القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مخيم البداوي ينتفض على فوضى السلاح

مخيم البداوي ينتفض على فوضى السلاح
 
الاثنين، 23 كانون الثاني 2012

حدث هذا الأسبوع ما يشبه "انتفاضة شعبية" في مخيم البداوي في شمال لبنان على فوضى السلاح، التي باتت تقلق السكان وتوقع القتلى والجرحى في مناسبة وفي غير مناسبة.
يقول أحد الشبان الذين أطلقوا الصرخة الاخيرة:" قبل 3 ايام، تحول عرس في المخيم الى مأساة، حيث حدث اطلاق نار قتل خلاله الشاب احمد المعماري (18 عاما) ولم يعرف من اطلق النار.
وفي الوقت ذاته حدث مشكل فردي بين شخصين من "القيادة العامة" و"فتح"، وحدث استنفار في المخيم واطلاق نار باتجاه مكتبي "الكفاح المسلح" و"القيادة العامة"، ثمة من يقول:هناك طابور خامس".
ويشير الشاب الفلسطيني الى انها "ليست المرة الأولى التي يقتل فيها أناس برصاص مجهول: هناك حالات سابقة مثل ابو وسام غنيم ومحمد ذيب وماهر عبد الهادي، فضلا عن وقوع جرحى في حوادث اخرى".
ويتابع: "الحادث أوجد حالة استياء واسعة بين الناس، وبرزت دعوات لوضع حد لانفلات السلاح وعدم استخدامه في الأفراح التي تصبح أتراحا او في المشاكل الشخصية التي تصبح اشتباكات بين تنظيمات او استنفارات".
في ظل الاستياء كانت حاجة الى وجود تحرك. وعملت مجموعة شبابية على تنظيمه بهدف وضع حد للانفلات وتنظيم السلاح في المخيم.
تمت الدعوة للتحرك الاربعاء مساء خلال لقاء لعدد قليل من الشبان، على ان يكون التحرك عند السابعة من مساء الخميس الماضي، على شاكلة وقفة سلمية احتجاجا على فوضى السلاح.
الدعوة تركت صدى كبيرا ايجابيا لدى سكان المخيم وسلبيا لدى الفصائل التي تراوحت آراء مسؤوليها بين داع الى "عدم التحرك لأن الرسالة وصلت" وبالتالي ضرورة عدم الاعتصام بذريعة "التنبه لامكانية دخول طابور خامس"، وآخر رافض تماما للتحرك من اساسه.
وبهدف منع التحرك استدعت الفصائل بعض الشبان وحققت معهم على أساس ان التحرك مدفوع من الخارج، على الرغم من ان مسؤولي الفصائل كانوا أكدوا تبرمهم من فوضى السلاح.
خلال النهار حدثت اجتماعات بين الشبان ومسؤولي الكفاح والفصائل وتم توصيل الفكرة التي تقول ان المطلوب تنظيم السلاح وليس سحبه، وان الجميع يجب ان يكونوا يدا واحدة لتنظيم السلاح وعدم السماح للطابور الخامس بالتحرك.
اقتنعت الفصائل بالتحرك وشاركت فيه حيث كان قد تم الاتفاق على ميثاق شرف لوقف فوضى السلاح، والانتخابات الشعبية للجان الاحياء والاتفاق على آلية للتنفيذ وردع المخالفين وملاحقة قضية انتشار المخدرات.
واللافت ان الفصائل اكدت التزامها هذا امام المعتصمين مباشرة ايضا، علما انه تم الاتفاق على عقد اجتماع شبابي الإثنين المقبل لرفع توصياتهم الى الفصائل التي تجتمع اسبوعيا كل يوم ثلاثاء لتبني تلك المطالب، "واتفقنا انه اذا تم تنفيذ الاتفاق سوف يدعم الشباب الفصائل اما اذا لم تنفذ وبقيت الفوضى فإن الشباب سيعاودون تحركهم"، كما يقول الشاب الفلسطيني.
التحرك كان عبارة عن إضاءة شموع ورفع صور القتلى ولافتات وقراءة الفاتحة، وألقيت كلمة الفصائل التي التزمت امام الناس بتنفيذ كل المطالب ثم كلمة للشباب أكدت متابعة ومراقبة تنفيذ الاتفاقات. وكانت الدعوة وضعت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتم الاتصال بمجموعة من الشباب داخل المخيم لتنظيم التحرك. يذكر ان الفصائل كانت شكلت لجنة تحقيق في حادث مقتل المعماري، وأوقفت شخصين، قالت انها سلمتهم الى الاحهزة الأمنية اللبنانية المختصة.
تحرك مخيم البداوي ترك صدى ايضا لدى شبان من مخيمات اخرى، حيث شارك شبان من مخيمات صور وصيدا في اجتماعات شبابية، على اساس محاولة نقل التجربة الى المخيمات الاخرى التي تعاني بدورها فوضى سلاح، او انفلاتا أمنيا كما يحدث بين حين وآخر في مخيم عين الحلوة.
تجربة البداوي اذا سنحت لها فرصة النجاح، وسحبت التجربة على المخيمات الاخرى سوف تكون بمثابة "ربيع مخيمات لبنان" لفرض تنظيم السلاح داخل المخيمات سواء باتفاق مع السلطات اللبنانية أو بعدمه.

المصدر: المستقبل – أنيس محسن