الله يا معن ودم جرحك حين سال
وسمعت صرخات سمير وانت تنادي يا خال
ما نترك الدرب الذي مشيتوه يا أوفى
رجال
لأظل حادي للركب وامشي على نفس الدرب
في درب تحريرك يا بلادي ألف مرحب
بالشهادة
يا ريح سلم لي على أوطاني
ياريح سلم لي على أوطاني
ع القدس ويافا الناصرة وبيسان
سلم ع عكا وع الجليل العالي
إجزم وحيفا الطيرة وعين غزال
ع خان يونس ع غزة وجبالي
ع كفر قاسم ع صفد كنعان
رام الله وبرقة نابلس قلقيلي
ع اللد ع طوباس ع الخليل
ع بير السبع قبيلة قبيلة
حي العشاير نخوة العربان
ع الرملة ع الفالوجة صبارين
عنبتا عارة وعرعرة زرعيني
عبيت جالا ويعبد وجنين
ع البيرة ع ام الفحم كفردان
مجد الكروم الجش مع سحماتا
فراضية دير الأسد دلاتا
ترشيحا مع ميرون مع مياتا
ع عمقا وكويكات ع الوديان
ع سمخ ع الصفصاف ع سخنين
ع ديرحنا الرامة مع حطين
ع الشجرة سلم ع كوكب سيرين
ع كفركنا لوبية وطرعان
ع الزيب ع البصة ع الجاعونة
ع يافا ويعبد سلم ع الدامون
ع طبرية وع عين الزيتونة
صفورية وعيلوط لا تنساني
خذني معك شلني معك يا ريح
ع مواسي الهيب مع الصبيح
دبورية واكسال لما تصيحي