لوحة على جدار مستشفى حيفا
تلخص النظرة المتبادلة بين المرضى والهلال
خالد عكاوي/ بيروت
خاص - لاجئ نت
في زيارة خاطفة إلى مستشفى حيفا في مخيم برج البراجنة، لفتتني لوحة تعليمات كبيرة في الطابق الأول من المستشفى، تضم أحد عشر بنداً، تلخص النظرة الاستباقية والنظرة المستخلصة بين الهلال الأحمر الفلسطيني واللاجئين.
ولعل هذه البنود هي خلاصة تجربة، وصل الحال بالمستشفى لوضع هذه البنود بعد فقدانها الأمل من نجاعة التوعية المستمرة. ولكن هل كان هناك توعية سابقاً؟ وهل هذه التعليمات صادرة عن وضع استثنائي أم أن هذا هو الوضع الطبيعي؟
وليتخيل القارئ لو أن هذا الإعلان موجود في إحدى المستشفيات الكبرى، ماذا ستكون ردة الفعل؟
1- الالتزام بمواعيد الزيارات المقررة في المستشفى
الزوار يملأون الطوابق، ولا يوجد أي قوة في المستشفى تزحزحهم، ربما كان هذا واجب اللجان الأمنية أو الشعبية في المخيم لتأمين حاجات المستشفى.
2- غير ملزم بإعطاء الطبيب أي أجر مادي
هل هذا ردة فعل على ما يحدث؟ هل يطلب الطبيب عادة «برّاني»؟ أم أن المريض «كريم ويفيض عنده المال»؟ ومن يضبط هذه الدائرة الخدماتية: الطبيب أم المريض أم المستشفى؟
3- في حال حاجة المريض لأي جهاز من خارج المستشفى لإجراء أي عملية يُنسّق الأمر بين أهل المريض والطبيب بإشراف الإدارة
هذا يطرح سؤالاً جوهرياً، لماذا تكثر الحاجة إلى الأجهزة والأدوية من خارج المستشفى؟ ولماذا لا توجد هذه الأدوات في المستشفى؟
4- عدم الدخول إلى المستشفى «بالسلاح»
هل هذا إعلان بأن الكثيرين يدخلون بالسلاح؟ وهل هناك من يحفظ أمن المستشفى؟ ولماذا يطرح الأمر كأن المخيم غابة من السلاح؟ هل هذا في مصلحة المخيم في ظل تركيز بعض الجهات على سلاح المخيمات؟ وأين التوعية وتأثيرها، وأين الفصائل التي تنبّه عناصرها إلى عدم القيام بمثل هذا الأمر؟
5- عدم التدخين داخل حرم المستشفى
«بعدنا هون»؟! يجب تعميم عدم التدخين داخل حرم الجسم نفسه (الفم واللسان والقضبة الهوائية والرئتين..)، خاصة أن نسبة الأمراض التي يسببها التدخين في المخيمات عالية.
6 عدم لمس أي جهاز.. الأمصال والأدوية
يلاحظ أن من يقضي يومين برفقة مريض، يظن نفسه أصبح طبيباً، فتراه يفتح أو يقفل أو يخفف المصل وانسيابه في جسم المريض.
7- مراجعة الإدارة في حال حدوث أي خلل
ومن لا يعرف هذا الأمر؟! إنه إرشاد في البديهيات، وهذا يعود إلى الوعي المجتمعي الذي يعدّ، بالقياس إلى هذا الإرشاد، متأخراً. إن المشكلة هي في تطوير الوعي الاجتماعي.
8- عدم إحضار أية مواد غذائية إلى المستشفى
إرشاد خاطئ، لم يحدد المكان، فهل يُعقل أن لا يُسمح لمرتادي المستشفى أن يأكلوا فيها. يجدر أن يكون المقصود، عدم إدخال المواد الغذائية إلى الطوابق أو غرف المرض
9- عند المخالفة لا يحق للمريض المطالبة بأي حق من حقوقه
عن أي حقوق يتكلمون؟ لا يوجد في كل أرجاء المستشفى أية لائحة مماثلة ترشد إلى حقوق المرضى؟ وهل تُعدّ الحقوق والواجبات متبادلة؟ وهل يجوز التعميم في الحقوق (بأي حق من حقوقه!)، من المعروف أن حق الحياة والعيش بكرامة من حقوق الإنسان، فهل يُحرم المرضى منها، وكذلك فإن من حقوق المرضى حق العلاج واختيار الطبيب المختص وغير ذلك، هل يصبح بالمخالفات المنصوص عليها أعلاه مجرماً؟ وحتى لو أصبح مجرماً، فإن للمجرمين حقوقاً لا يحق لأحد حرمانهم منها..
في مستشفيات محترمة، تجد لائحة كاملة وفي مكان بارز، عن حقوق المرضى في المستشفيات. ويرشده إلى الشكوى في حال لم يحصل على أحد هذه الحقوق.
10- يمنع دخول الأطفال إلى المستشفى منعاً باتاً، وذلك حفاظاً على سلامتهم (دون 12 سنة)؟
موافقون.. ولكن أحد الظرفاء علّق أن هذا البند في الأصل سقطت منه كلمة (المرضى)، في إيحاء منه أن سلامة المرضى غير مضمونة في المستشفى، بسبب نقص وتراجع مستوى التجهيز والأداء.
بيروت، 26-01-2011