في ذاكرة الاجتياح الإسرائيلي.. قصة صمود مخيم برج الشمالي
الأربعاء، 06 حزيران، 2012
عرف مخيم برج الشمالي بمخيم الشهداء فقدم اول شهيد للثورة الفلسطينية في مخيمات منطقة صور عام 1968 الشهيد مرعي. وتعرض للقصف الاسرائيلي اكثر من مرة بالطيران الحربي وكان اولها عام 1974 وتكررت الاعتداءات من قبل جيش العميل لحد بمدفعية الميدان.
في 7/6/1982 سجل مخيم برج الشمالي بطولات لأبنائه في التصدي للاجتياح الاسرائيلي عام 1982 بعد ان دمر اكثر من 30 آلية عسكرية على مداخله واسر جنديين اسرائيلي وقتل قائد الهجوم على المخيم، وعند احتدام المواجهة واستعمال العدو للقنابل الحارقة وتدمير اكثر من70 بالمائة من منازل المخيم خلال القصف الذي تعرضت له الاحياء الشرقية للمخيم من الطيران الحربي ومدفعية الميدان والبوارج الحربية والذي ادى الى ارتكاب مجزرة نادي الحولة والذي ذهب ضحيتها اكثر من 90 شهيدا من الاطفال والنساء داخل الملجأ، ومجزرة مغارة ام خنجر وذهب ضحيتها عائلة محمد مرعي زيد وملجأ روضه النجدة الاجتماعية والذي استشهد بداخلة اكثر من 17 شابا وفتى. اجبرت المجموعات المدافعة عن المخيم بالانسحاب مصطحبة معها الاسيرين باتجاه الشمال، وفي اشتباك مع جنود الاحتلال استشهد عدد من المقاتلين واسر البعض اما الجنديين فقد قتل واحد والاخر بقي حي استعادته قوات العدو الاسرائيلي.
الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 (الاحد 6 حزيران 1982):
فوجئت المواقع المتقدمة للدفاع عن المخيم بأرتال الدبابات الاسرائيلية على بعد 150 متر من مدخل المخيم متجهه شمالا بمحاذاة مشروع قناة مياه الليطاني، وتقدم منها رتل باتجاه المخيم وتصدت لهم وحدة الدفاع التابعة للشبيبة الديمقراطية، بأسلحتها الرشاشة وقذائف الاربي جي واستطاعت ان توقف التقدم بعد تدمير اربع 4 اليات، في هذه الاثناء كان ابناء المخيم قد تنبؤا للهجوم الاسرائيلي فانتشر الشباب والمقاتلين خلف القوة الاسرائيلية التي اتجهت شمالاً على طول قناة الليطاني، وتم تدمير واعطاب - حاملة جسور وقتل من فيها - تدمير 6 ناقلات جنود والصعود اليها وهنالك تم اسر الجنديين الاسرائيليين ونقلهم الى داخل المخيم. الساعة 3 عصرا حاولت القوات الاسرائيلية التقدم الى المدخل الشرقي للمخيم من منطقة مدرسة فلسطين وتصدى المقاتلين للقوة وتم تدمير اليتين وجرافة للعدو. ليلا حاولت قوات العدو التقدم من منطقة مدرسة جباليا الصرفند، وقد افشل الهجوم وتم تدمير عدد من الاليات واجبر العدو على التراجع باتجاه منطقة بساتين المعمورة. مع بزوغ فجر يوم الاثنين 7 حزيران الساعة الثالثة صباحا حاولت قوات العدو التقدم من اكثر من محور، محور الرمالي والمدخل الرئيسي للمخيم ومنطقة شرنيه، فتم التصدي لها بالأسلحة الرشاشة وقذائف ب 7 من قبل القوات المشتركة وتم تدمير واحراق 4 ناقلات جند على جسر الرمال وتدمير 3 اليات على محور شرنيه، وتراجع العدو عند مدخل المخيم بعد معركة تكبد بها خسائر بين قواته. طوال 5 ساعات من 8 صباحا حتى الواحدة ظهرا ركزت قوات العدو قصفها البري والجوي والبحري لمحاور المخيم وتحت وابل القصف تقدمت قوات العدو والتي جوبهت بمقاومة اكثر شراسة من التقدم وتم تدمير عدد من آلياته بقيت في ارض المواجهة بعد تراجع العدو، حوالي الساعة الخامسة عصرا ولأكثر من 3 ساعات شنت الطائرات الحربية ومدافع الميدان والبحرية قصفها لعمق للمخيم وبشكل منسق مستخدم القنابل الفوسفورية الحارقة وصواريخ ارتجاجية، بحيث شوهد المخيم كتلة نيران مشتعلة، بعد احتراق مستودعات قوارير الغاز وخزنات الكاز والمازوت في ا لمحلات التجارية. دب الذعر والهلع بين الاهالي فخرجوا من الملاجئ والمغار متجهين الى مؤسسة جبل عامل المهنية الملاصقة للمخيم، تاركين خلفهم مئات الشهداء والجرحى. قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 7 حزيران 1982 تبين ان العدو ارتكب مجزرة مروعة في المخيم – لم يستطع الاعلام تصويرها ونقلها، ففي ملجأ نادي الحولة سقط 94 شهيدا من اطفال ونساء وشيوخ ولم يستطع المدافعين عن المخيم من انقاذ اي منهم بسبب احتراق الجثث من القنابل التي القيت، بينما تحول الملجأ الى مقبرة جماعية، بعد ان تم بناء مدخل الملجأ بحائط من الاسمنت. وفي العام 1985 أقيم نصب تذكاري تخليدا لذكرى الشهداء. غارة علي الرميض 21 شهيدا، ملجأ روضة النجدة الاجتماعية 7 شهداء، غارة حي المغاربة 3 شهداء، وعدد اخر اصيب في المنازل والازقة.