لبنان..
مخاوف من "نهر بارد" جديدة بـ"عين الحلوة"
الإثنين،
19 كانون الثاني، 2015
أثارت
تصريحات وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق الجمعة الماضي عن مسؤولية من سماهم
بـ"الإرهابيين" عن التفجير الذي وقع في منطقة جبل محسن بطرابلس قبل
ثمانية أيام؛ مخاوف من إقدام الحكومة اللبنانية على عملية عسكرية تستهدف مخيم عين
الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، على غرار ما جرى مع جماعة فتح الاسلام في
مخيم نهر البارد شمال البلاد قبل سنوات.
وجاءت
تصريحات المشنوق في إشارة إلى مسؤولية من تقول الدولة إنهم مطلوبون لها متواجدون
في مخيم عين الحلوة، في أعقاب العملية الأمنية التي نفذتها وزراته في قسم
الإسلاميين بسجن رومية، حيث قال إن "من جنّد لعملية جبل محسن الإرهابية موجود
في عين الحلوة"، وإن "الإرهابيين لن يبقوا متحصّنين" على حد وصفه.
مخاوف
ودفعت
هذه التصريحات مراقبين ومتابعين لشؤون المخيمات الفلسطينية؛ إلى التحذير من أية
خطوة عسكرية في المخيم؛ لما تمثله من تهديد للوضع الأمني في البلاد بشكل عام،
مشيرين إلى أنه سيكون هناك "اختلاف كبير" بين ما حصل في نهر البارد، وما
قد يحصل في مخيم عين الحلوة.
وفي
هذا السياق؛ يرى الإعلامي الفلسطيني والباحث في شؤون اللاجئين، ياسر علي، أن
المعلومات بشأن عين الحلوة "جاءت هذه المرة من مصدر مسؤول ورسمي، وهو ما يطرح
سؤالاً جاداً حول قرار متخذ بالتضييق على مخيم عين الحلوة، وما قد يليه من توتر قد
ينتهي، لا قدَّر الله، بمجزرة شبيهة بما جرى في نهر البارد".
وأضاف
علي لـ"عربي21" أن السياسيين في
مخيم عين الحلوة "واثقون من الواقع، لكنهم قلقون من طريقة معالجة الجهات
الرسمية للأوضاع الأمنية المتعلقة بالمخبم ومحيطه".
وكان
أمين سر القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب، قد رفض ما جاء في
حديث الوزير المشنوق، وقال إنها "تهديدات لن تضيرنا، ونقول كما قال الشاعر:
أبشر بطول سلامة يا معمر".
وخلال
وقفة في مخيم عين الحلوة تنديداً بالرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم،
الجمعة الماضي، اعتبر خطاب التصريحات بأنها "من الظلم والبغي والعدوان
علينا"، مضيفاً: "لم نفعل شيئاً مثل ما فعل غيرنا من الجرائم
والاعتداءات في لبنان، ومن أكْل حقوق الناس وأموالها (...) ورغم ذلك يبقى ذاك
التسلّط وذاك العدوان".
حملة
تحريض
وترافقت
تصريحات المشنوق مع ما يراها متابعون "حملة تحريض" مستمرة منذ أشهر على
المخيم، تقوم بها وسائل إعلام لبنانية، حيث نشرت صحيفة الأخبار المقربة من حزب
الله تقريراً موسعاً تحت عنوان" هل قررت جبهة النصرة توريط عين
الحلوة؟"، مجيبة عن هذا التساؤل بالقول: "مجموعة شادي المولوي تبدو
مصرّة على ذلك" في إشارة إلى مسلحين خاضوا قتالاً عنيفاً قبل أشهر مع الجيش
اللبناني في طرابلس، قبل أن تقول أوساط حكومية إنهم باتوا يختبئون في مخيم عين الحلوة.
أما
صحيفة السفير المقربة من فريق الرابع عشر من آذار؛ فقالت في تقرير لها، إن المخيم
"عاد إلى عين العاصفة من باب الاتهام المباشر بضلوع الهاربين إليه بأعمال
التفخيخ والتفجير والإرهاب".
ونقلت
الصحيفة عن مصادر أمنية؛ مطالبتها للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية والسلفية
مجتمعة بـ"دور فاعل، وذلك لتخليص المخيّم من هذه الورطة التي وجد نفسه فيها
من حيث لا يدري بعد دخول المولوي إليه".
وأوردت
صحيفة الديار ما قالت إنها "معلومات أمنية" تفيد بأن "الإرهابيين
شادي المولوي وأسامه منصور، الموجودين في مخيم عين الحلوة، عقدا اجتماعاً مع
إرهابيين تم فيه التخطيط وإعطاء أوامر بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المقرات الفرنسية
في بيروت".
وتعليقاً
على ما أوردته هذه الصحف؛ يؤكد ياسر علي أن "ثمة تحريضاً كبيراً تتعرض له
المخيمات الفلسطينية في لبنان منذ سنوات، تمارسه وسائل إعلام تعتمد على تسريبات،
بعضها يستهدف استجرار معلومات، وبعضها يقصد التحذير والتهديد، كما أن جزءاً منه
يهدف إلى التغطية على بعض القضايا الداخلية".
ولا
يستبعد الباحث علي أن يكون التركيز على مخيم عين الحلوة في هذه المرحلة
"انعكاساً لتطورات داخلية لبنانية"، لافتاً أن معظم الاتهامات التي ساقها
وزير الداخلية "تتعلق بأشخاص ليسوا من المخيم، ووجودهم في المخيم مشكوك فيه،
حيث إن وصول هذه الشخصيات اللبنانية ودخولها إلى المخيم؛ يحول بينه كثير من
العقبات الأمنية".
المسؤولية
الفلسطينية
وإزاء
الموقف المطلوب فلسطينياً لمواجهة هذا الواقع، قال علي إنه يجب "تعميم الخطاب
التصالحي المتفاهم مع المحيط اللبناني، وتنفيس الاحتقان الداخلي والخارجي، ونفي
الاتهامات والتأكيد على عدم صحتها".
ودعا
الفصائل الفلسطينية في لبنان إلى "التعاون مع الجهة المعنية في السلطة
اللبنانية للتنسيق في الحفاظ على الأمن المتبادل"، مشدداً على ضرورة تفعيل
المبادرة السياسية الفلسطينية لحماية المخيمات "من خلال اعتماد الإدارة
الميدانية الأمنية للأوضاع في المخيم عبر اللجنة الأمنية المشتركة بين
الفصائل".
المصدر:
عز الدين أحمد - عربي٢١