القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية بؤر ملتهبة تشكو الاهمال وتحذر من الانفجار اذا ما تواصل عدم الاكتراث الفلسطيني والاستهداف الاسرائيلي

مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية بؤر ملتهبة تشكو الاهمال وتحذر من الانفجار اذا ما تواصل عدم الاكتراث الفلسطيني والاستهداف الاسرائيلي

وليد عوض - القدس العربي

يسود مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية حالة من الاحتقان والغضب بحجة اهمال السلطة لها من جهة، ومواصلة الاحتلال الاسرائيلي استهدافه للمخيمات وابنائها من جهة اخرى، في حين لا تحرك الاجهزة الامنية الفلسطينية اي ساكن لحمايتهم من بطش الاحتلال، الامر الذي دفع المئات من ابناء مخيم جنين للاجئين للخروج الثلاثاء عقب استشهاد احدهم برصاص القوات الخاصة الاسرائيلية، ليدمروا ممتلكات عامة بالمحافظة احتجاجا على عدم قيام السلطة بأي شيء لحمايتهم ‘في حين لا تتوانى الاجهزة الامنية الفلسطينية عن ملاحقة اي قطعة سلاح مع رجال المقاومة داخل المخيمات’، وفق ما اكد حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين.

وفيما استنكرت قوى وفصائل العمل الوطني في محافظة جنين الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة يوم الثلاثاء في أعقاب استشهاد الشاب اسلام الطوباسي على أيدي قوات الاحتلال، قال حسام خضر لـ’القدس العربي’ الخميس ‘هناك استهداف اسرائيلي حقيقي للمخيمات وهناك تجاهل رسمي من قبل السلطة ازاء كثير من الظواهر السلبية التي تنمو وترتع داخل المخيمات مثل تجارة المخدرات وانتشار السلاح بشكل ملفت للنظر وانتشار ظاهرة السيارات المسروقة، وذلك الى جانب ترك المخيمات بعيدا عن اي اهتمام او رعاية امنية. وانا اعتقد بان هذا جزء من مخطط كبير يستهدف المخيم كوحدة سياسية لها دلالاتها الوطنية، وان المخيمات كانت ولا تزال الحاضنة الحقيقية للحركة الوطنية الفلسطينية وهي الاقدر على مواصلة النضال مستقبلا في حال المساس باي من الثوابت الوطنية الفلسطينية’.

وتابع خضر قائلا ‘انا أؤكد بان المشروع السياسي الفلسطيني السابق تلاشى بالكامل وفشل كخيار استراتيجي للشعب الفلسطيني وبالتالي هكذا سقف لمشروع وطني وسياسي يتطلب تفكيك بؤر التوتر ومعاقل الحركة الوطنية’ في اشارة لمخيمات اللاجئين.

وفي ظل انتشار العديد من المظاهر السلبية في المخيمات جراء اهمال السلطة لها بالتزامن مع الاستهداف الاسرائيلي لتك المخيمات تسود حالة من الخشية من امكانية انفجار المخيمات في وجه السلطة، الامر الذي دفع خضر لتحميل السلطة المسؤولية عن الاوضاع المحتقنة التي تعيشها المخيمات.

واضاف خضر قائلا ‘السلطة تربي الجريمة في المخيمات وترعاها بشكل رسمي من خلال اهمالها وتجاهلها لمخيمات اللاجئين بحجة انه يصعب الدخول اليها’، لملاحقة تجار المخدرات والخارجين عن القانون.

وتساءل خضر قائلا : ولماذا تدخل السلطة من اجل قطعة سلاح مع انسان وطني وشريف او من اجل واحد من حماس او الجهاد الاسلامي ولا تأخذ بعين الاعتبار واقع المخيم ، فيما تجار الحشيش وحملة السلاح والسيارات المسروقة يسرحون ويمرحون، وعمليات القتل وترويع المواطنين تجري تحت اعين المؤسسة الامنية’ الفلسطينية.

