القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مأساة لاجئة فلسطينية قادمة من سورية.. تضطر لإطعام أولادها من مكب النفايات بمخيم عين الحلوة

مأساة لاجئة فلسطينية قادمة من سورية

تضطر لإطعام أولادها من مكب النفايات بمخيم عين الحلوة

/cms/assets/Gallery/1128/1371698_531516473595194_1443870253_n.jpg

فايز أبوعيد - لاجئ نت

هو الفضول شدني لأقف وأرى ماذا تفعل تلك المرأة هي وأولادها الثمانية بالقرب من مكب القمامة في إحدى زواريب مخيم عين الحلوة، وإذا بها تقوم بالتقاط بعض الخضار وبقايا الطعام المرمي في الحاوية ، هذا المشهد استفزني ودفعني للاقتراب منها وسؤالها هل أنت مضطرة لفعل هذا ؟ ألا يوجد هناك من يطعمك أو يقدم لك يد المساعدة؟ لماذا تفعلين هذا؟ رفعت المرأة رأسها ونظرت إلي ملياً وقالت إنني أجمع الطعام لأولادي، وتابعت عملها، عندها عدت لأسألها من أين أنت وأين زوجك وأين تقيمن؟ لم تكترث بداية بسيل الأسئلة تلك، وتابعت تنتقي من بين القمامة ما يمكن أن يؤكل، عندها رفعت من نبرة صوتي ظناً مني بأنها لم تسمع سؤالي، حينها أجابت بصوت يكاد يدمي القلب: أنا من لاجئة فلسطينية من سورية لقد هربت من مخيم السبينة بعد أن دمر بيتي فقدمت إلى لبنان علّي أجد ملاذاً آمناً به، ولكنني فوجئت بمدى الذل والجوع الذي نحن فيه!!! ، فقلت لها : هناك الكثير من الجمعيات الخيرية والاغاثية ألم تذهبي إليهم لتأخذي منهم مساعدات ؟ فهزت برأسها وابتسمت ابتسامة فيها شيء من السخرية والألم والوجع، وقالت: لقد ذهبت ولم أحصل إلا على الفتات رغم كثرة المساعدات التي نسمع عنها .

لم أكن مقتنعاً في قرارة نفسي بحديثها لأنني أعلم أن هناك العديد من الجمعيات واللجان الإغاثية العاملة على عون اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان وتقديم يد المساعدة لهم، عندها لم أنبس ببنت شفه وعزمت أن أعرف مكان إقامتها كي أتحقق من الأمر، والتعرف على صدق هذه المرأة من عدمه وعندما وصلت إلى مكان إقامتها هالني ما رأيت خيمة ! صغيرة تكاد لا تتسع للعائلة المكونة من تسعة أفراد ، هنا انتابني شعور بالخجل من نفسي والعجز عن تقديم أي مساعدة لهذه العائلة، وبناء على ما شاهدته قررت أن أساعد هذه الأسرة ولو بأضعف الإيمان وهو تسليط الضوء على مصابها ومعاناتها التي هي جزء من معاناة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية إلى لبنان، هي حالة تعري كافة المتشدقين الذين يتاجرون باسم الشعب الفلسطيني ويطالبون بمساعدات مالية عاجلة لهم وعندما تأتي هذه المساعدات لا ينال هؤلاء منها إلا الفتات، حال هذه المرأة وكافة أبناء شعبها كحال المستجير من الرمضاء بالنار، هذه النار يكتوي بها اللاجئ الفلسطيني عامة واللاجئ الفلسطيني السوري خاصة من منظمات حقوق الإنسان ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والأونروا التي تتغاضى عن مصابهم وآلامهم بحجة عدم توفر الأموال الكافية والتهرب من التزاماتهم الإنسانية والأخلاقية اتجاههم.

/cms/assets/Gallery/1128/1232754_531516476928527_1355981999_n.jpg