فلسطينيو سورية في لبنان بين تقشف الأونروا واستهتار
القيادات السياسية الفلسطينية
الجمعة، 29
أيار، 2015
كأنه لا يكفي اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى
لبنان الهموم التي تراكمت عليهم بفعل التهجير واللجوء والفقر، وحرمانهم من قبل السلطات
اللبنانية بالحصول على الإقامات والتنقل بسهولة من وإلى سورية، ليأتي همّ أكبر أحدثته
سياسات الأونروا التقشفية بحق فلسطينيي سورية الذين بات مصيرهم يتأرجح بين الموت أو
الثورة!
هي مأساة جديدة يواجهها فلسطينيو سورية حيث بدأت
بتقليص الخدمات المقدمة للاّجئين الفلسطينيين السوريين من حيث وقف بدل الإيواء المقدّر
بـ 100$، وتخفيض مبلغ 45 ألف ليرة للفرد الواحد إلى 17 ألف ليرة فقط، وصولاً الى وقف
هذا البرنامج بالكامل.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ كشفت مصادر مطلعة
أنّ التقشف سوف يطال الخدمات الصحية أيضا حيث سيتم تخفيضها تدريجياً. كذا الأمر بالنسبة
للقطاع التعليمي حيث ستتخذ الأونروا في الفترة القادمة خطواتٍ تقشفيّة تتمثل بوضع
50 طالب في الغرفة الصفية الواحدة. كما وسيتم تحويل الأساتذة الذين سيقعون ضمن الفائض
الذي سيحصل نتيجة هذا الإجراء، إلى التعليم مكان أساتذة برنامج التعليم الخاص باللاجئين
الفلسطينيين من سوريا
"PRS"، وسيتم الاستغناء عن أساتذة ال prs بالكامل. وفيما يتعلّق بحالات الطوارئ أو الغياب للأستاذ المثبّت، فقد أقرّت
الأونروا بعدم الاستعانة بأي بديل له ضمن نظام الـ daily paid.
هذه الإجراءات التقشفية التي تتبعها الأونروا
بحق فلسطينيي سورية تتذرع الوكالة بكونها ناتجةً عن العجز في موازنة الأونروا الرئيسية
بقيمة تصل الى 100 مليون دولار، حسبما جاء في مذكرة للمفوض العام للأونروا بيير كرينبول.
وتشير مصادر مطّلعة إلى أن المفوض العام كان قد
أبلغ الرئيس محمود عباس بالوضع الصعب الذي تمرّ به الأونروا، مسبقاً، وبدوره أبلغ مدير
الأونروا في لبنان ماتياس شمالي السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور بذلك الوضع، إلّا
أنّ تجاهلاً كبيرا أبداه الرئيس أبو مازن والقوى السياسية الفلسطينية الأخرى حيال هذا
الأمر الجلل، الذي يعتبر مؤشراً خطيراً يتطلب وقفةً جادة لوضع آلية جماعيّة واضحة لمواجهته.
وما بين تجاهل الأونروا لانعكاسات قراراتها التقشفية
على حياة اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، واستهتار القوى السياسية الفلسطينية
بمصير هؤلاء اللاجئين، يقف اللاجئ هنا حائراً بين الثورة على سياسة الأونروا الظالمة
بحقه، أو على الاستهتار الذي يبدو جليّاً في أفعال من نصبوا أنفسهم ولاة أمر الشعب.
المصدر: شبكة العودة الإخبارية