لبنان: الفقر يهدد صحة الفلسطينيين بالمخيمات
الأربعاء، 10 تشرين الأول، 2012
كشفت دراسة نشرتها صحيفة "دي لانست" الطبية أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات يعانون أمراضا مزمنة نتيجة ظروف العيش المزرية داخل المخيمات.
وأظهرت الدراسة بناء على إحصاء شمل 356 لاجئاً فلسطينياً أن ما نسبته نحو 31 في المائة من القاطنين في المخيمات الفلسطينية في لبنان يعانون أمراضا مزمنة و24 في المائة منهم أصيبوا بأمراض حادة خلال الأشهر الستة التي سبقت إجراء الإحصاء.
إحصاء آخر، شمل أكثر من 2500 أسرة يركز على انعدام الأمن الغذائي، أظهر أن أكثر من 60 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات لا يستطيعون تأمين الاحتياجات الغذائية لأسرهم، وهذه الأسر معرضة أكثر من غيرها للإصابة بأمراض مزمنة أو إعاقات أو أمراض نفسية.
مديرة قسم الإعلام في وكالة الأمم لمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، هدى سمرا، ترى ان 3 عوامل رئيسة تؤثر سلباً على صحة الفلسطينيين في المخيمات هي "أولا ظروف السكن غير صحيّة، يلي ذلك الفقر المدقع إضافة إلى العامل النفسي، أي الإحباط والشعور بفقدان الأمل بمستقبل أفضل".
يشار إلى أن عدد الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأونروا في لبنان يصل إلى نحو 280 ألف لاجئ، منهم ما يصل إلى 60 في المائة يعيشون دون خط الفقر.
في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
وأشارت هدى، وفق إحصاءات الأونروا، إلى أن "أكثر من 60 في المائة من اللاجئين غير قادرين على تأمين 3 وجبات ضرورية لأسرهم، وغير قادرين على دفع فواتير المياه أو إيجار المنزل أو حتى شراء الملابس لأطفالهم. وهذا كله ينعكس على صحتهم فتتزايد أمراض القلب والسكري والأمراض النفسية والتوتر والارهاق".
وتلفت الدراسة إلى أن ظروف السكن السيئة داخل المخيمات تؤثر أيضاً على صحة الفلسطينيين .
وتقول هدى "في بعض الأحياء.. البيوت لا يدخها نور الشمس، والرطوبة مرتفعة جداً وهناك تنتشر الأمراض الجلدية والتنفسية والربو والحساسية".
وتعمل الأونروا ومؤسسات المجتمع المدني جاهدة لتكثيف المشاريع التي تساهم في تحسين ظروف عيش الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية، ومن أهمها تأهيل المساكن والبيوت، فهناك أكثر من 5000 مسكن بحاجة ماسة للتأهيل، فضلاً عن تحسين البنى التحتية في المخيمات لا سيما مياه الشرب.
على أن الفلسطينيين بحاجة ماسة كذلك لتخفيف الإجراءات التي تمنعهم من ممارسة حق العمل في لبنان.
وتشدد هدى على ضرورة تحرك الجهات الحكومية المعنية لحل هذا الملف والسماح للفلسطينيين بالعمل.
وتقول هدى: "الأونروا تقدم ما تستطيع من مساعدات، ولكن عنما يتمكن اللاجئ من العمل ويكون لديه مدخول فذلك يخفف من الفقر. تخيلوا أن هناك عائلات مكونة من 5 أفراد تعيش بأقل من 100 دولار شهرياً.