«مشروع تحسين مخيم الرشيدية».. هذا هو المخطط فكيف سيكون التنفيذ؟
الجمعة، 16 تشرين الثاني، 2012
مريم الحاج موسى/ خاص «لاجئ نت»
أينما وُجد الفلسطينيون في مخيمات الشتات في لبنان فهم يعيشون تحت وطأة ظروف قاهرة، وأنهم بأمسّ الحاجة إلى المساعدة والدعم المادي والمعنوي بعدما تخلى الكثيرون عنهم وتهربوا من تحمل مسؤوليتهم، مع أن جلّ ما يطلبه الفلسطينيون حياةً كريمة إلى حين عودتهم إلى أرضهم فلسطين.
وعود كثيرة انتظرها اللاجئون تعد بتحسين الحال لكنها بقيت وعوداً. اليوم يدور الحديث بين اللاجئين الفلسطينين في مخيم الرشيدية عن وعود بتحسين المخيم، وهو ما يطلق عليه «مشروع لجنة تحسين المخيم». فما مدى صدقية هذا المشروع؟ ما أهدافه؟ من الممول؟ ولماذا مخيم الرشيدية بالتحديد؟
أسئلة أخرى تطرح نفسها، وللإجابة عنها كان لنا حديث مع مسؤول اللجان الأهلية في منطقة صور الأستاذ محمد الشولي، والمسؤولة عن وضع خطط المشروع المهندسة المعمارية لينا أبو رسلان.
الشولي: منفعة على المخيم
استهل مسؤول اللجان الأهلية في منطقة صور الأستاذ محمد الشولي حديثه عن «مشروع لجنة تحسين المخيم» بأنه مشروعٌ يهدف إلى تطوير وتحسين المخيم على كافة الأصعدة البنيوية والاقتصادية والاجتماعية، إذ إنه سيعمل على بناء شبكة صرف صحي، وتأهيل شبكة المياه، وتأهيل المنازل وإعادة إعمار البعض، وبناء سدّ بحري لحماية المنازل، وتأهيل الطرقات وإنارتها، وإنشاء نقطة لتجميع النفايات تكون بعيدة عن المناطق السكنية، وقال «إذا أُنجزت هذه المشاريع أعتقد أنها ستعود بمنفعة كبيرة على المخيم وعلى سكانه الذين يُعانون من جراء الخلل الكبير الحاصل فيه وخاصة في البنى التحتية».
وعن ممول هذا المشروع أفاد الشولي «هناك جهة واحدة حتى الآن تمول هذا المشروع هو البنك الألماني للتنمية KFW. أما عن اختيار مخيم الرشيدية بالتحديد لتنفيذ هذا المشروع فيه فقال الشولي «إن البنك الألماني سيموّل مشروعين؛ أحدهما في لبنان والآخر في الأردن. وفي لبنان تم اختيار المخيم بناءً على قرعة فكان للرشيدية نصيبٌ فيه».
وأشار الشولي إلى أن «مشروع لجنة تحسين المخيم» ما زال قيد التخطيط، فكل مشروع له خطة مدروسة سيتم التنفيذ على أساسها. باستثناء مشروع التخلص من النفايات وإبعادها عن المناطق السكنية وخاصة عن مدرسة «عين العسل»، فسيتم تنفيذه في الأيام القليلة المقبلة إن شاء الله».
بدورها المهندسة المسؤولة عن التخطيط لينا أبو رسلان قالت: «إن مشروع لجنة تحسين المخيم هو الأول من نوعه في تاريخ مخيم الرشيدية، وفكرة جديدة بدأت في شهر شباط وستطبق لأول مرة في المخيم».
أبورسلان: وفق رؤية وتشاور
نفت أبو رسلان أن يكون اختيار مخيم الرشيدية دون المخيمات الأخرى لتنفيذ المشروع فيه بناءً على قرعة، وأوضحت «لقد تم تقييم كافة المخيمات استناداً إلى مؤشرات محددة وكان لهذا المخيم الأولوية، إذ إنه المخيم الوحيد الذي يفتقر إلى شبكة صرف صحي، وأوضاعه الاقتصادية سيئة جداً».
وتابعت «الجميل والمميز في المشروع أن لديه رؤية مستقبلية وخطة مستديمة تنظر إلى تحسين كل خلل في المخيم، خطة منظمة وليست عشوائية، وضعت بمشاركة فعاليات كثيرة منها الأونروا ممثلة بمدير المشروع سمير ديب مع طاقم هندسي، ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، واللجان الشعبية والأهلية، ومؤسسة بيت أطفال الصمود، والنجدة الشعبية، ومؤسسة نبع، واتحاد المرأة، وبعض أهالي المخيم حيث كان هناك عشر جلسات حوار ونقاش بينهم انتهت بتحديد حاجات المخيم وترتيبها حسب الأولويات».
واصلت أبو رسلان قائلة «إن إقامة شبكة صرف صحي وإعادة تأهيل وإعمار المنازل (250 منزلاً) حددوا من الأولويات، وتمويلهم بات في الأيدي ويبلغ 5 مليون دولار، بدأنا بتحديد المنازل التي سيعاد تأهيلها ووضعت خطة لإنشاء شبكة الصرف الصحي، إنما التنفيذ مرتبط ببدء العمل بشبكة الصرف الصحي الخاصة ببلدية صور.. كما مُوِّل مشروع التخلص من مكب النفايات بكلفة 17 ألف دولار تقريباً كلٌّ من KFW الألمانية وSDC السويسرية، وسيتم نقله إلى الطرف الشمالي من المخيم بعيداً عن المناطق السكانية».
هل ينجح؟
إذاً، هذا هو «مشروع لجنة تحسين المخيم»، مشروع يبدو أنه يحمل خيراً الى مخيم الرشيدية، يعلم به معظم سكانه ومتحمسون لفكرته الجديدة، آملين أن يجري تنفيذه بحرفيته، لعلّه يخفف من صعوبة الحياة في شتاتهم المظلم.