القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 7 كانون الأول 2025

تقارير إخبارية

في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني… أصوات المخيمات في لبنان تطالب بأفعال لا أقوال


بيروت – لاجئ نت || 30 تشرين الثاني 2025

يُحيي العالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين الثاني من كل عام، وهو اليوم الذي أقرّتْه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، تزامنًا مع ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181 عام 1947. ويأتي هذا اليوم كتذكير سنوي بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرّف، وعلى رأسها حق العودة، وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

تضامن عالمي… وواقع فلسطيني أكثر قسوة

تكتسب الذكرى هذا العام أهمية استثنائية في ظلّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، وما يرافق ذلك من تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الشتات، خصوصًا في لبنان، حيث تُثقل الأزمات المعيشية والاقتصادية كاهل أكثر من 200 ألف لاجئ.

اللاجئون في لبنان: بين الألم وانتظار العدالة

تمرّ هذه الذكرى على اللاجئين في لبنان وسط قلق كبير على مستقبل المخيمات، في ظلّ تفاقم التهديدات الأمنية، وتراجع خدمات وكالة الأونروا يومًا بعد يوم، وغياب الحقوق المدنية الأساسية، الأمر الذي يجعل من التضامن الدولي ضرورة ملحّة تتجاوز الشعارات إلى مبادرات حقيقية تُنصف الفلسطيني وتخفّف من معاناته اليومية.

ورغم أهمية المناسبة، يقول اللاجئون إن العالم ما زال بعيدًا عن ترجمة التضامن إلى خطوات عملية، داعين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياتهما القانونية والسياسية، ووضع حدّ للاحتلال وجرائمه المستمرة.

من قلب المخيمات: شهادات حيّة ورسائل مباشرة

تقول السيدة منال، وهي ناشطة اجتماعية من مخيم برج الشمالي: "نسمع عن يوم التضامن كل عام، لكن التضامن الحقيقي يعني أن يُحمى حقّنا في العودة، وأن تُصان كرامتنا في هذا البلد إلى أن يحين ذلك اليوم. نريد تضامنًا سياسيًا وقانونيًا… بيانات الشجب لا تُرجع شهيدًا ولا توقف قصفًا. نريد محاسبة الاحتلال".

ومن مخيم عين الحلوة، الذي شهد مؤخرًا غارة إسرائيلية على ملعب لكرة القدم أودت بحياة 13 من الفتية والمدنيين، قال اللاجئ محمود.ح:"في كل عام نسمع نفس الشعارات. التضامن الحقيقي يكون بمنع قتلنا وبأن نُعامل كأناس لنا حقوق. نعيش اللجوء ووجع العدوان في آن واحد. ننام على القلق ونستيقظ على الأخبار السيئة. التضامن يجب أن يعني حماية… حماية حقيقية لشعبنا".

وبدوره أشار اللاجئ الفلسطيني أبو غسان من مخيم البداوي في شمال لبنان إلى أن اللاجئ الفلسطيني يريد فرص عمل وحقًا بسيطًا بالعيش بكرامة في هذا البلد إلى أن نعود إلى بلادنا التي هُجّرنا منها. وقال:"أنا وأولادي وجميع اللاجئين في هذا البلد نحلم بالعودة. أحلم بفلسطين كما حلم بها جدّي، والمخيم يزداد وضعه مأساويًا كباقي المخيمات. نحن نحتاج إلى دعم ملموس".

وأضاف أنّ المخيمات في لبنان تواجه خطر الإفقار والعزل، وأن الاحتفالات الرمزية لا تُغيّر الواقع. المطلوب هو دعم إنساني وتنموي مستدام يقي المخيمات من الانهيار، وأن يتحوّل التضامن إلى دعم واضح لحق العودة ورفض مشاريع التهجير والتوطين.

ختامًا… رسالة ثابتة من المخيمات

تحلّ هذه المناسبة هذا العام مُثقلة بدماء غزة ووجع الضفة، وحاملة قلق اللاجئين في لبنان ودول الشتات على حاضرهم ومستقبلهم. ومع ذلك، تبقى الأصوات الصادرة من المخيمات واضحة في مطالبها: أن يكون التضامن فعلًا مستمرًا لا مناسبة عابرة، وأن تتحوّل البيانات إلى خطوات تحمي المخيمات وتكسر الحصار، وأن تُترجم الوعود إلى عدالة تُعيد للفلسطينيين حقوقهم وكرامتهم.

وبعد أكثر من خمسة وسبعين عامًا على النكبة، يوجّه اللاجئون رسالتهم للعالم بعبارة موجزة لكنها كافية لوصف معاناتهم وآمالهم:"لا نريد تضامنًا موسميًا… نريد حقًا ثابتًا وعدالة تعيد إلينا الوطن والحياة".