مخلّفات الاحتلال...
قنابل موقوتة لتهجير فلسطينيي الأغوار
السبت، 08 آب، 2015
يعيش في الأغوار الشمالية
الفلسطينية قرابة ستة آلاف نسمة موزعين على 17 تجمعاً وقرية صغيرة في مضارب المالح،
ويتعرضون لكافة الضغوطات العسكرية الإسرائيلية الرامية إلى تهجيرهم من مساكنهم للسيطرة
على أراضيهم.
وتتبع الأغوار الشمالية
لمدينة طوباس في شمال الضفة الغربية المحتلة، وتشغل نحو 75 في المائة من إجمالي مساحتها
البالغة 225 ألف دونم، وغالبيتها خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، ويُجري فيها
الاحتلال تدريبات عسكرية بشتى العتاد والسلاح وبين المساكن والخيام والمراعي مما يعرض
حياة السكان هناك للخطر والموت.
ويتعمّد الاحتلال ترك مخلفات
القنابل والصواريخ والقذائف، وما يُعرف بالقنابل الذكية (التي تأخذ أشكال الألعاب تنفجر
من دون اللمس بالاعتماد على المجسات ودرجة حرارة الجسم) داخل المساكن وحولها وبين الحشائش
في المراعي والمزارع، بغرض إيذاء السكان الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة وتربية
المواشي.
ويقول مسؤول ملف الأغوار
الشمالية في مدينة طوباس معتز بشارات، لـ"العربي الجديد"، إن كافة المراعي
في الأغوار هي خطرة وملغومة بسبب مخلّفات الاحتلال تلك، والتي يهدف من خلالها إلى ممارسة
الضغط على المواطن الفلسطيني من أجل إخلاء تلك المناطق والرحيل عنها وتركها مناطق مفتوحة
أمام جيش الاحتلال والاستيلاء عليها بغرض تسليمها للمستوطنين.
ويضيف أن "كافة المساكن
الفلسطينية في التجمّعات تتعرض لعمليات الإخلاء، وتُستخدم على مدار السنة ولمدة ستة
شهور إما في الصيف أو الشتاء، للتدريبات العسكرية، إذ يتم استخدام المنازل والخيم وحظائر
الأغنام والمزارع، لتلك التدريبات، وهي مكان يتعمد فيه الجنود الإسرائيليون ترك مخلّفاتهم
من أجل قتل الفلسطينيين".
وحصدت مخلّفات الاحتلال
في آخر 60 يوماً من العام الماضي، أرواح ثلاثة فلسطينيين، فيما انفجرت في سبعة آخرين
منذ بداية العام الحالي، أصابت ثلاثة منهم بجروح بالغة ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات
حتى اليوم. ويشير بشارات إلى أن هنالك إحصائية غير دقيقة باستشهاد 22 فلسطينياً وإصابة
75 في غضون 30 عاماً.
ويوضح بشارات أن مخلّفات
الاحتلال المختلفة، ما هي إلا وسيلة من وسائل الضغط المختلفة التي يمارسها الاحتلال
من أجل ترحيل السكان الفلسطينيين الأصليين الذين يملكون أوراقاً تثبت ملكيتهم لأراضيهم،
ومن تلك الممارسات التدريبات العسكرية، وعمليات الإخطار والهدم، إضافة إلى الترحيل
وعمليات التجريف.
أما المجتمع الدولي الذي
اعترف بأن ما يقوم به الاحتلال من تدريبات عسكرية، وما يتركه خلفه من قنابل متفجرة،
يشكل مخالفة لكافة الأعراف والقوانين الدولية، فيكتفي بالتوثيق وتقديم الوعود من دون
أن يحرك ساكناً على أرض الواقع، بحسب بشارات.
وفي الأغوار الشمالية، تعيش
تجمعات بدوية تعتمد في حياتها على تربية المواشي والزراعة، وتقيم في مساكن بدائية من
صفيح الحديد والخيام، ويمنعهم الاحتلال من التوسع العمراني، ويحرمهم من كافة الخدمات
والبنية التحتية، فيما يهددهم الموت بفعل تلك المخلّفات، إذ يوجد في كل كيلومتر ما
لا يقل عن 30 إلى 40 من مخلّفات الاحتلال معرضة للانفجار.
المصدر: العربي الجديد