القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 12 كانون الأول 2024

تقارير إخبارية

محصول ضائع وعدم قدرة على الوصول للأرض.. مأساة مزارعي مخيم الرشيدية خلال العدوان


السبت، 16 تشرين الثاني، 2024

مع استمرار القصف "الإسرائيلي" على بلدات وقرى جنوبي لبنان، تظهر التبعات الاقتصادية للحرب "الإسرائيلي" بشكل جلي على قطاع الزراعة الذي يعتمد معظم اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الرشيدية عليه كمصدر رزق لهم، فالأراضي الزراعية التي لم يطالها القصف "الإسرائيلي" لم يستطع المزارعون فيها من إكمال عمليات الزرع والحصاد والقطاف أو لم يتمكنوا من بيع المحاصيل بسبب تدمير الطرقات المؤدية إلى المناطق الأخرى، ونزوح معظم السكان في القرى والبلدات اللبنانية ما جعل تصريفها هناك غير ممكن.

وأثقلت مشاهد المحاصيل المحترقة والأخرى المدمرة قلوب المزارعين بالخيبة والحسرة حيث تزداد ضغوطاتهم الاقتصادية وتتراكم أعباء الحياة عليهم يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من ذلك لا يزال الكثيرون منهم يتمتعون بهمة عالية وتفاؤل مصدره إدراكهم بأن البقاء في الأرض هو جزء من نضالهم وثباتهم.

وعانى كثيراً المزارعون في مخيم الرشيدية، الأقرب إلى الحدود مع فلسطين جنوبًا، حيث تزدهر زراعة محاصيل الخضروات التي كانت تُباع في سوق مدينة صور (الحسبة) على شتى أنواعها كالباذنجان والفجل وغيرها.

محال مغلقة وبذور غير متوفرة

ويروي بعض المزارعين معاناتهم مع خسارة محصولهم لهذا العام، منهم كان المزارع الفلسطيني عمران الجمل الذي قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "ما في محصول ما في بيع من الأوضاع من أول الحرب لليوم ما إجانا شي من الأرض ولا من برا الأرض ولا من أي تنظيم ما النا ولا أي مدخول من برا".

ويؤكد المزارع الجمل أن المحال التجارية مغلقة بالكامل بفعل تأثير العدوان "الاسرائيلي" على اللاجئين داخل المخيمات الفلسطينية حيث لم يتمكن من شراء البذور أو حتى أدوية من أجل إنقاذ المحصول أو حتى زراعة أي نوع من أنواع المحاصيل.

القصف يحد من القدرة على العمل في الأرض

من جانبه المزارع ياسر الحاج موسى لم يستطع هذا العام زراعة المحصول في أرضه بسبب الحرب "الإسرائيلية" التي حدت من قدرته على الذهاب إلى أرضه بفعل التهديد "الإسرائيلي" المستمر وأوامر الإخلاء المتكررة.

ويقول المزارع موسى لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: لم نلحق زراعة الموسم هذا العام ولم يعد بمقدورنا الذهاب إلى الأرض يومياً للعمل فيها "كل يوم بينزلوا تهديد يوم بيقولوا مخيم الرشيدية يوم بيقولوا راس العين ما حد مسترجي يطلع يشتغل".

وعلى الرغم من خسارة المزارع موسمه لهذا العام وانقطاع رزقه إلا أنه يضيف: "لا يهم هذا كله فداء لفلسطين والمسجد الأقصى والشعب اللبناني وشعب غزة".

إتلاف المحاصيل بفعل العدوان

والبعض الآخر من المزارعين قد أتم بالفعل زراعة أرضه بالمحصول السنوي إلا أنه بسبب نزوحه من المخيم بفعل العدوان "الإسرائيلي" لم يتمكن الحصاد ووجده قد فسد بأكمله وحينما رآه على هذه الحال سارع بإضرام النيران فيه كوسيلة من الوسائل التي يستخدمها المزارعون في علاج المحصول التالف داخل أراضيهم لكن الاحتلال لم يدعه أيضاً.

ويشرح المزارع أحمد مصطفى ما حصل معه لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "قبل بدء الحرب كنت كنت قد زرعت أرضي بالفلفل وصرفت في ذلك مبالغ باهظة، ولكني اضطررت للنزوح وحين اضطررت إلى العودة، وجدتها ما زالت وقد تلفت وبدأت تأكلها الماعز فقطفت المحصول التالف لأحرقه وحين أضرمت النار فيه شن الاحتلال الإسرائيلي غارة اضطررت إلى إخلاء المكان".

والحال ذاتها لدى المزارع عمر الحامد الذي زرع أرضه على مضض وخوف من عدوان الاحتلال الذي يتهدده في كل لحظة كما أنه لا يأمل كثيراً في حصاد هذا المحصول لا سيما أنه لم يعد هناك شيء من مقومات الحياة يعتمدون عليه في ظل نزوحهم المتكرر وتشتت أفراد العائلة.

أما الحاج المزارع خضر الجمل يذكر أن العمال ينتقون الحمضيات وهي محصول أرضه ويرسلوها إلى مدينة صيدا حيث نزح بفعل العدوان "الإسرائيلي" إلا أنه لا يأتي إلا بثمن تكاليفه التشغيلية التي تتعلق بأجرة العمال والطريق والعتالة.

ووصلت نسبة الفقر المطلق بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان إلى 93% قبل الحرب، بحسب إحصائيات سابقة نشرتها وكالة "أونروا"، مما يعكس التحديات الكبرى التي يواجهها هؤلاء اللاجئون في ظل الظروف الراهنة مع استمرار الحرب "الإسرائيلية" على لبنان.