لاجئ فلسطيني سوري.. بلا
عمل يسدُّ رمق عيشه
خاصّ - لاجئ نت / طارق عليوه
الخميس، 04 نيسان، 2013
نكبةٌ فوق نكبة:
مأساة بكل ما للكلمة من معنى يعشيها الفلسطينيون في لبنان بشكل عام والعمال
بشكل خاص، لأنّهم هم من يكدّ ويتعب من أجل تأمين لقمة عيش هنيّة وكريمة لمن
يعولون. وذلك بسبب منعهم من مزاولة أكثر من 32 مهنة هُم بالأساس يتقنوها أكثر من
غيرهم. والذي زاد الطّين بِلَّةً لجوء أعداد ضخمة من فلسطيني سوريا وبالتحديد من
مخيم اليرموك، إلى مخيمات الشّتات الفلسطينيّة في لبنان، وأكثرهم مثقفون ويد عاملة
فزادوا على نكبة فلسطيني لبناني نكبة جديدة فصارت "نكبةٌ فوق نكبة".
أوضاعٌ إقتصاديّةٌ مُترديّةٌ بالأصـــل:
مع وصول هذه الأعداد من فلسطيني سوريا إلى لبنان وخاصّة فئة المثقفين
والعمال، زادت الأوضاع الإقتصاديّة تردّياً رغم ترديها السّابق ولذلك لأسباب عدّة
نذكر منها:
- عيش كثيرين من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الشّتات تحت خط الفقر.
- إرتفاع نسبة البطالة بين الشّباب الفلسطيني بسبب ندرة فرص العمل، ومنعهم من
ممارسة الكثير من المهن.
- إزدياد عدد المثفقين والعمال من فلسطيني سوريا في المخيمات ممّا زاد من
نسب البطالة، والتأزم الإقتصادي.
- تقليص وكالة الغوث الأنروا من خدماتها سابقاً لفلسطيني لبنان، وزادت
حدّتها أكثر حاليّاً مع وجود لاجئين من مخيم اليرموك.
شهاداتٌ من أرضِ الواقعِ للمَأساة:
شبكة "لاجئ نت" جالت على بعض المثقفين والعمال السّوريين في
منطقتي وادي الزّينة، وصيدا، ومخيم عين الحلّوة، واستطلعت أوضاعهم المعيشيّة بعد
لجوئهم لأرض لبنان:
- م.ع. شابٌّ يبلغ من العمر 25 عاماً لاجئ من مخيم اليرموك لمنطقة وادي
الزّينة، تَخرج من جامعة دمشق دبلوم جيولوجيا أرض، يقول جئنا للبنان ولم نحمل معنا
إلاّ ملابسنا وبعضاً من أوراقنا الثبوتيّة أنا وأمّي وأخواتي الأربع، وليس لهم
معيل بعد الله تعالى سوايّ. بحثت كثيراً عن فرصة عملٍ بشهادتي ولكن لم تجري الرياح
كما أشتهي، حتى استسلمت لقدري وعملت في محطة بنزين أغسل السّيّارات وأقوم ببعض
الأعمال بدخلٍ مقبولٍ نسبيّاً.
- س.و. شابّة تبلغ من
العمر 23 عاماً خريجت جامعة دمشق أدب إنكليزي لاجئة من مخيم اليرموك لمدينة صيدا،
تقول أعيش مع أبي وأمي وإخوتي وأخواتي وأزاجهم وأزواجهنّ وأولادهم وأولادهنّ، في
بيت واحد وعددنا 22 فرداً في شقة 100 متر أجارها $600 دولار أمريكي حمامٌ واحدٌ
مُشتركٌ ومطبخٌ واحدٌ مُشترك. حاولت جاهدةً أن أبحث عن عمل بشهادتي الجامعيّة درجة
ليسانس أدب إنكليزي ولكن للأسف لم أجد من ستجي لطلبي، وأنا أنتظر السّنة القادمة
لعل وعسى أتوفق وأقدم طلباً في مدارس وكالة الغوث الأنروا لكي أجد مكاناً لي فيها
أعيل أهلي وأسدّ رمقَ عيشهم.
لا بدّ من إيجاد حلولٍ جذريّة:
هذا غيضٌ من فيض ممّا يعانيه اللاجئ الفلسطيني السّوري على أرض لبنان، من
مأساة حقيقّة من أجل إيجاد سبلٌ لسدّ رمق عيشه وعيش أهله عداك عن إخوانه لاجئو
مخيمات لبنان. في ظل هذه المأساة الصّعبة مطلوب من الانروا، ومن جميع الفصائل
الفلسطينيّة كجتمعة واللجان الشّعبيّة أن يهبوا ويشمّروا عن سواعدهم من أجل إنقاذ
السّفينة قبل غرقها.