«لا للتحريض».. حملة إعلامية لمكافحة أكاذيب بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية
السبت، 22 حزيران، 2013
عبد الرحمن عبد الحليم/ خاص لاجىء نت
هو قدر اللاجىء الفلسطيني في لبنان أن يكون ضحية الإعلام اللبناني التحريضي بكافة وسائله المرئية والمكتوبة والمسموعة، إعلام يفتقر إلى ابسط عناصره الصحفية خصوصا المصداقية في نقل الاخبار أو الموضوعية في تغطية الأحداث التي تقع داخل المخيمات.
على مدار عشرات السنوات،لا يزال الإعلام اللبناني ينظر الى المخيمات الفلسطينية في من الناحية الأمنية فقط، متجاهلاً الأوضاع الإنسانية والإجتماعية التي يعاني منها اللاجئون منذ خمسة وستين عاماً.
"قناة الجديد"، تعتبر الأولى لبنانيا من حيث نسبة المشاهدة، لكنها في الواقع تمتاز بالتحريض الاعلامي، إذ تسعى الى زرع الفتنة بين الشعبيين اللبناني والفلسطيني، ويظهر ذلك من خلال بثها عدة مرات شائعات وأكاذيب لا ناقة للفلسطني فيها ولا جمل، وربما كان اخرها تقرير للمراسلة نوال بري قالت فيه إن إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية في مدينة بيروت كان مصدره احد المخيمات الفلسطينية، لكن هذا ما نفاه بيان قيادة الجيش اللبناني الذي حدد مكان إطلاق الصواريخ، وهنا أتسائل هل بات الاعلام عند بري عملية تخمين، أم ان سقوط الصواريخ فرصة ذهبية لها لإتهام الفلسطينيين وخدمة سياسات "ما".
الهجمة الإعلامية على المخيمات الفلسطينية، قابلها حملة إعلامية واسعة أطلق عليها عنوان " لا للتحريض " تضم مجموعة من الإعلامين والناشطين الفلسطينيين تهدف الى كشف الأكاذيب التي تبثها بعض الوسائل الإعلامية، وللدفاع عن الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين.
وللتعرف على الحملة أكثر أجرت أسرة "لاجىء نت" لقاء مع منسق حملة مكافحة التحريض الإعلامي رأفت مره، والذي أشار أن الحملة عبارة هي عن مجموعة من اﻻنشطة اﻻعلامية المبرمجة التي تهدف الى توجيه عدة رسائل، اهمها رفض التحريض الذي يتعرض له الفلسطينيون في بعض وسائل اﻻعلام والتاكيد على تمسك الفلسطينيين باﻻمن واﻻستقرار، ورفض اتهام المخيمات بالتخريب وأكد مرة على تمسك الحملة بحرية اﻻعلام والعمل الصحفي المسؤول، موضحا أن الحملة مدتها الزمنية اسبوعان وتشمل اصدار مواقف ورسائل وانشطة سياسية، مع التركيز على صفحات التواصل اﻻجتماعي.
ونوه مرة أن الحملة تود تأكيد ان معظم ما صدر عن وسائل اﻻعلام ضد الفلسطينيين في لبنان هو كلام كاذب واشاعات، هدفها الرئيسي "اﻻساءة" ومحاولة اشراك الفلسطينيين في الصراع الداخلي إضافة الى جعل المخيمات صندوق بريد لبعض المساعي السياسية.
وضمن الجولات الميدانية التي قامت بها أسرة لاجىء نت على بعض المهتمين بالشأن الفلسطيني وخصوصا الإعلامين منهم، كان لنا لقاء مع رئيس مجلة البراق محمد ابو طربوش والذي أعرب عن أسفه على نظر بعض وسائل الإعلام اللبنانية إلى اللاجئ الفلسطيني على أنه غاصبا، مشيرا الى أن الفلسطيني لم يختر الإقامة في لبنان بل ظروف النكبة هي التي أرغمته على ذلك.
كما ورحب ابو طربوش بمبادرة إطلاق حملة " لا للتحريض" للرد على الافتراءات المضللة التي تسعى لوضع المخيمات في عين العاصفة وفي واجهة الأحداث الأمنية، مشيرا الى أن الحملة أحسنت صنعًا حين سعت إلى تحسين صورة المخيمات التي تتعرض لحملات منهجية، لتصويرها على أنها جزر أمنية ومرتع للإرهابيين.
إذا حملة تحريضية من قبل بعض وسائل الإعلام اللبنانية، يقابلها حملة مكافحة فلسطينية تهدف إلى رفع شعار مفاده أن الفلسطيني هو إنسان صاحب قضية عادلة أكبر من أي اتهامات سخيفة لا ترتبط بالواقع، وهنا لا بد من توجيه رسالة إلى الأقلام والأصوات التحريضية بأن أوقفوا لعبتكم العنصرية، فالعقل الفلسطيني ليس لديه وقت لينشغل بأكاذيبكم، لكن في الوقت نفسه البداية لها نهاية، وكما يقال إن للصبر حدود.