فلسطينيو لبنان على رأس قافلة «الوفاء لفلسطين» في غزة
عبدالله: حملتنا حملت دعماً لمشاريع تنموية بخمسة ملايين دولار
أحمد خالد/ خاص «لاجئ نت»
في طريق عودته من غزة، عرّج على بيروت، عادل عبدالله، الامين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، بعد أن قضى أسبوعاً في القطاع على رأس وفد كبير أعدته «المنسقية الأوروبية للعمل الإنساني الفلسطيني». وقبل سفره إلى تونس لمقابلة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، التقته شبكة «لاجئ نت» في جلسة مسائية تحدث فيها عن الرحلة ويومياتها.
بعد تحضيرات متواصلة لعدة أشهر، انطلقت قافلة «الوفاء لفلسطين» حاملة معها نحو 60 عضواً قدموا من اثنتي عشرة دولة أوروبية، منها: بريطانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك وألمانيا والنمسا وإيطاليا..
القافلة التي ضمت عدداً من المغتربين من فلسطينيي لبنان، كمنسق القافلة أمين أبوراشد، والناشط في الدنمارك محمد قيس، دامت زيارتُها أسبوعاً كاملاً بدأ من غروب يوم 26/2/2012 إلى حتى صباح يوم 3/3/2012.
يقول رئيس القافلة عادل عبدالله لشبكة «لاجئ نت»: إن رسالة هذه القافلة تؤكد أن الحصار بات خلف ظهورنا، لهذا جئنا بمشاريع تنموية.
ما هي هذه المشاريع التنموية؟ تفيد الأخبار أن هذه القافلة حملت معها مشاريع تنموية بقيمة خمسة ملايين دولار، في مختلف المجالات التعليمية كالمدارس والجامعة، والصحية كالمستشفيات والمستوصفات وغيرها من المرافق الهامة ذات الحاجة الماسة لدعمها في غزة.
يتحمس عبدالله لشرعية الحكومة المنتخبة، وأن الوفد الأوروبي جاء ليلتقي الحكومة المنتخبة ديموقراطياً. وعلى خلاف ما يتوقع المستمع إلى شخص قادم من قطاع محاصر منذ سنوات، يفاجئ المستمع بقوله «وجدنا هناك شعباً صابراً محتسباً متعاطفاً مع قيادته، ويتحمل الشقاء من أجل الكرامة.. ويحب السلام، ويصنع من المأساة أملاً جديداً».
في الفعاليات
يقول رئيس القافلة إن الأيام السبعة كانت مليئة بالفعاليات واللقاءات التي بدأت بحفاوة الاستقبال عند بوابة رفح من وزير الشؤون الاجتماعية أحمد الكرد على رأس وفد رفيع المستوى. وفي الأيام التالية زاروا نصب شهداء أسطول الحرية الذي بنته الحكومة في الذكرى الأولى لشهداء سفينة مافي مرمرة التركية.
وزار الوفد عدداً من أسر الأسرى، وكذلك بعض الأسرى المحررين. ولم ينس الوفد زيارة عائلة السموني التي استشهد منها 27 شخصاً في أثناء العدوان على غزة سنة 2008-2009. ولبّى أعضاء القافلة الدعوة إلى الغداء في المجلس التشريعي وفي مجلس الوزراء.
وزار الوفد مبنى الجامعة الإسلامية والتقى إدارتها، وتبنى مشروع الوحدة الطبية في كلية الطب في الجامعة الإسلامية. وفي رفح جالوا في «مدرسة الأمل» للموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة حيث تبنت قافلة «الوفاء لفلسطين» استكمال إعمار وتجهيز هذه المدرسة.
ولا ينسى أن عبدالله أن يتحدث بمحبة وأخوّة عاشها أعضاء القافلة مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية في منزله في مخيم الشاطئ وفي المسجد القريب من بيته وصلاة الجمعة التي أمّها «أبو العبد».
حال القطاع
في حديثه إلى شبكة «لاجئ نت» يعتز عادل عبدالله بترحيب «أهلنا في غزة، وحبّهم لإخوانهم القادمين من أوروبا، وإكرامهم والحرص على التواصل معهم، وشكرهم لدعم صمودهم»، ولا ينسى وهو يؤكد أن الحصار فشل في إخضاع القطاع المقاوم، أن يستنكر هذا الحصار الجائر مطالباً بمعاقبة من قام به «فهو يتعارض مع حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، لأن هذا الحصار يُعدّ عقاباً لأهل غزة على خيارهم الديموقراطي».
بات يستطيع عبدالله أن يتوقع كيفية تعامل الغزاويين مع الأزمات بعدما عايش معهم أزمة الوقود الأخيرة وانقطاع الكهرباء، وشاهد طوابير المواطنين يصطفون أمام محطات الوقود من أجل البنزين والسولار.. ويقول «يشكل الوقود مادة أساسية لأهل القطاع خصوصاً في البرد الذي عايشناه هناك في هذه الفترة.. لذلك نطالب الإخوة في مصر بتوفير كميات الوقود ضمن خطة منهجية وسياسة ثابتة تؤمّن الحياة الكريمة لأهلنا في القطاع».
عاد عادل عبدالله إلى يومياته من جديد، ولكنه أصبح أكثر التصاقاً بجرح غزة وحملاً لهمّها، فهو يعرف طرقات غزة ومناطقها بعدما رآها رأي العين، وجال في شوارعها، وتعرّف إلى أهلها، وتنفس هواءها من رفح إلى بيت حانون..
يومياته التي عاد إليها، لم تعد كما كانت، لقد شغلت جزءاً كبيراً منها وعميقاً، أخبارُ المعركة الأخيرة في الأسبوع الماضي فهو يعرف أين تقع الأماكن المستهدفة، ويتواصل مع عدد كبير من الأصدقاء الجدد للاطمئنان عنهم.