مخيم الرشيدية: سكان ملوا الوعود..
ومنازل أنهكها الإهمال الشديد
الخميس، 12
كانون الثاني، 2012
تحط ماكينة إعمار الاونروا أخيراً
في مخيم الرشيدية في جنوب لبنان، حيث المئات من المنازل الآيلة للسقوط تنتظر ان تكون
في مقدمة القائمة التي تنوي الاونروا إعدادها للبدء إاصلاحها في الربيع المقبل.
عند كل فصل شتاء، تتفاقم قضية
المنازل الآيلة للسقوط في مخيم الرشيدية، ويخشى الأهالي أن تتحول بيوتهم الى حطام في أي لحظة، ناهيك عن الأمراض المزمنة التي تنتج
عن الرطوبة في هذه البيوت المتهالكة. وبعد
طول سني الشكوى تأتي الاونروا بمشروعها لمسح المنازل الأكثر تضررا، حيث قسمت الوكالة
المخيم الى مربعات، نتج عنها ادراج 1100 وحدة سكنية متضررة على القائمة. وحول القائمة، يدور الهمس والجدل في المخيم، وتبدأ
الأسئلة: لمن تكون الأولوية وهل ستسقط أسماء من القائمة؟... فالأونروا تعهدت ببناء
900 وحدة سكنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان
كافة ... مع معلومات عن زيادة محتملة بلغت خمسمئة وحدة اضافية..
منازل لا تأوي ساكنيها
عند ما يعرف بالحي التحتاني
في المخيم، تعيش الحاجة أمينة في منزل قد يطبق على رأسها ورأس أولادها التسعة في أية
لحظة: "من فترة قصيرة وقعت قطعة من السقف على رجل إبني، وما عاد فينا نتحمل هالوضع،
وقدّمنا على الأونروا كتير وما في جواب كل مرة بيجوا وفود وبروحوا عالفاضي وما شاطرين
غير يقولوا اخلوا البيت" تقول الحاجة وتضيف بأن منزلها يتحول الى بركة في فصل
الشتاء، وبأنه ليس لديها أي مأوى آخر تلجأ اليه".
؛ فأبو مصطفى وعائلته بعض ضحاياها:
"ابنتي وبسبب الرطوبة وصلت الكريات البيض لديها لـ 27.000، وكل فحص بعملوا بكلفني
125.000 ل.ل وأوقفنا علاجها للوضع المادي، وابني الصغير على هل الحالة كمان، لديه ثقب
بالقلب وكل صورة بتكلف 3000$ وانا ما عندي القدرة و لم أُكمل له العلاج لنفس السبب"
ويتابع، "ابني الكبير يلزمه عمليه خاصة بتكلفة 20.000$ وأوقفت علاجه أيضاً، و
السّبب الرّئيسي هو المنزل والرطوبة ولو قادر أستأجر استأجرت وطلعت من البيت، وفوق
الأمراض كمان البيت بسبب الرطوبة كلوا "مفسّخ، وبأي لحظة ما بتعرف ايمتى بيوقع
السقف، وأنا مش قادر أزبّط السقف بسبب العمار فوقي، وما في امكانية اني اشتغل بالبيت،
حتى الأمراض صُرنا نأجلها".
ابو العبد : سنضغط لوضع أي اسم
يستحق على القائمة
وعن المشروع يشرح عضو في اللجنة
الشعبية في مخيم الرشيدية، ابو العبد قائلا، "كان لنا مطلب بالنسبة لهذا المشروع
ولم ينفذ، أي أن يكون المشروع على المبالغ وليس على الوحدات، معرباً عن خشيته أن تأخذ
الاونروا المشروع باتجاه الترميم وليس الإعمار، "لأن الإعمار هو الأكثر حاجة،
مع العلم أن المشروع يخص البيوت الأكثر ضرراً".
ويوضح أبو العبد: "بدأت
الأونروا مسح للبيوت في المخيم منذ أسبوع، ويستمر المسح لمدة 12 يوم أو أكثر، وقامت
الأونروا بتقسيم المخيم الى مربعات، ويقوم أكثر من فريق بمسح البيوت. حتى الآن يوجد 1100 وحدة سكنية مدرجة على القائمة
في المخيم". ويتحدث عن ايجابيات هذا المشروع
"حيث أن الأونروا قامت بعقد لقاء مع اللجان الشعبية والأهلية في المخيم، وحسب
كلام الأونروا - موضوع المعيار الذي يتبعونه هو للذين يستحقون الهندسة والاقتصاد الاجتماعي
- أي للبيوت المزرية، وتمني أبو العبد أن تطبق الاونروا ما تعهدت به، قائلا: إن اللجان
ليست شركاء في التنفيذ، ولكن سيكون دورنا توجيهي رقابي ونعمل كمراقبين داعمين للحق،
وإذا وجد من يستحق ولم يُدرج اسمه على القائمة،
فسوف نضغط لإضافة اسمه"، مؤكدا "نحن لسنا المرجعية في هذا الأمر مثل الأونروا
ولكن دورنا هو العدالة وتوزيع المال على الأهالي بالتساوي، ودورنا هو السّعي والمطالبة
لتحقيق المطالب."
المصدر: القدس للأنباء