القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

مستشفى «بلسم» في أزمة، ومديرها يلوم «الأونروا».. فهل حقاً سيغلقونها؟

مستشفى «بلسم» في أزمة، ومديرها يلوم «الأونروا».. فهل حقاً سيغلقونها؟
 
مريم الحاج موسى
خاص - لاجئ نت، صور

تعتبر مستشفى «بلسم» الواقعة في مخيم الرشيدية من من مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تقوم المستشفى بتقديم الخدمات الطبية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات صور، ولكل من يقصدها مهما كانت جنسيته.

تمرّ المستشفى حالياً بأزمة مالية أثّرت عليها بشكل أساسي، وسمحت بتداول االشائعات بين الناس. فقمنا في شبكة «لاجئ نت» بزيارة المستشفى لتسليط الضوء على واقعها والتأكد من صحة ما يشاع حول إقفالها، فكان لنا حديث مع مديرها الدكتور عبد عنتر الذي أكد قبل كل شيء أن ما يقال عن إقفال «بلسم» مجرد شائعة لا أكثر وليس لها أساس من الصحة، وليس هناك أي تلميح بذلك، ولا أحد مخول في لبنان باتخاذ هكذا قرار غير قيادة الهلال الموجودة في رام الله.

وحول الأسباب التي ساهمت في ظهور أزمة المستشفى قال عنتر: إن ما تعيشه «بلسم» حالياً يعود بشكل عام للضائقة المالية التي تمرّ بها السلطة الفلسطينية في الداخل، والتي أثرت على الإيرادات الداعمة للمستشفى وعلى موازنتها، ما أدى إلى عجز مالي عندنا منعنا من تسديد بعض المستحقات وخاصة مستحقات المحروقات التي زادت بشكل كبير بعد مشكلة الكهرباء الدائمة الانقطاع، فامتنعت محطة الوقود الأساسية من تزويدنا به.

واشتكى عنتر من قلة تحاويل الأونروا إلى «بلسم»، فمعظمها تكون للمستشفيات الخاصة بالاتفاق مع المرضى «مع أننا نقدم خدمات طبية جيدة جداً ولدينا أجهزة حديثة، وكثيراً ما نتعامل مع نفس الأطباء، وحتى لو حوّلت الأونروا إلينا، يكون لمرضى يرفضون دفع ما عليهم مع أنه مبلغ زهيد ورمزي».

في هذا الإطار، أوضح لنا مصدر مسؤول في مخيم الرشيدية بأن بعض اللاجئين الفلسطينيين في المخيم يعتقدون «أن المستشفى ملك لهم وعليها تقديم الخدمات مجاناً، لذلك يمتنع معظمهم عن تسديد المستحقات والرسوم».

وأضاف المصدر «أن الأنروا تتعاقد مع «بلسم» ومستشفيات أخرى خاصة، ولكن ما تدفعه لبلسم لقاء خدماتها هو نصف ما تدفعه للمستشفيات الخاصة، مثلاً إذا دفعت لمستشفى «حيرام» 225 ألف ليرة تدفع لبلسم 125 ألف ليرة، وبذلك تكون تكلفة «بلسم» أعلى من إيراداتها. كل هذا ساهم في خلق أزمة مادية.

وطالب كل من مدير المستشفى والمصدر المسؤول الأونروا بتحسين شروط التعاقد مع «بلسم» أسوة بالمستشفيات الخاصة، كي تستطيع الاستمرار بـأداء عملها بسهولة ويسر دون توقف. كما طالب المصدر الضمان الصحي الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية بتسديد المستحقات التي عليه لصالح المستشفى، والتي تصل إلى أكثر من أربعين مليون ليرة لبنانية، لإخراجها من أزمتها.

أما بخصوص إيجابيات المستشفى وسلبيات إقفالها كان لنا لقاء مع المرضى الذين برزت حاجتهم الماسة لها. يقول كامل مشعل «في حالات الطوارئ مستشفى بلسم مثل الأم الحنون، تستقبلنا حتى لو لم نكن نملك المال، وهذا مستحيل أن تجده في أي مستشفى أخرى. جربت التعامل مع مستشفى أخرى فكان صعباً جداً بدّك واسطة لتحكي مع الدكتور ونجد فيها سوء معاملة لنا خاصة لأننا فلسطينيون لكن في مستشفى بلسم أجد راحتي والعناية بكل حب».

محمود أسعد قاسم، وهو مريض في السبعينات من عمره، أثنى على أداء المشفى وطاقمها وتمنى أن يستمر وجودها لأن «شعبنا ليس بغنى عنها».

إذاً، الكل يحاول إطلاق صرخة لدعم مستشفى « بلسم» إلى المجتمع المحلي، ومؤسسات المجتمع المدني، واللجان الشعبية والمحلية والفصائل الفلسطينية، تدعوها لمساندة المستشفى ودعمها فهي حاجة ملحة للاجئين الفلسطينيين وبلسم -ولو كان طفيفا- لآلام شعبنا في مخيمات صور.