القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

قصة موت بطيء سبّبته الأونروا.. أم فلسطينية (34 عاماً) تموت على أبواب المستشفيات

قصة موت بطيء سبّبته الأونروا.. أم فلسطينية (34 عاماً) تموت على أبواب المستشفيات

السبت، 18 شباط، 2012
عامر كلّم، لاجئ نت

يوم الاربعاء الماضي، اتصل بي جارنا صباحا يبلغني بأن زوجته مريضه جدا وهي بحاجه للذهاب الى مستشفى!! خرجت مسرعا وتوجهت نحو منزله واذا بزوجته مغمى عليها!! حملناها الى السيارة وتوجهنا بها مسرعين الى مشفى حيرام القريب من صور، ادخلناها الى الطوارئ.. فحصها الطبيب وقال لا نستطيع ادخالها الى المستشفى حتى تعرضوها اولا على طبيب الانروا!!.. قلنا له ادخلها ونحن نجلب لك التحويل من الانروا. قال قانون الانروا لا يسمح بذلك.

بعد نقاش وجدال حملناها الى عيادة الانروا في مخيم البص لنحصل على تحويل. دخلت انا وزوجها الى العيادة واذا بدكتورة مناوبه هناك.. قلنا لها معنا حالة طارئه في السيارة وهي بحاجة الى تحويل للدخول الى مستشفى. قالت انزلوها الى هنا لاراها، قلنا لها انها بالخارج وهي مغمى عليها بالسيارة ولا تتحمل انزالها وثم اعادتها الى السيارة تعالي والقي عليها نظرة. رفضت وقالت اذهبوا الى عيادة الانروا التي تتبع لها.. قلنا لها العيادة في الشبريحا لا تفتح يوم الاربعاء وهي تفتح فقط يوم الثلاثاء في كل الاسبوع..

قالت اليوم الدوام في المعشوق اذهبوا بها الى هناك ليراها الطبيب ويعطيكم تحويل.. تشاجرنا معها وذهبنا الى عيادة المعشوق.. دخيلك يا دكتور معنا حالة صعبه وبدها تحويل للمستشفى. نزلوها اشوفها.. يا دكتور مغمى عليها بالسيارة، بس شوفها.. ليش معصب..المرأة عم بتموت.. وبعد شجار حملناها الى داخل العيادة.. فحصها وقال ما فيي اعطيكم تحويل خدوها على مستشفى الحكومي يعلقولها مصل، شوية كريب واسهال..

تشاجرنا معه ونقلناها الى مستشفى اللبناني الايطالي (نجم) ادخلناها الى الطوارئ عملولها فحوصات.. ضغطها 6 على 4 حرارتها 39.. يا جماعة دخلوها على العنايه المرأة عم تموت.. تلبكو الدكاترة.. شي بيقول رواياها مسكرة وشي بيقول نازل ضغطها وشي بيوشوش وما بنفهم عليه شي.. وبالاخير قالوا هي بحاجة الى جهاز تنفس اصطناعي وهو غير موجود في هذه المستشفى!! شوفو بأي مستشفى موجود وانقلوها عليه يقول الدكتور. وكأننا نعرف ما هو الجهاز واين يمكن ان يكون!! كل ذلك ونحن في قسم الطوارئ. عندها حضر دكتور الانروا وبدا يتصل بالمستشفيات القريبه عسانا نجد هذا الجهاز. اتصل بجبل عامل وبغسان حمود وبلبيب وبالهمشري وبالراعي ولم يجد غرفة فيها هذا الجهاز (كما قال لنا)!؟

بدأت حالتها تتدهور، ازرقّت اطرافها وانتفخ رأسها وجسمها وبدت عليها علامات الموت.. انسحب دكتور الانروا ؟؟ وعندما فقدنا الامل بإدخالها الى العنايه اتصلنا بمشفى الرسول الاعظم في بيروت فقالوا هناك غرفة فيها هذا الجهاز..اتصلنا بإسعاف مجهز بأكسجين وانطلقنا وفي منتصف الطريق نفذ المصل الخاص بالضغط!! فمررنا بمستشفى علاء الدين قرب صيدا حيث زودونا بكيس مصل..اكملنا رحلت العذاب الى بيروت وعندما وصلنا وجدنا مجموعة من الاطباء بانتظارنا في الطوارئ، ادخلوها وبدأوا بإجراء فحوصات وطرح اسئلة، كانت دقات قلبها بطيئه جدا وضعيفه كما قال الطبيب، وبعدها قالوا حالتها صعبه جدا وهي بحاجة للصلاة والدعاء!! وبعد ذلك بدقائق انتقلت الى رحمة الله تعالى..

طلبوا منا فقط مليون ومئتا الف ليرة في (مستشفى الرسول الاعظم)!! وبعد توسلات واتصالات دفعنا 625 الف ليرة لبنانية اجرة ساعة في المشفى.

صحيح ان الاعمار بيد الله ونحن نؤمن بذلك، الا اننا ايضا نؤمن بالاسباب!!! ونسأل: لماذا لم يدخلوها المستشفى في حيرام منذ البدايه؟؟ لماذا لم يتعاملوا معنا في عيادتي الانروا في البص والمعشوق بإنسانية ولم يعطونا تحويل؟؟ لماذا لم يدخلوها العنايه في مستشفى الايطالي اللبناني؟؟ لماذا لا نعامل كما تعامل الحيوانات في اوروبا لعلنا نعيش بعض الانسانيه؟؟ السؤال الاخير من هو المسؤول عن ما جرى مع المرحومة ام حسين البالغة من العمر 34 عاماً ولها اربعة اطفال اكبرهم عشر سنوات؟؟