
متابعة – لاجئ نت|| الخميس، 10 تموز، 2025
في احتفال مفعم
بالوفاء للهوية والأرض، نظّمت جمعية لوبية الخيرية الاجتماعية – مخيم البرج
الشمالي، بالتعاون مع مؤسستي "هوية" و"انتماء"، حفل تكريم خاص
لأهالي قرية لوبية من مواليد البلدة. الفعالية، التي أقيمت اليوم الأحد، جسّدت عمق
الارتباط الروحي والتاريخي بين اللاجئين ووطنهم المهجر.
تأكيد على
الثوابت: حق العودة والذاكرة الحيّة
استُهل الحفل
بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت عدنان موسى، الذي تولّى أيضاً عرافة
الأمسية. وفي كلمته، عبّر الأستاذ أشرف قاسم، ممثلاً جمعية لوبية، عن عمق الارتباط
العاطفي والوطني الذي يجمع أهالي لوبية بقريتهم. شدد قاسم على أن "حق العودة
لا يسقط بالتقادم، وأن الذاكرة الفلسطينية ستظل حيّة ما دام أهلها متمسكين بحقهم
وهويتهم". هذه الكلمات لاقت صدى واسعاً في قلوب الحضور، مؤكدة على إصرار
اللاجئين على التمسك بحقهم المشروع.
توثيق تاريخي
وشهادات حية: من الماضي إلى الأجيال القادمة
وشهد الحفل
عرض فيديو وثائقي مؤثر لمعالم وتاريخ قرية لوبية المهجرة، أعقبه كلمة للأستاذ ياسر
قدورة من مؤسسة "هوية"، الذي تناول أهمية توثيق القرى الفلسطينية. أكد
قدورة على ضرورة "نقل الرواية الوطنية من جيل إلى جيل، من خلال العمل الثقافي
والبحثي الذي تقوم به المؤسسة"، مشيراً إلى الدور المحوري للتوثيق في حفظ
الذاكرة الجمعية.
في لحظة رمزية
مؤثرة، قام الأستاذ قدورة بتسليم السجل الرسمي لأهالي قرية لوبية إلى أمين سر
الهيئة الإدارية في الجمعية، أبو نبيل بحر. تُعد هذه الخطوة إشارة قوية نحو ترسيخ
التوثيق الرسمي والاعتراف بالحق الجماعي في العودة، مؤكدة على أن حقوق اللاجئين
موثقة ومُعترف بها.
كما تضمن
الحفل عرضاً مرئياً لسير وقصص كبار السن من أهل لوبية الذين هُجّروا قسراً من
قريتهم. هذه الشهادات الحيّة كانت بمثابة نبراس للأجيال القادمة، تُروى على لسان
من عايشوا النكبة، لتبقى الذاكرة متقدة. وأضفى الشاب محمد مهنا لمسة وجدانية
بقصيدة عن لوبية، جسدت الحنين ولامست مشاعر الحضور.
تكريم ووفاء:
"الانتماء لا يُقاس بالمسافة"
وفي لفتة
تقديرية، قدّمت عائلة آل نوف الكرام كتاب "لوبية، درّة من درر الجليل"
من تأليف المرحوم الأستاذ علي نوف، هديةً لمؤسستي "هوية" و"انتماء"،
تكريماً للجهود المبذولة في حفظ الذاكرة الجمعية وتوثيق تاريخ القرى الفلسطينية.
واختُتم الحفل
بتكريم كبار السن من مواليد قرية لوبية، وسط أجواء من المحبة والتقدير. هذا
التكريم لم يكن مجرد لفتة عابرة، بل كان تأكيداً على أن "الانتماء لا يُقاس
بالمسافة، بل بالوفاء للهوية والحق والتاريخ"، وأن الأجيال المتعاقبة ستحمل
راية العودة حتى تتحقق.