في عيون الصغار.. ملامح الأجداد ترسم خارطة فلسطين
الإثنين، 18
أيار، 2015
في كل يوم ينظر الطفل أشرف خالد إلى خارطة فلسطين
المعلقة على جدار غرفته ويشير بأنامله الصغيرة إلى مدينة يافا وهو يبتسم إليها ويردد
على مسامعها "العودة قريبة".
ورغم أن أشرف لم يتجاوز العاشرة من عمره لكن حبه
إلى يافا أكبر بكثير من سنوات عمره، وأكبر من المسافات والحواجز التي يضعها العدو الصهيوني
بين غزة والمدن الفلسطينية فهو يرى في ملامح جدته خارطة فلسطين.
وغياب يافا عن بصره، دَفَعه لرسمها في مخيلته
بعد أن سمع عن جمالها وخضرتها من والده الذي كان يعيد له كل ما سمعه عن بلاده المحتلة
بالقوة والقتل والتشريد من جدته، وهو ما جعل أشرف وكل أطفال فلسطين يتيقنون أن ما سُرق
بالقوة لن يعود إلا بالقوة.
مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"
جالت بين كلمات الطفولة التي أكدت على حق العودة، وأثبتت فشل قول الاحتلال "الكبار
يموتون والصغار ينسون".
كبارٌ رغم طفولتهم
ورغم حلول الذكرى الـ 67 للنكبة الفلسطينية ومرور
سنوات طويلة عليها ورحيل العديد من الأجيال الكبيرة التي عاشت وجع التشريد والقتل والدمار
إلا أن النكبة وأحداثها وحق العودة لن يموت في ذاكرة الطفولة.
وقال الطفل أشرف، وهو يتابع بناظريه خارطة فلسطين،
لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "في يافا بيتي وبيت أجدادي، العدو
الصهيوني سرق بيتي، ولما أكبر سوف أعيد البيت والأرض".
وذكر أن والده دائم الحديث له عن يافا، وعن جمالها
وخضرتها، وما تشتهر به من البرتقال، وأن لأجداده بيتًا وبساتين من البرتقال والحمضيات
المختلفة التي سرقها العدو الصهيوني بالقوة بعد أن هجر أجداده وقتل أقاربه.
وأضاف: "حينما كنت أصغر من ذلك لم أكن أفهم
الكثير من الأشياء خاصة حينما يخبرني والدي أن بيتنا في يافا، ما يجعلني أقول له خلينا
نروح على بيتنا، فكان يقول لي راح نحرر البلاد ونعود إليها بإذن الله تعالى".
وتابع بكلمات طفولته: "لما كبرت صرت أفهم
كلام والدي إنه عودتنا لبيتنا بدها قوة، فما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.. فلا
يمكن أن أنسى بيتي في يافا مهما مرت السنوات".
لنا عودة
أما الطفلة مرام عبد القادر فكان شوقها لمدن فلسطين
أكبر من طفولتها الصغيرة التي لم تتجاوز 9 سنوات، ما جعلها تحفظ أبيات الشعر للعديد
من الشعراء في حق العودة فأخذت تردد:
من غزّهْ إلى بيسانْ نرى العزّهْ
تقول الآنْ: سلاماً أيها الوطنُ
ولو قطعت أيادينا وأرجلنا نسير إليك لا تعبٌ،
ولا وهنُ
إلى الكرمل إلى المجدلْ إلى حيفا إلى يافا لنا
أرضٌ لنا وطنُ
وأخذت تتابع أبيات الشعر:
لم يَزَلْ مِفتاحُ بيتيَ في يدي
لم أزَلْ أحضُنُ ذكرى بلدي
ما عرفتُ اليأسَ -يا جلاّدُ- يوماً.. أيها القاتلُ
أنتَ لا تقوى على قتلِ غدي
فتحريرُ الأرض هو الأملُ
وبحقّ العودةِ يكتملُ
حقٌّ لم نرضَ لهُ عِوَضـًا
ما في الأكوان لهُ بدلُ
مِفتاحي ها هو في جيبـي، لحفيدِ حفيدي ينتقلُ
خارطة الوطن
"إن رحل الكبار فلن ينسى الصغار".. هذه المقولة التي جاءت
في ردها الفعلي على كلمات العدو الصهيوني "إن مات الكبار نسي الصغار"، وهذا
ما أكد عليه الوكيل المساعد لوزارة الثقافة مصطفى الصواف بقوله: "لقد فشلت هذه
المقولة، وأكدت على فشلها الفصائل الفلسطينية المقاوِمة؛ فحينما ننظر إلى المقاومة
سنراها صغارًا عشقوا الأرض والوطن من خلال أجدادهم وآبائهم، فكبروا على ذلك وأصبحوا
هم المقاومة التي تدافع عن الدين والأرض وتعمل على تحريرها".
وأضاف لمراسلتنا: إن "ذلك يؤكد على فشل كل
ما يقوله العدو الصهيوني، فالأجيال الفلسطينية صحيحٌ أنها لم تعش سنوات النكبة، لكنها
تشرّبت حب الوطن والتحرير من خلال الملامح التي ارتسمت على وجوه الأجداد التي تمثلت
بخارطة فلسطين بالنسبة للصغار الذين أصبحوا اليوم رجال المقاومة في الدفاع عن الوطن".
ولفت إلى أن أطفال فلسطين حملوا الأمانة في تحقيق
واقع العودة، متابعًا: "وكما ثبت فشل قول الاحتلال "الكبار يموتون، والصغار
ينسون" سوف يتم كذلك إثبات فشل مشروع إقامة الدولة الصهيونية على أرض فلسطين".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام