من خيال أطفال «كنفاني» ولدت تلك اللوحات
الخميس، 30 حزيران، 2011
على مدخل قاعة الفنون التابعة لمؤسسة «غسان كنفاني الثقافي»، ينتظر الأطفال الثلاثة عمر ومحمد وأحمد، زوارهم، وهم بكامل أناقتهم، فالمناسبة خاصة جدًا بالنسبة إليهم. هناك، وقفوا معاً لاستقبال زوار معرض رسومهم، الذي تنظمه المؤسسة سنويًا، وكانوا قد سبقوا أترابهم إلى المكان، كي لا يفوتوا فرصة استقبال الجمهور، في أول أيام المعرض، عند العاشرة والنصف من صباح أمس. والمشهد في قاعة الفنون في مخيم مار الياس، انسحب على قاعات المؤسسة في مخيمات برج البراجنة، وعين الحلوة، والرشيدية، والبداوي، ونهر البارد، ويشارك فيه أطفال الصف التمهيدي الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات. ولكل معرض عنوانه ومضمونه الخاص، إلا أن جميعها توحدت تحت عنوان «فلسطين والنكبة»، فأنتج أطفال المؤسسة اللوحات التي عُرضت للبيع.
وتلفت مديرة المؤسسة آني كنفاني «السفير»، إلى أن «أطفال المخيمات لا يجدون مكاناً ليلعبوا فيه داخل أزقة المخيم، فيلجأون الى هواية الرسم ليبدعوا عبرها». وتشيد كنفاني بـ«التميّز الذي أبداه هؤلاء الأطفال في لوحاتهم، وقد اختاروا بأنفسهم بعض المواضيع الحرة التي قرروا أن يعبروا عنها». وتعتبر أنه «يجب على الطفل استعمال كل قدراته للاستفادة منها في نشاطات مختلفة، فلا يجب عليه فقط تعلّم القراءة والكتابة». وبرأيها، «يتعلم الأطفال من المعرض حب التعاون ضمن عمل المجموعات، لاكتشاف مواهبهم منذ الصغر، خصوصًا أنهم يحتاجون فقط إلى الأدوات كي يبدعوا». بدورها، تشرح معلمة الفنون في مخيم مار الياس خديجة طه أن «الأطفال يشاركون في صفوف الرسم منذ بداية العام، ويستعملون لإعداد لوحاتهم ألوان التلوين، والشمع، والمجحف، والدهان، والريش». وتؤكد أن «للأطفال خيالاً واسعاً يظهر في عملية تقسيمهم لطريقة عملهم». وعن مضمون اللوحات التي عرضت في مار الياس، تشرح طه أن من بينها «وجوهاً اختارها الأطفال، تمثل أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى رسم موضوع حر، وترجمة الحنين إلى فلسطين». وبرأيها، أكثر اللوحات تميزًا في المكان كانت تلك التي حملت عنوان «عالقدس راجعين»، التي تظهر الفلسطيني وهو يدور حول القدس ليعود إليها في نهاية المطاف. يستمر المعرض حتى الثاني عشر من تموز المقبل، ويفتح أبوابه في مختلف المخيمات من العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءً، ومن الرابعة عصرًا حتى السادسة مساء، ما عدا أيام الأحد.
المصدر:السفير