القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

معبر رفح.. "للأموات فقط"

معبر رفح.. "للأموات فقط"


الثلاثاء، 31 آذار، 2015

قررت السلطات المصرية اليوم وبشكل مفاجئ، فتح معبر رفح لإدخال سيدة فلسطينية توفيت في الأراضي المصرية.

وأبلغت السلطات المصرية الجانب الفلسطيني فتح بوابة المعبر لإدخال جثة المواطنة "‏تغريد الديري" ومن ثم أعاد إغلاقها مجددًا.

القرار المفاجئ دفع الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من غاية فتحه استثنائيا، والبعض الآخر دفع به الواقع لتمني الموت من أجل العودة إلى قطاع غزة ولو على الاكتاف.

وتساءل أحد الطلبة العالقين في جمهورية مصر العربية مذ أنهى دراسة الطب قبل اشهر: "هل أصبح من الواجب علينا تمني الموت حتى نعود إلى بلادنا (..)، والله حرام".

وأكمل الخريج الذي فضل عدم الكشف عن اسمه –حتى لا يمنع من السفر: "إذا كانت الوسيلة الوحيدة للعودة إلى غزة الموت، فيا رب نموت، لأننا نعيش كأننا أموات بعيدا عن بلدنا وأهلنا وأحبابنا".

وكانت السلطات المصرية قد فتحت معبر رفح أيضا بشكل استثنائي بداية الشهر الحالي لإدخال جثتين من سكان قطاع غزة، وذلك بعد إغلاق للمعبر بشكل كامل دام 40 يوما في حينها، في حين لم يحالف الحظ أيضا بعض الأموات من الدخول إلى غزة وتم دفنهم في مصر.

ويعاني سكان قطاع غزة والعالقون من أزمة إغلاق المعبر منذ أكثر من عام ونصف، فهناك أعداد كبيرة من المواطنين بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج أو الدراسة، يزيد عددهم عن 30 ألف مواطن.

وقالت هيئة المعابر والحدود بوزارة الداخلية والأمن الوطني في إحصاءاتها السنوية لعام 2014 إن معبر رفح تم إغلاقه لمدة 241 يومًا على مدار العام، ما نسبته 66% من عدد أيام السنة.

وبينت الهيئة أن السلطات المصرية فتحت بوابة المعبر خلال العام المنصرم 125 يوما فقط، من بينها أيام خاصة لسفر المعتمرين والحجاج، والتي تتوقف فيها مغادرة المسافرين من أصحاب الحالات الإنسانية والمرضى، فضلا عن أيام فتح المعبر خلال العدوان لمدة 51 يوما لخروج المصابين وحملة الجوازات المصرية والأجنبية فقط.

ولا يعمل معبر رفح البري بالشكل المطلوب كأي معبر بين دولتين، وتعتبر حركة السفر محدودة جداً، ويبلغ متوسط أعداد المسافرين في اليوم الواحد 440 مسافرا، مما يفاقم أزمة السفر وتنقل المواطنين.

ماهر أبو صبحة مدير هيئة المعابر والحدود في قطاع غزة، قال إن السلطات المصرية سمحت اليوم بإدخال جثة على فراش الموت إلى غزة، في الوقت الذي تغلق فيه المعبر مانعة دخول المرضى والطلبة المحتاجين للسفر من القطاع وإليه.

وأكد أبو صبحة في حديث لـ"الرسالة نت"، أن الاتصالات لا تنقطع مع الجانب المصري وما زالت مستمرة لفتحه للحالات الانسانية والطلبة على أقل تقدير، مبينا أن هناك وعودات لفتحه لكن دون تطبيق على أمر الواقع حتى اللحظة.

وترددت بداية الشهر الحالي معلومات تفيد بوجود وساطة من حركة الجهاد الإسلامي لفتح معبر رفح بشكل أسبوعي، لكن سرعان ما تم نفيها والتأكيد على أنه لا يوجد أي جديد بخصوص المعبر. وكل ما حدث في حينها أنه جرى فتح المعبر لثلاثة أيام فقط بداية الشهر الحالي ومن ثم أعادت السلطات المصرية إغلاقه حتى صياغة هذا النص.

واتهم أبو صبحة في تصريح سابق عباس بتعطيل فتح معبر رفح البري المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة، مشيرا إلى أن الرئيس لا توجد لديه إرادة لتسلم المعابر.

وفي السياق، طالبت حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد الله في أكثر من مناسبة بضرورة تسليم المعابر لها، وكان آخرها بعد زيارة الحمد الله إلى غزة قبل أيام، الذي طالب بشكل مباشر تسليم حركة حماس للمعابر حتى يتسنى للحكومة العمل فيها، في الوقت الذي تؤكد فيه حماس على موافقتها التسليم مع ضرورة العمل المشترك فيها.

وبين الحين والآخر تخرج التصريحات من قيادات فلسطينية تدعوا للتفاؤل بفتح معبر رفح في القريب، لكن لا شيء عملي على أرض الواقع.

وإزاء ذلك، يبقى المؤكد هو فتح معبر رفح للأموات ليزوروا ذويهم الأحياء في قطاع غزة، وبقاء الأحياء ينتظرون الموت ليتنسى لهم الزيارة "إن قدّر الله لهم ذلك".

المصدر: الرسالة نت