لا يزال التجاذب داخل مخيّم عين الحلوة محطّ قلق على الساحة اللبنانيّة، الى درجة يصفه البعض بأنه "قنبلة موقوتة". ويبدو الهدوء الذي يخيّم على المشهد اللبناني مثير للريبة، ويخاله البعض هدوء ما قبل العاصفة، في خضمّ الزلازل التي تضرب المنطقة والتي بقي لبنان حتى الآن بمنأى عنها.

وفي حين يبدي مراقبون ومتابعون للسياسة اللبنانية حذرهم في مقاربة الملفّات الساخنة، التي تبدو أشبه بجمر مشتعل تحت الرماد قابل لإشعال توتر في أي لحظة في لبنان، تستمر الأوضاع داخل مخيم عين الحلوة محور ترقّب ومتابعة من جهّات أمنيّة وسياسيّة، لبنانيّة وفلسطينيّة في آن معاً، لا سيّما في ظلّ أنباء عن تأجّج الخلافات ومحاولة للتضييق على العقيد اللينو بهدف تقزيم دوره، والتحذيرات المتكرّرة من أن يتحوّل عين الحلوة الى "بارد آخر".

المقدح

وفي قراءة للوضع الراهن في مخيّم عين الحلوة، ومن خلفه صيدا "بوابة الجنوب"، أكّد قائد المقر العام في "حركة فتح" اللواء منير المقدح "أننا أخدنا قراراً برفع الغطاء عن أي شخص يثبت تورّطه في حادث الاغتيال (مرافقا اللينو) أو في أحداث مخلّة بالأمن وتسليمه للجيش اللبناني"، مذكّراً "بتأسيس لجنة داخل "فتح" تعمل بشكل يومي سميّت لجنة تقصّي الحقائق، وهي تُعنى بضبط الوضع الأمني".

وأوضح المقدح أن "هذه اللجنة، وهي لجنة عليا مشكّلة من كل المنضويين في "فتح" بقرار مركزي، تلعب دورها بشكل ايجابي، وهي مهتمّة بوضع "فتح" الداخلي، أما الأمور الأخرى فيتمّ التنسيق فيها مع لجنة المتابعة التي تعمل لضبط الأوضاع". ونفى أن "يكون هناك استهداف لأي شخص في المخيّم"، لافتاً الى أن "الأوضاع في المخيّم تعود الآن الى طبيعتها".

عزام

بدوره، أكّد مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في حركة حماس ياسر عزام أن "حركة حماس في لبنان لا تتدخّل في الشأن الداخلي لحركة فتح، انما نؤكد أن مصلحة الشعب الفلسيطني في المخيّم وخارجه هي فوق مصلحة الأحزاب كلّها بما فيها حركة حماس". وقال: "لا نريد أن ندخل في "معمعة" الصراعات بين الفصائل، ونعلم أن الخلافات بين العقيد محمود عيسى أبو العبد (اللينو) وقائد المقر العام في حركة فتح اللواء منير المقدح هي كبيرة، وأن الاغتيالات التي تمّت سابقاً هي بسبب هذه الخلافات".

وأكد "أن المخيم ما زال في دائرة الاستهداف، ونحن نخشى أن يتعرّض المخيّم الى انتكاسة، ويتحوّل الى نموذج شبيه بمخيّم البارد، وهذا الذي يدفعنا الى لعب دور الوسيط بين الفصائل، لمنع أي تجاذب داخل المخيّم أو صدام داخلي أو خارجي، لأننا حريصون على الأمن الفلسطيني داخل المخيم والأمن اللبناني".

وأضاف عزام: "نسعى دائماً إلى وساطة بين اللينو والمقدح، إلا أن الجميع يعلم حساسيّة تدخّل حركة حماس في هكذا وساطة، ونحن على تواصل مع القوى في المخيّم، ونذكر كيف وجّه اللينو وجّه الاتهامات بداية لحركة حماس، ولكن حركة فتح نبّهته الى الخطأ وتراجع عنه أمام الإعلام على الاقل".

كجك

وأبدى عضو المكتب السياسي في حركة أمل ومسؤول منطقة صيدا بسام كجك "القلق على وضع المخيم لأن هناك معركة وتجاذبات، ولبنان ليس بجزيرة معزولة، إذ أن أي حدث خارجي يؤثّر على لبنان"، لافتاً في الوقت عينه الى "أننا نرى أن الأوضاع في المخيّم ليست خطيرة الى هذه الدرجة، فالأحداث التي تجري داخله لا تقلّ عمّا يحدث خارجه".