القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

غيمة بالسماء ...... مخيم نهر البارد تجسيد لمعاناة الفلسطينيين

 غيمة بالسماء ...... مخيم نهر البارد تجسيد لمعاناة الفلسطينيين

الثلاثاء، 15 تشرين الثاني، 2011

غيمة بالسماء..هو عنوان لفيلم وثائقي أخرجته ساندرا ماضي وعرضته قناة الجزيرة لساعة من الزمن ضمن برنامجها المسمى 'وجهة نظر'. هو وثائقي مشغول على وقع معاناة 27 ألف نازح فلسطيني من مخيم نهر البارد إلى جواره، إثر المعارك التي خاضها الجيش اللبناني مع فتح الإسلام وعلى مدى أشهر في ربيع سنة 2007. حينها تحول المخيم إلى كتلة من الركام، وتحول سكانه إلى حالة لجوء ثانية بعد نكبة 1948.

شكّل هذا الوثائقي صرخة إنسانية مرّة لسوء الأوضاع التي يعيشها اللاجئون الجدد في البيوت الجاهزة. وصرخة إنسانية أكثر مرارة لكون السلطات اللبنانية المتمثلة بالجيش اللبناني تعامل أهل هذا المخيم وكأنهم جميعهم فتح الإسلام. في حين أن أفراد هذا التنظيم متوارون أو لم يعد لهم وجود بعد إخراجهم من نهر البارد. يقول المواطن الفلسطيني بكل وضوح وحرية: إذا ربحت كلبناني في هذه المعركة، أكون قد ربحت كفلسطيني، لأني لم أكن مع فتح الإسلام. ولو كنت تراني في موقفك ومعك لكنت تسّرِع عملية البناء'.
وبقدر ما يشكو الفلسطيني من تلك الإهانات التي يلقاها من السلطات اللبنانية أثناء محاولته الحصول على تصريح لدخول المخيم، يشكو كذلك من اللجان الشعبية الفلسطينية. فهي تتوانى في الدفاع عن الحق الإنساني الطبيعي للاجئ الفلسطيني في مخيم نهر البارد. كذلك تفعل وفود السلطة الوطنية الفلسطينية حين تزور لبنان وكانت الزيارة الأخيرة لرئيسها محمود عباس.
يحكي الفلسطينيون ويستفيضون حول معاناتهم وحياتهم التي لا تشبه حياة البشر في 'البراكسات'. يشكون البطئ في إعادة الإعمار. حتى ممثل الأونروا الذي كان جزءاً من هذا الوثائقي قال: لقد فقد المخيم الإهتمام الذي يستحقه. دول الخليج لم تلتزم بكامل مساهمتها بإعادة الإعمار، بإستثناء السعودية التي وفت بدفع 25 مليون دولار.
المعاناة دفعت سكان 'البراكسات' للتجلّي في وصف الحال البائس واليائس: 'نحنا غيمة بالسما بلحظة بيجيها تيار جارف وبتسقط'! هذه قمة اليأس. في المقابل يتساءل مواطن آخر: هل صحيح نحن في بلد ديمقراطي أم هي أحلام؟
لم يترك هذا الوثائقي أمراً من معاناة فلسطينيي نهر البارد والقهر الذي يغرقون به. هي أسئلة ووقائع. من الأسئلة الجوهرية: إلى متى سأبقى أعامل كفلسطيني من زاوية أمنية وليس إنسانية؟ ومن الوقائع تلك السيدة التي أفصحت عن مكنوناتها مخاطبة المخرجة مباشرة: قالوا لنا يا ساندرا البراكسات لا تصلح للسكن أكثر من سنتين، بعدها تصبح ضارة على الصحة. نحن نسكن فيها منذ أربع سنوات. ومن الوقائع الصالحة للتندر في عصرنا قالتها إمرأة أخرى: نحن نعيش مع الجرذان. رفيقتي قرط الجرذ يدها.

الإعمار في مخيم نهر البارد يسير ببطئ، السكان يعترضون على طريقة البناء التي تفتقد للشروط الإنسانية. الفلسطيني في لبنان متروك من سلطته. والسلطة اللبنانية تعامله كمتهم حتى يثبت العكس. الغضب داخل هذا الإنسان يكبر. لكن التعبير عنه محدود بحدود لا تتعدى أطر أماكن النزوح الجديدة ولا من يسمع. وهكذا ينتهي هذا الوثائقي بمشاهد النزوح من مخيم نهر البارد. فالنزوح قدر على الفلسطيني. وساندرا ماضي تمكنت من إلتقاط نبض الناس، أتاحت لهم التعبير.

نقلت معاناتهم لكل من رأى وتابع هذا الوثائقي. نجحت في ضبط صورتها وتوجيهها إلى ما هو فاقع جداً في معاناة بشر ينامون ويحلمون بأن يصبح الصباح على واقع إنساني لهم ولأطفالهم. لكن بينهم وبين الحلم مسافة تقف عند حاجز الأمن الذي لا يعرف سوى القبضة الحديدية، وعند حاجز السياسة التي لا ترى في 'كومة' البشر تلك أولوية. فالربيع العربي ليس بمتناولهم

المصدر: القدس للأنباء