القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مخيم خان دنون.. بين لهيب الحرب المستعرة في سورية والظروف الاقتصادية الصعبة

مخيم خان دنون.. بين لهيب الحرب المستعرة في سورية والظروف الاقتصادية الصعبة


الأربعاء، 26 آذار، 2014
فايز أبوعيد/ خاص لاجئ نت

أنشئ مخيم خان دنون بصورة رسمية عام 1950 ـ 1951، وهو يقع على مسافة 23 كم جنوبي العاصمة السورية دمشق،تبلغ مساحته 120000 كم مربع، يحده من الشرق الخان وأراض قرية خيارة دنون – ومن الجنوب أراضي عين البيضا – أما من الغرب والشمال الغربي بلدة الطيبة وأراضيها الزراعية، ونتيجة لهذا الموقع الجغرافي اشتغل أهل المخيم في السنوات الأولى من إقامتهم في المزارع المحيطة بالمخيم، ومنهم من وجد وظيفة في المدينة.

اختار أهالي مخيم خان دنون منذ بدء الأزمة السورية الحياد الايجابي كباقية المخيمات الفلسطينية الممتدة على الرقعة الجغرافية السورية، حيث بقوا محافظون على هذا الخيار رغم مرور ثلاث سنوات على الصراع الدائر في سورية.

إلا أن سكانه عاشوا وما زالوا يعيشون حالة من الخوف والترقب من مصير مجهول خاصة بعد أن تكررت المحاولات لزجهم في لهيب الحرب المستعرة في سورية.

ففي يوم 10/6/2013 تعرض المخيم للقصف وسقوط عدد من القذائف عليه، أسفرت عن وقوع عدد من الجرحى واندلاع حريق في أحدى المزارع، كما تكرر استهداف المخيم عدة مرات كان أعنفها يوم 7/7/2013 عندما سقطت عدة قذائف بالقرب من ثانوية المخيم، تلاها اندلاع اشتباك على أطراف المخيم بين العناصر الأمنية التابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة ومجموعات الجيش الحر، ما سبب حالة من التوتر والهلع لدى السكان.

إلى ذلك سُجل يوم 16/8/2013 قيام الجيش السوري بوضع حاجز عند مفرق الطيبة أول مخيم خان دنون، ترافق ذلك مع حدوث انتشار امني كثيف عند مفرق خان دنون وتفتيش دقيق للمارة وإغلاق لكافة الحارات والطرقات الفرعية ضمن المخيم.

أما في يوم 18/8/2013 فقد قام عناصر الحاجز التابع للجيش النظامي بمداهمة محل جوالات على طريق صلاح الدين ( طريق الطيبة ) واعتقلوا صاحبه ومن ثم حطموا ما بداخل المحل من أثاث ومعدات.

كما شهد المخيم يوم 17/11/ 2013 اشتباكات ليلية عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات من الجيش الحر، أدت إلى استشهاد الشاب "عبد الرحمن علي ياسين" وسقوط عدد من الجرحى.

الجدير ذكره أن عدد الشهداء الذين قضوا من أبناء مخيم خان دنون منذ بداية الحرب في سورية بلغ سبعة أشخاص.

وبناءاً على ذلك أطلق سكان المخيم عدة نداءات استغاثة طالبوا فيها منظمة التحرير الفلسطينية والأنروا وكافة مؤسساتها ومؤسسة اللاجئين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكافة الفصائل ومنظمات المجتمع المدني بالعمل بشكل جديّ وواضح مع جميع أطراف الصراع في سورية على تحييد مخيم خان دنون وإخراجه من هذه الدائرة وذلك لأنه يعتبر المركز والمأوى الوحيد والأخير للمخيمات الفلسطينية المنكوبة، كما طالبوا الأونروا بزيادة عملها في المخيم وعدم الاقتصار في عملها على مراكز الإيواء حيث أن أوضاع الناس خارج مراكز الإيواء وداخلها متشابهة، ووضع مؤسسة اللاجئين أمام مسؤولياتها والطلب منها التحرك العاجل لإغاثة المخيم، وشددوا على ضرورة قيام الهيئات والمؤسسات والجمعيات الخيرية تقديم المعونات العاجلة والتخفيف من حدّة الفقرِ والحاجة الواقعتين على أهالي المخيم من جهة وضيوفه من جهة أخرى بسبب الغلاء الفاحش وتضاعف الأسعار عدة مرات، وتأمين مقبرة لدفن الموتى في المخيم بشكل سريع وعاجل بسبب امتلاء مقبرة المخيم بشكل كامل حيث بدأ أهالي المخيم بدفن موتاهم في الفراغات الضيقة بين القبور.

وأكدوا بأن الحلول التي ينتظرها أهالي مخيم خان دنون تتعدى المساعدات المالية والعينية مع أهميتها القصوى في الوقت الراهن وأهمية استمرارها ، بل يتطلب ذلك من الجميع رفع وتيرة الحركة السياسية والدبلوماسية مع كل الأطراف المعنية من أجل إنقاذ المخيم من الوضع المأساوي الذي وصل إليه.

يشار أن مخيم خان دنون يبلغ تعداد سكانه اثنا عشر ألف لاجئ فلسطيني، وقد استقبلوا حوالي 20 ألف شخص نزحوا من مخيمات اليرموك وسبينة والسيدة زينب وتجمع الحسينية وبلدة الذيابية والحجر الأسود وداريا ومخيم خان الشيح بسبب تردي الأوضاع الأمنية في مناطقهم، رغم أنهم الأشد فقراً بين المخيمات الفلسطينية في سورية ففتحوا لهم البيوت والجوامع والمدارس.