مساجد غزة..
اعتكاف تمتزج به الذكريات والدعوات
الإثنين، 13 تموز، 2015
لم يكن بوسع أهالي قطاع
غزة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، إلا أن يؤدوا فرضهم ثم ينطلقوا مسرعين إلى بيوتهم
وذلك لما كانت تشكله الحرب الصهيونية من قلقٍ وخوف بالتزامن مع الليالي العشر الأواخر
من شهر رمضان والتي تشهد تدافع الغزيين إلى المسجد لأداء سنة الاعتكاف.
هذا الحرمان كان له أثره
الواضح في نفوس الناس الذين لم يكن بوسع الكثير منهم إلا أداء صلاة المغرب والاكتفاء
بأداء صلاة التراويح في بيته، ومنهم من جازف وخرج على عجلٍ لأداء صلاة التراويح وكأنه
صلاة الخوف، ليعود إلى الاعتكاف بصحبة أهله وذويه.
فقدان الأحبة
بحزنٍ عميق ودمعةٍ ترقرقت
في عين الشاب حامد وهو يستذكر كيف كان يؤدي صلاة القيام والاعتكاف مع أصدقاءه وأبناء
مسجده، إلا أنهم الآن "باتوا هم في اعتكافهم الأبدي، ورحلوا عن هذه الدنيا تاركين
خلفهم حملاً ثقيلاً".
ويضيف في حديثه لمراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام"، "الاعتكاف هذا العام له نكهة خاصةٍ مختلفة
حيث نعيشه بطعم الحرمان من الأحبة، لكننا نتضرع إلى الله بأن يعوضنا خيراً عمن فقدناه
من أحبة وجيران".
مساجد حزينة
حزينة هي أصوات مآذن حي
الشجاعية حينما تنادي بأصواتها "حي الصلاة .. حي الفلاح" ولا يجيبها أولئك
الرجال الذين كانوا يقيمون الليالي العشر بأكملها في اعتكافات مغلقة.
يقول أحد المجاهدين لمراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام" إنه يفتقد أصدقاءه المجاهدين الذين كانوا في
مثل هذه الأيام يقودون صد الهجوم البربري عن أبناء شعبنا حتى لاقوا ربهم وهم على تلك
الحال، سائلين الله أن يتقبلهم.
وكما تشكو المساجد غياب
أصوات الدعاة المجاهدين فإنها تشكو أصوات العابدين الذين رحلوا قصراً عن حيهم الشجاعية
بعد أن دمرت الاحتلال بيوتهم في مجزرة لا تغيب عن ناظر المعتكفين وهم يبتهلون إلى الله
أن "حسبنا الله ونعم الوكيل".
مساجد مدمرة
وعلى ذات الحال اشتكى الناس
من غياب مساجدهم بعد أن كانوا قد عمروها طوال السنوات الماضية، في حين أنهم لم يجدوا
الآن لهم مسجداً يؤويهم بين جنابته لعلهم يتضرعون إلى الله.
فقد عبّر محمود الدحدوح
عن حزنه العميق لما لحق بمسجده "الإمام الشافعي" بحي الزيتون من دمار.
ويضيف في حديثه لمراسل
"المركز الفلسطيني للإعلام"، "مسجد الإمام الشافعي هو أكبر وأشهر مساجد
قطاع غزة ويرتاده المئات من سكان الحي وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان".
وأشار إلى أن إدارة المسجد
لم تتوان عن إقامة مصلى من النايلون على أنقاض المسجد المدمر حتى لا ينقطع الناس عن
صلاتهم.
ووفق إحصائية وزارة الأوقاف
والشئون الدينية فقد دمر الاحتلال (64) مسجداً تدميراً كلياً خلال حرب عام 2014، فيما لحق بـ(150) مسجداً آخر أضراراً جزئية متفاوتة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام