صور، لاجئ نت || الجمعة، 25 تموز 2025 

في لفتة إنسانية ووطنية مؤثرة، أعلن الشاب الفلسطيني منذر بهاني، المقيم في مخيم برج الشمالي بمدينة صور جنوب لبنان، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام منذ خمسة أيام. يأتي هذا الإضراب كشكل من أشكال التضامن الصارخ مع أهالي قطاع غزة، الذين يواجهون خطر المجاعة المحدق تحت وطأة الحصار.

صرخة من جسد يواجه الصمت الدولي

في تصريح صحفي، أوضح بهاني أن إضرابه يمثل رد فعل مباشر على الصمت الدولي المطبق تجاه المأساة المستمرة في غزة. وأكد بشدة أنه "لن ينهي الإضراب إلا عندما يُرفع شبح الجوع عن أطفال وأهالي القطاع المحاصر". وأضاف أن مبادرته هذه ما هي إلا "صرخة من لا يملك إلا جسده سلاحًا، ورسالة ألم نيابة عن المحرومين من الخبز والدواء والكرامة". خلال إضرابه، يكتفي بهاني بتناول السوائل فقط، في رمزية مؤلمة لحرمان سكان غزة.

رسالة من الشتات: "الجوع واحد"

تكتسب مبادرة بهاني بعدًا رمزيًا وإنسانيًا عميقًا، كونها تنطلق من لاجئ فلسطيني في لبنان يشارك أبناء شعبه في غزة المعاناة ذاتها، رغم المسافة الجغرافية. يقول بهاني: "الجوع واحد، والقهر واحد، سواء خلف الجدران أو خلف الأسلاك". هذه الكلمات تلخص شعور الوحدة في المصير الذي يربط بين الفلسطينيين في الشتات والداخل. وقد حظيت مبادرته بتفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

غزة على حافة كارثة إنسانية ودعوة للتحرك

يأتي إضراب بهاني في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من خطر مجاعة وشيكة تهدد مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة. القطاع يعاني من شح شديد في الغذاء، الدواء، والماء، بالتزامن مع استمرار العدوان والحصار. ورغم أن منظمات أممية عديدة قد دقت ناقوس الخطر مرارًا وتكرارًا، لم يتبع ذلك تحرك دولي جاد لوقف الأزمة.

تُعد مبادرة منذر بهاني من أبرز التحركات الفردية الرمزية في الشتات الفلسطيني لدعم غزة، وتأتي وسط دعوات متزايدة لتوسيع دائرة التضامن الشعبي والإعلامي، والضغط على المؤسسات الدولية لكسر الحصار.

من خيمة لجوء في صور إلى خندق نضال صامت، يطلق هذا الشاب الفلسطيني صوته عبر جسده، ليُذكّر العالم بأن غزة لا تجوع وحدها، وأن الصمت لم يعد خيارًا مقبولًا أمام جريمة التجويع الممنهج.