ومن جهته حمل اللواء عدنان الضميري الناطق باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية الوضع السيىء في المخيمات الى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ‘الاونروا’ كونها تمارس سياسة انهاء خدماتها للاجئين على ارض الواقع.

وتابع الضميري قائلا لـ’القدس العربي’ الخميس ‘الاونروا تنهي خدماتها ومسؤولياتها تجاه المخيمات، وهذا يؤثر سلبا على الوضع داخل المخيمات’، مشيرا الى ان المخيمات اكثر المناطق الفلسطينية ازدحاما بالسكان واكثرها فقرا وبطالة، مضيفا ‘البطالة تؤدي لاشكاليات كثيرة’.

واوضح الضميري بأن الاجهزة الامنية الفلسطينية تقوم بواجبها الامني تجاه اهالي المخيمات وفق امكانياتها ، وانها تواصل العمل على مدار الساعة لمحاربة الفلتان الامني الذي تسعى قلة قليلة من ابناء المخيمات لاستغلاله، منوها الى ان هناك اشكاليات عديدة داخل المخيمات مرتبطة مع بعضها البعض تسعى الاجهزة الامنية لحلها وانهائها. وتابع الضميري ‘المخيمات في سلم اولوياتنا في المؤسسة الامنية ونتعاطى معها بكل مسؤولية’، مشددا على انه يتحدث باسم المؤسسة الامنية الفلسطينية، وليس باسم وزارات السلطة، واذا ما هناك تقصير تجاه المخيمات من عدمه.

وبشأن اذا ما هناك حالة احتقان داخل المخيمات تجاه السلطة قال حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين ‘لا اعتبر بان هناك حالة احتقان، هناك تجاهل وازدراء من قبل السلطة لواقع المخيمات، وبالتالي يمكن في المستقبل ان يتم التعبير عن ذلك الواقع بكل مظاهر العنف التي ممكن ان تتوقعها’.

وحول اقدام بعض المسلحين في الاونة الاخيرة على حمل السلاح من داخل المخيمات في وجه الاجهزة الامنية الفلسطينية، قال خضر’ الذي جرى في مخيم جنين للاجئين ما كان حمل سلاح بقصد حمل سلاح ضد السلطة، بل هو تعبير عن اين دور السلطة امام اقتحام "إسرائيل" كل يوم لهذا المخيم وقتل ابناء هذا المخيم بدم بارد’.

وكانت قوات خاصة اسرائيلية اعدمت فجر الثلاثاء الشاب إسلام الطوباسي بعد مداهمة منزله بمخيم جنين واطلقت النار عليه وهو على الفراش قبل ان تجره لخارج المنزل وتجهز عليه قبل الاعلان عن وفاته في مشفى نقل اليه داخل اسرائيل، الامر الذي اثار موجة من الغضب في صفوف المواطنين الذين خرجوا للشوارع للتعبير عن احتجاجهم على السلطة واجهزتها بحجة انها لا تحميهم من الاحتلال حيث تم تكسير بعض المركبات والاعتداء على المحلات التجارية ومباني السلطة الوطنية، وقلع الأشجار المثمرة في الشوارع، الامر الذي رفضته جميع الفصائل الفلسطينية باعتباره أمرا مرفوضا، ولا يليق بتضحيات جنين ومخيمها.

وقالت الفصائل الوطنية في بيان صحافي الاربعاء أن الاقتحام الاسرائيلي المتكرر للمخيم، جاء نتيجة قرار اسرائيلي سياسي لتنصل الاحتلال من حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، ومن أجل عودة المنطقة إلى المربع الأمني بمقاسات إسرائيلية، خاصة أن التركيز في الآونة الأخيرة كان على المخيم والتصعيد عليه مستمرا.

وثمنت القوى الوطنية دور المؤسسة الأمنية الفلسطينية في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومحاربة الفوضى، داعية كافة أبناء المحافظة إلى الحفاظ على وحدة الصف.

ومن جهته واصل خضر بصفته رئيسا للجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين قائلا موقف السلطة موقف غير مبرر ومدان من كل ما يجري في المخيمات من اعمال’.

وطالب خضر السلطة الفلسطينية بالتحرك سريعا لمنع الانفجار داخل مخيمات اللاجئين، وقال ‘على السلطة ان تهتم بواقع المخيمات وان لا تتجاهله بالشكل القائم، هذا اولا، وثانيا على السلطة ان تتابع وتلاحق كل عناصر الجريمة في المخيمات والقائمين على تلك الجرائم مثل تجار الحشيش والمخدرات والكثير من تلك الجرائم’، متابعا ‘لا يجوز ان نقول بان المخيم منطقة، امنيا لا نستطيع دخولها، وكفى’.

وبشأن اذا ما هناك خشية من انفجار الاوضاع داخل المخيمات في وجه السلطة الفلسطينية قال خضر ‘الانفجار قادم كما اراك الان ، والانفجار قريب، والمخيمات وحدة عضوية واحدة. اذا الامور خربت في مخيم راح تخرب في كل المخيمات’.

وشدد خضر من تحذيره للسلطة من انفجار المخيمات في وجهها في اية لحظة، وقال ‘اهمال السلطة يدعم هكذا وضع.

وفيما تلمس بوضوح الاهمال الذي تعانيه المخيمات من قبل السلطة الوطنية وفق ما اكده خضر، قالت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف مخيمات الضفة الغربية لتحقيق أغراض ومكاسب سياسية.

وأوضح الباحث في التضامن، أحمد البيتاوي، أن قوات الاحتلال صعدت خلال الفترة الأخيرة من عمليات اقتحام مخيمات الضفة الغربية واستهداف أبنائها قتلاً واعتقالاً وتدميرًا لممتلكاتهم بغرض جر المخيمات للرد على اعتداءات الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال يرى في التصعيد من قبل جانب الطرف الفلسطيني فرصة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية ومن أجل تبرير جرائمه التي ارتفعت في الفترة الأخيرة بالرغم من عودة القيادة الفلسطينية للمفاوضات.

وذكر البيتاوي أن قوات الاحتلال قتلت منذ بداية العام الجاري 10 مواطنين، من أبناء مخيمات الضفة الغربية، وهم: صالح أحمد العمارين (16 عامًا) من مخيم العزة في بيت لحم، والذي استشهد خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، ورامي جمال الطالب (29 عامًا) من مخيم الجلزون في رام الله، والذي استشهد في شباط (فبراير) الماضي، ومحمود عادل الطيطي (25 عامًا) من مخيم الفوار في الخليل الذي استشهد خلال آذار (مارس)، وخالد جمال خريوش (27 عامًا) من مخيم طولكرم والذي استشهد في حزيران (يونيو) الماضي.

كما قتلت قوات الاحتلال الشهر الماضي ثلاثة من مواطني مخيم قلنديا في القدس، وهم: روبين عبد الرحمن زايد (30 عامًا)، وجهاد منصور أصلان (20 عامًا)، ويونس جمال أبو الشيخ (18 عامًا)، في حين قتلت ثلاثة مواطنين من مخيم جنين، وهم: مجد محمد لحلوح (22 عامًا)، وكريم صبحي أبو صبيح (19 عامًا)، وإسلام حسام الطوباسي (22 عامًا) والذي اغتاله الاحتلال فجر الثلاثاء.

ولفت الباحث في التضامن إلى أن الاحتلال يهدف أيضًا إلى الضغط على المخيمات الفلسطينية وإنهاك أبنائها بشكل متواصل خوفًا من عودتهم لمقاومة الاحتلال كما حدث خلال الانتفاضتين الأولى والثانية.

وكان ما يسمى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي (نيتسان ألون) المسؤول عن الضفة الغربية قد قال في تصريحات نشرتها صحيفة (يديعوت أحرنوت) الاربعا، أن عناصر المقاومة الفلسطينية يقومون بما وصفها بناء مناطق آمنة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، معتبرًا ذلك أمرًا قابلاً للاشتعال.

وشدد الجنرال ألون على أنه ممنوع أن يكون هناك أماكن أمنة للعناصر المسلحة الفلسطينية. وحسب أقواله فإن ذلك عمليا يحدث بشكل محدود، ولكن ممنوع أن يستمر، وقال: أنا ‘اعتقد أن دخولنا لمخيمات اللاجئين للقيام باعتقالات سوف يشعل المنطقة كلها’.

وأضاف: ‘الأهم أننا نصل لكل ناشط في كل مكان يتواجدون فيه وهذا مهم جداً، أنهم يريدون تقييد حرية النشاطات العملياتية التي تقوم بها وسنمنع ذلك، وإن المواجهات الكبيرة نسبياً كانت في أماكن وحوادث متفرقة ونحن مدركون للظروف البيئية الموجودة الآن والتي تلزمنا بضبط النفس والحذر’.

وجاءت المقابلة على خلفية عملية الاغتيال التي نفذتها وحدات خاصة في الجيش الإسرائيلي الثلاثاء في مخيم جنين لناشط في حركة الجهاد الإسلامي، وأصيب على أثرها خمسة شبان آخرين، وتعرضت خلالها قوات الجيش لإطلاق نار من عناصر مسلحة، فضلاً عن اندلاع مواجهات بين قوات الجيش وشبان المخيم.

وأردف ألون، قائلاً: إن ‘هذه الظاهرة ذات احتمال متفجر من ناحية "إسرائيل" لان كل عملية دخول للجيش الإسرائيلي لمخيمات اللاجئين المثيرة للمشاكل، ممكن أن تؤدي لاشتعال كبير في المنطقة’، معترفاً بهذا الخطر ولكنه في نفس الوقت أكد أن مهمته الأساسية ومهمة الجيش هو منع النشاطات (الإرهابية) في المخيمات.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وللمرة الثالثة خلال الأسابيع الأخيرة واجهت قوات الجيش الإسرائيلي مقاومة منظمة ومسلحة خلال عمليات ليلية لاعتقال مطلوبين، فضلاً عن المقاومة الشعبية التي تتشكل بشكل عفوي وتقوم بمهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي وإعاقة عملها في المنطقة بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.

وحذر ألون من بداية تطوير أو تكون مناطق أمنة للعناصر المسلحة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في جنين ونابلس، مضيفاً: ‘هم يريدون تقييد حرية نشاطاتنا العملياتية’، مدعياً أن هذه العناصر المسلحة داخل المخيمات تتبع لحركة فتح والجهاد الإسلامي وتقطن في مخيمات اللاجئين، وهي تحاول المساس بسيادة السلطة الفلسطينية على حد ادعائه-.

وأوضح ألون أن هذه العناصر أعلنت مؤخراً رفضها لسيادة السلطة وعدم احترامها مبدأ القانون الواحد والسلاح الواحد الذي تحاول أجهزة السلطة الأمنية فرضه في الضفة الغربية.

كما أرجع ألون قيام العناصر المسلحة داخل المخيمات بمهاجمة الجيش الإسرائيلي بسبب حرمان السلطة لهم من الوظائف والمساعدات المالية واقتصارها على المقربين منها ولذلك هم يقومون بتحديها من خلال تهديد اتفاقيات التنسيق الأمني مع "إسرائيل" على حد قوله. ولفت الجنرال الاسرائيلي إلى أن قوات الاحتلال ليست وحدها من تواجه مقاومة مسلحة خلال دخولها مخيمات اللاجئين بل أجهزة السلطة الأمنية أيضاً تواجه نفس التهديد خلال محاولتها فرض القانون والنظام في المناطق على حد ذكره-.