مجزرة «صبرا وشاتيلا» طي النسيان في ذكراها الـ30: لماذا لم يحصل تحقيق قضائي لكشف المتورطين في لبنان؟
الأربعاء، 19 أيلول، 2012
واصلت القوى اللبنانية والفلسطينية تحركاتها وموقفها لإحياء الذكرى الثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وعملاؤها إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وفي هذا الإطار، أحيت اللجنة الدولية لإحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا «كي لا ننسى»، بالتعاون مع بلدية الغبيري، المناسبة في قاعة «رسالات» في بئر حسن، بمشاركة السفير الفلسطيني اشرف دبور، ممثل السفارة الإيرانية علي أيتي، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية أبو سعيد الخنسا، أمين سر فصائل الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، وفد «تيار المستقبل» برئاسة باسم سعد، عضو المجلس السياسي لـ«حزب الله» محمود قماطي، ممثل حركة «أمل» حيدر حيدر، الوفد الاوروبي برئاسة ستيفانيا ليستي، وممثلو هيئات حزبية وفصائل فلسطينية وشخصيات وعدد من اهالي ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا.
بداية كلمة عائلات شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا ألقتها شهيرة، أكدت فيها ان «أننا بعد مرور 30 عاما اكثر اصرارا على المجتمع الدولي لمعاقبة المجرمين والارهابيين».
وألقت انطوانيت كارنين كلمة الوفود الاجنبية، فقالت: «ما زلنا بعد 30 عاما نذكر المجزرة ضحاياها وحق الفلسطينيين الاحياء في العودة الى بلادهم».
والقى السفير دبور كلمة جاء فيها: «اخوتنا اللبنانيون لكم منا العهد أن نكون الداعمين للسلم الاهلي وعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي والوقوف في وجه كل محاولات اقحامنا في أي تجاذبات في لبنان، وهذا الموقف بإجماع وطني فلسطيني شامل وعلى كل المستويات القيادية والشعبية».
كما ألقى الخنسا كلمة، أكد فيها تعليم أجيالنا الجديدة ان لهم أرضا في فلسطين مغتصبة، وان المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحده الاميركية شريك إسرائيل في عدائها علينا».
واختتم الاحتفال بمسيرة جماهيرية حاشده انطلقت من قاعة رسالات في اتجاه المقبرة المركزيه لمجزرة صبرا وشاتيلا، حيث وضعت اكاليل من الورد على النصب التذكاري باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسفارة دولة فلسطين في لبنان، ومنظمة التحرير الفلسطينية واهالي الشهداء.
بدورها، نظمت فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و«تحالف القوى الفلسطينية» و«القوى الاسلامية الفلسطينية» وممثلو اللجان الشعبية ومنظمات العمل الوطني والمؤسسات الاهلية ومتضامنون أجانب، مسيرة ضخمة انطلقت من مخيم شاتيلا الى مقبرة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا حيث وضعت الاكاليل على النصب التذكاري للشهداء.
وأكد أبو العردات امام الحشود ان «هذه المجزرة لن تمر مرور الكرام»، معاهدا عوائل الشهداء على «الاقتصاص من مرتكبيها مهما طال الزمن».
وأقامت اللجنة المنظمة للمسيرة معرض صور عن المجزرة التي ارتكبتها «إسرائيل» في ساحة قاعة الشعب.
وجدد رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا «مطالبة السلطات القضائية اللبنانية بفتح ملف مجزرة صبرا وشاتيلا، لمعاقبة المشاركين اللبنانيين في هذه المجزرة الفظيعة».
وقال شاتيلا في بيان له بالمناسبة: «من المعيب مرور كل هذه السنوات على مجزرة صبرا وشاتيلا التي استدعت تحقيقاً في الكيان الصهيوني مع الإرهابي شارون، ولم يحدث في لبنان أي تحقيق قضائي لكشف المسؤولين والمشاركين في إرتكابها».
ونظمت «الرابطة الأهلية في الطريق الجديدة» محاضرة حول «مجزرة صبرا وشاتيلا» حاضر فيها راجي الحكيم، تحت عنوان: «لكي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» فقال: «كان الهدف الصّهيوني حينها القضاء على المخيمات الفلسطينية التي شكّلت على مدار 64 عامًا عنوانًا وشاهدًا على النّكبة والنيل من صمود اللاجئين وحقّهم العادل في العودة، وكان جيش العدوّ بقيادة الهالك وزير الدّفاع في حينها آرييل شارون ارتكب المذبحة في المخيم، بمساعدة من عملائه في الدّاخل من أحزاب معلومة ولا تحتاج إلى دلالة أو إشارة، وسقط فيها أكثر من 3500 شهيد من الأطفال والرّجال والنّساء العُزّل».
وأضاف الحكيم: «منذ عقودٍ من التّاريخ ونحن نسمع عن معاناة اليهود من «الهولوكوست»، وها هم اليهود والصّهاينة بصورة خاصّة يمارسون أبشع أنواع الهولوكوست على الشّعب العربي والإسلامي وبصورة يومية على الشّعب الفلسطيني المُضطهد والمقهور».
وختم الحكيم: «إنّ «صبرا وشاتيلا» مناسبة تتجدّد ذكراها في كل عامٍ لكي تتجدّد القضية في عقولنا ويتعزّز منهجها في قلوبنا ولتبقى العزيمة متوهّجة في أرواحنا. إننا لفدائيون نفنى ولا نهون وإنّنا لمنتصرون».
وأكدت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان في الذكرى الثلاثين على مجزرة صبرا وشاتيلا، على خيار الجهاد و المقاومة في الدفاع عن الأرض والإنسان وتحرير ما تبقى من أراضي لبنانية محتلة من قبل الصهاينة الغاصبين في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
وأحيت «رابطة أبناء بيروت» ومجموعة معاً الشبابية ذكرى المجزرة باحتفال تحدث خلاله رئيس الرابطة محمد الفيل الذي دعا الى «ضرورة محاسبة العدو الصهيوني على مجازره، والعمل على عودة فلسطين الى اهلها».
ثم تحدث ممثلي «جمعية صور» محمود معطي والشيخ محمد نمر زغموت والاعلامي محمد العاصي وعمر غنوم، واكدت الكلمات على مواصلة السعي لمحاكمة قادة الاحتلال الاسرائيلي كمجرمي حرب.
المصدر: اللواء