القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 30 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مدرسة «شعب البطم».. عندما «يهدم الاحتلال» المستقبل

مدرسة «شعب البطم».. عندما «يهدم الاحتلال» المستقبل


الإثنين، 07 أيلول، 2015

في الضفة الغربية كل شيء بات مستباحا، حتى مدارس الأطفال ورياضهم تحولت إلى أماكن استهداف من قوات الاحتلال التي لم تتوان عن تسليم إخطار بالهدم لمدرسة قرية "شعب البطم" الابتدائية شرق بلدة يطا جنوب مدينة الخليل.

أطفال يجلسون على مقاعد الدراسة، بحثا عن المستقبل، إلا أن الاحتلال وممارساته كانت أسرع من آمالهم المستقبلية؛ عندما أقدمت على اقتحام المدرسة، وتسليم إدراتها إخطارًا لوقف التدريس فيها تمهيدا للهدم.

ترهيب الطلاب

يقول مدير المدرسة محمد جبر النواجعة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن قوات الاحتلال داهمت المدرسة أثناء فترة الاستراحة الصباحية للطلبة بواسطة آلية عسكرية، وقام الجنود بعتادهم وأسلحتهم باقتحامها وتسليم إخطار وقف العمل فيها، حيث شمل ذلك الكرفانات المتنقلة والساحة المشيدة من الأسمنت والسياج والسلسلة الحجرية المحيطة بها.

ويشير النواجعة إلى أن عملية المداهمة والاقتحام بهذا العدد من الجنود والأسلحة خلّف حالة من الترهيب والتخويف لدى الطلبة الذين لا تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، حيث إن المدرسة تضم الصفوف الابتدائية من الأول إلى الخامس.

ويوضح المدير بأن إخطار وقف العمل يمتد حتى السادس عشر من شهر أيلول الحالي، لافتا إلى أن المدرسة ستحاول تقديم الأوراق الثبوتية، وأنها مشيدة على قطعة أرض تعود لأحد سكان شعب البطم الذي تنازل عنها لمديرية التربية والتعليم، وتبلغ مساحتها دونمين، ويدرس فيها أكثر من 30 طالبا.

ويضيف: "هذه المدرسة شيدت بتبرع من الاتحاد الأوروبي لسكان المنطقة، وبدأ العمل فيها في الفصل الدراسي الجديد الحالي بتاريخ 24-8-2015 كي تسهل تنقل الطلبة الذين كانوا يضطرون للدراسة في قرى أخرى مجاورة والسير على الأقدام مسافات طويلة".

ويعرب النواجعة عن تخوفه من تهديد الحياة التعليمية لطلبة القرية وانعدام الأمان لديهم، وهو الأمر الخطير الذي يؤثر على حياتهم التعليمية التي يجب أن تكون هادئة، مؤكدًا أن الاحتلال من الممكن أن يهدمها لأنه لا يتوانى عن هدم منازل الفلسطينيين في مسافر يطا.

ويتابع: "هذا كله لا يعني أننا سنسمح للاحتلال أن ينفذ أوامره وإخطاراته لأن كل منازلنا مخطرة بالهدم، ولو استجبنا له بالرحيل لرحلنا جميعا عن أراضينا، ولكن لدينا قرار أن لا نترك أرضنا، وألا نتخلى عنها مهما حدث وأن نعيد بناء المنازل إن تم هدمها".

على المحك

بدوره يقول منسق لجان مقاومة الاستيطان شرق يطا راتب الجبور لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن المدرسة تم تأسيسها لتوفير الوقت والتعب على طلبة المدارس في القرية والذين كانوا يجبرون على السير لمسافة تتجاوز خمسة كيلومترات للوصول إلى أقرب مدرسة بين قريتي سوسيا والتواني، ولكن الاحتلال لم ترق له هذه الفكرة فأخطرها بالهدم ووقف البناء.

ويؤكد الجبور بأنها ليست المدرسة الأولى التي يتم إخطارها بالهدم؛ فكان الاحتلال أخطر مدرسة المجاز الأساسية ومدرسة الدقيقة لمضارب البدو شرق يطا، كما أنه قام بإخطار مدرسة سوسيا وغيرها من المدارس التي تخدم أهالي شرق يطا بسبب النقص الحاد في المدارس والمؤسسات التعليمية.

ويبين بأن الاعتداءات التي تتعرض لها المسيرة التعليمية لا تقتصر على هذا الأمر؛ بل إن المعلمين يتعرضون للاحتجاز بين مسافر يطا خلال تنقلهم وتوجههم إلى مدارسهم أو العودة منها، كما أنهم يتعرضون للتفتيش، والطلبة يتعرضون للملاحقة من قطعان المستوطنين، لافتا إلى أن طلبة قرية شعب البطم في المراحل الإعدادية والثانوية يضطرون للذهاب إلى مدارس مجاورة والسير مسافات طويلة بدل أن يقطعوا الطريق الالتفافي المختصر بسبب تواجد المستوطنين بشكل دائم والاعتداء عليهم.

ويضيف: "المدارس كلها في مسافر يطا تتعرض للمداهمات بين الفينة والأخرى خلال أيام العام الدراسي بشكل متعمد، ويقوم الجنود بتصويرها وترهيب الطلبة وكل ذلك من أجل عملية تجهيل متعمدة".

ويقول الجبور إن كل هذه الأمور تؤثر على الطلبة، خاصة وأن الاحتلال قام العام الماضي بجلب الآليات والجرافات العسكرية إلى جانب إحدى المدارس، وشرع بعمليات هدم، وهو ما أثر على نفسية الطلبة، كما أنه يقوم بتخصيص أماكن مجاورة للمدارس للتدريبات العسكرية وإطلاق القذائف وغيرها من الأسلحة الثقيلة ما يرعب الطلبة وخاصة الصغار منهم، وكل ذلك لا يعدّ ضمن حياة أكاديمية آمنة.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام