القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 11 كانون الثاني 2025

تقارير إخبارية

مجزرة صبرا وشاتيلا في ذاكرةٍ وصورة

مجزرة صبرا وشاتيلا في ذاكرةٍ وصورة


الثلاثاء، 20 أيلول، 2016

في يوم المجزرة كنت خارج المنزل، لكنّ في تلك اللحظات التي روت فيها والدتي على مسامعي ما حدث معهم كنت أشعر أنني أعيش الإبادة بلحظتها وما زال ذلك الشعور لا يفارقني... كيف سيفارقني وقد سُحقت القلوب والأرواح بدمٍ باردٍ وبلا رحمة!

يروي "محمد سرور"..

عند الساعة الخامسة صباحًا صعدتْ جارتنا ليلى وأخي نضال إلى سطح المنزل لتتفقد الأوضاع في المخيم، فصادفت أن كانت إحدى الدوريات المسلحة من الكتائب والقوات اللبنانية تتجوّل قرب منزلنا فرأوها وهي واقفة على السطح وصرخوا بها "بعدكم عايشين ما حدا قتلكم للآن"، كان كلامًا مشحون بالحقد والكراهية والمسبّات!

نزلت جارتنا إلى المنزل والهلع يعتريها وأخذت تصرخ "شافونا يا إم أحمد شافونا الكتائب"!

ثوانٍ معدودة حتى كان المسلّحون على باب المنزل يصرخون ويقذفون الباب بأرجلهم! فتحت والدتي الباب فسألوها ماذا تفعلون هنا؟ فأجابتهم "اعدّ طعام الفطور لأبنائي".

أمروها أن تنادي من في المنزل وتذهب لتقف على الحائط. نادت لوالدي المريض أن يأتي لكنّهم لم يرحموا مرضه فأطلقوا النار على ظهره ليلقى حتفه، كما أطلقوا النار على إخوتي. إلاّ أنّ أخوي إسماعيل وماهر هربوا ليختبئوا في غرفة الحمام حيث رقدوا داخله دون حراكٍ حتى انتهى المسلّحون من جريمتهم وخرجوا من المنزل تاركين وراءهم دماءًا وشهداء!

وبعدما خرج المسلّحون هرعت أمّي إلى خارج المنزل لتستنجد بالإسعاف في مستشفى غزة..

لم تكن أمّي على علمٍ بأنّ مجزرةً حصلت في المخيم والدّم يدفق كالنهر في شوارعه! صُعقت لهول ما رأت، فأخذت تركض وتصرخ بوجه المارّة "هناك مجزرة لا تقتربوا من حي عرسان هناك مجزرة" فلم يصدّقها أحد في البداية، فليس لعقلٍ بشريّ أن يصدّق أنّ لأيّ إنسانٍ يمتلك قلبًا ودمًا مقدرةً في أن يذبح بدمٍ بارد!

المصدر: شبكة العودة