في غزة.. حصار
يجعل العرس بلا عريس
الجمعة، 04 أيلول، 2015
بأناقة متميزة تزين بها
الشاب الغزي حمدي لتليق بصورة سيلتقطها وتوضع بجوار عروسه بغزة بعد أن منعه إغلاق معبر
رفح أن يكون بجوار عروسه في حفل الزفاف.
فتأجيل الفرح أكثر من مرة
وعدم قدرته على القدوم لقطاع غزة بسب إغلاق المعبر لشهور طويلة، جعله لا يجد أمامه
إلا أن تكمل عائلته نيابة عنه مراسيم الزفاف بإقامة حفل لعروسه التي ما كان منها ومن
أهلها إلا الموافقة على ذلك رغمًا عنهم، فالانتظار طال والسنوات قد مرت على الخطبة.
وهذه الإجراءات كثيرًا ما
تؤلم العروس والعريس، لكن في كثير من الوقت لا يكون أمامهما بديل آخر، خاصة حينما يرتبط
العريس بعمل خارج قطاع غزة، ويخشى أن يخسر عمله في حال قدومه لغزة، ولا يستطيع الخروج
منها بسبب إغلاق المعبر.
مراسلة "المركز الفلسطيني
للإعلام" نقلت حكايات حملت الألم رغم مراسيم الفرح لأعراس كان بها كل الترتيبات
إلا العريس.
صورة العريس
وذكر الشاب حمدي لمراسلتنا،
وهو لا زال يتذكر أوقاتًا صعبة كان يعيشها بمفرده حينما اتخذت عائلته وعائلة عروسه
قرارًا بأن يتم حفل الزفاف، وإن كان الأمر بدون عريس، أنه كان يتمنى أن يفرح مثل كل
الشباب في حفل زفافه خاصة أنه قد يكون مرة بالعمر.
وتابع -بشيء من الابتسامة
التي حملت الألم-: "لقد ارتديت البدلة وذهبت للحلاق وتعطرت بأجمل العطور، وكنت
في غاية الأناقة، وبعدها بدل أن أذهب لقاعة الفرح بجوار عروستي ذهبت لاستوديو حتى يصورني
صورة جميلة وأعيش أجواء العريس، لتضعها عروسي بجوارها في مدخل القاعة وأخرى بالقرب
من الكوشة".
ولفت إلى أن الأمر مؤلم
بالنسبة له ولعروسه أيضًا خاصة أنها حينما علمت بذلك أخذت بالبكاء، لكنها أدركت أنه
لا بديل لذلك بعد أن طالت فترة الخطوبة التي كانت معظم التواصل فيها عبر الفيس بوك.
وبين أنه حينما عقد قرانه
على خطيبته جاء من الإمارات إلى غزة، وحينما أراد العودة لعمله كانت المعابر مغلقة،
وإن فتح المعبر لا يعني أنه قادر على السفر، الأمر الذي جعله يكاد أن يفقد عمله بسبب
التأخير الكثير.
وأضاف: "ذلك جعل من
قدومي لغزة أمرا شبه محال وصعب جدًّا بسبب إغلاق المعابر فترات طويلة، الأمر الذي سيهدد
تواصلي بالعمل".
أسير معبر رفح
وفي أحد الأفراح التي حضرتها
مراسلتنا كانت صورة العريس هي أول ما تستقبل المدعوات، ما جعل إحداهن تقول كأنها حفل
أسير وليس عريس، بالفعل هو أسير، لكنه أسير معبر رفح الذي اغتال فرحته بأن يكون بجوار
عروسه في حفل الزفاف.
والحال لم يختلف مع العروس
علا، التي أخذت بالقيام بكافة ترتيبات الفرح مع عائلتها نظرًا لأن عريسها وأهله يسكنون
خارج غزة، ذلك جعلها تهتم في أدق التفاصيل من فستان الفرح والزهور والقاعة وكل شيء
حتى يكون عرسًا مميزًا، وكانت تعد الشهور لتقترب من موعد حفل الزفاف.
وقالت لمراسلة "المركز
الفلسطيني للإعلام" بنبرات الحزن: "رغم كل الترتيبات إلا أن العريس لم يستطع
القدوم إلى غزة بسبب إغلاق معبر رفح، الأمر الذي جعلها ترتدي فستان حفل الزفاف بدون
عريسها، وكتبت على بطاقة الفرح حفلة وداع".
وذكرت أنها حتى إتمام عقد
الزواج كان بالوكالة، فلم يستطع العريس القدوم لغزة، وبعد محاولات من التعب تم إتمام
عقد الزواج بالوكالة.
ولفتت إلى أنها حاولت التغلب
على عدم قدرة العريس القدوم لغزة، ورغم الألم الذي اعتصر قلبها قامت بدعوة الأهل والصديقات
وأجريت حفلة وداع.
وبينت أنها بعد فترة من
إقامة الحفلة تم الانتظار حتى يتم فتح معبر رفح لتلتقي بعريسها مع والديها في مصر للسفر
إلى الإمارات.
ورغم انتهاء الأمر، لكن
بالنسبة لعلا لم ينته، فهو اليوم الذي كان بالنسبة لها الكثير، وكانت تستعد لاستقبال
عريسها، لكن الأمر تم رغمًا عنها وعن عريسها بعدم القدوم لغزة.
ويشار هنا إلى أن معبر رفح
يعد المعبر الرئيسي لقطاع غزة الذي يربطه بالعالم الخارجي، ويكون مغلقًا أغلب الأيام
ولا يفتح إلا نادراً لأيام قليلة جدًّا لأصحاب الحالات الإنسانية وحملة الإقامات.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام