القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

من قاموس العدوان.. الجعبري في عيون أهالي الضفة

من قاموس العدوان.. الجعبري في عيون أهالي الضفة


الضفة المحتلة- الرسالة نت

لم يكن ارتقاء روحه مجرد حدث عابر، فكأنه رجل يملأ القرآن قلبه ويمشي واثقا بنصر خالقه ويحبه الله فأنزل محبته في قلوب كل الفلسطينيين.. الكثيرون لم يصدقوا الخبر وتمنوا لو أنه يحذف فورا وكأنه لم يكن، ولكن أمنية الشهادة تحققت ورحل تاركا الغصة في قلوبهم.

دعوات له بالرحمة ولعنات على المحتل ودموع تتساقط من مقل الرجال، هكذا كان المشهد في معظم منازل أهالي الضفة حين ملأت شاشاتِ التلفزة صورتُه وهو شهيد مسجى تتناثر دماؤه فوق ثرى طالما أحبه.

"يا جعبري يا حبيب بدنا تولّع تل أبيب".. هكذا صدحت الحناجر فور أن نفذ المحتل حماقته باغتيال رئيس أركان كتائب القسام، ولعل رام الله المكبلة بقيود التنسيق الأمني والاحتلال على حد سواء كانت أول المدن التي خرج أهلها يهتفون لروحه الطاهرة ويتمنون أن تتحول تلك الغارة إلى غارات على تل أبيب المحتلة.

ويقول الشاب أسعد عطية الذي خرج إلى دوار المنارة وسط المدينة فور تناقل خبر استشهاد الجعبري لـ"الرسالة نت" إن خبر الاغتيال نزل كالصاعقة عليه ولم يصدقه في البداية وظن أن وسائل الإعلام تناقلت الخبر عن طريق الخطأ، مبينا بأنه عندما تأكد الخبر تساقطت دموعه دون وعي وإرادة.

ويضيف:" كان الجعبري بالنسبة لنا شخصا فريدا لا يمكن للاحتلال أن يعرف طريقه، وكان اغتياله مستحيلا في قواميسنا، ولكننا تناسينا للحظات بأن هذه هي أمنيته وهذا كان عزاؤنا الوحيد فنسأل له الرحمة والقبول ونتمنى أن نلتقيه في الجنة فلم يكتب لنا أن نلقاه على الأرض".

أما الشاب عمر الأخرس من المدينة ذاتها فيعتبر بأن الجعبري كان رجلا بأمة، وأن جريمة اغتياله ليست أقل إيلاما من اغتيال الشهيد عبد العزيز الرنتيسي الذي كان يحظى هو الآخر بمحبة غير طبيعية في أوساط الفلسطينيين.

ويتابع لـ"الرسالة نت":" منذ اللحظة الأولى لنبأ استشهاد القائد أحمد الجعبري عرفت أن هذا الرجل دماؤه طاهرة وأن ثمة معادلة سياسية ستتغير في المنطقة ردا على اغتياله، فكان أن وصل صاروخ القسام إلى القدس المحتلة كما تل الربيع.

واعتبر أن ذلك شكّل نقطة تحول لدى المقاومة التي لقنت الاحتلال درسا بالصواريخ بعد أن أدبه الاستشهاديون من الضفة الغربية.

ويؤكد الأخرس بأن اغتيال الجعبري يعتبر خسارة ولكن دمه يضيء سراج المقاومة، فلولا استشهاد الشيخ عز الدين القسام لما رأيتم الكتائب.

ولعل المشهد الأبرز الذي زين مدن الضفة هو أن صور الجعبري كانت ترفع ليس فقط بأيدي أبناء حماس، فأنصار الفصائل الأخرى رفعوا صوره وحزنوا لاغتياله لما له من محبة في قلوب كل فلسطيني باختلاف انتماءاتهم، فهو الذي شكل جيشا قويا قادرا على دحر المحتل.

أما الصورة الأخرى فانعكست في منازل الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار التي أشرف الشهيد على تنفيذها، عبرات وحزن خيم عليهم في اللحظة الأولى حتى عرفوا بأن الشهادة هي أمنيته الوحيدة بعد أن حقق كل ما كان يحلم به من تحرير للأسرى وأداء فريضة الحج.

"يا جعبري ارتاح ارتاح.. واحنا نكمل الكفاح".. هذا كان الشعار الذي هتفت به الحناجر في الضفة بعد إعلان انتصار المقاومة إيذانا ببدء مرحلة جديدة تضخ دماء الجعبري فيها روحا مقاومة أقوى وأصلب إرادة.