القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

تقارير إخبارية

موسم الزيتون في الجليل تراجع بالمحصول وصراع وجود

موسم الزيتون في الجليل تراجع بالمحصول وصراع وجود

/cms/assets/Gallery/1515/20141013141256.jpg

عرب 48/ توفيق عبد الفتاح : كانت ولا زالت شجرة الزيتون تشكل رمزا لدى الفلسطينيين كما هو طعمها، وذلك رغم أنها لا تشكل مصدرا للمعيشة لاسيما بعد مصادرة معظم الأراضي العربية والتضييق على السكان وعزوف الجيل الجديد والنشء عن الزراعة والتواصل مع ما تبقى من أرض وانخراطهم بالحياة "المدنية".

ورغم حصار الزراعة وتراجع مسطحات الراضي المزروعة بالزيتون وانعدام الجدوى الاقتصادية من محاصيل الزيتون، إلا أن هناك أجيال وقطاعات اجتماعية واسعة من المجتمع العربي تصر على التمسك بالمكانة الرمزية والمعيشية لشجرة رسخت في وجدان الأرض برسوخ الفلسطينيين على أرضهم.

لكن الصراع على الأرض يعيق ويجعل المحاصيل على هامش الاقتصاد، بالمقابل، الكثير من العائلات ما زالت تتمسك في شجرة الزيتون كمصدر للاستهلاك المنزلي وما تحمله من دلالات تراثية وثقافية في حياة الشعب الفلسطيني.

هناك علاقة مع الأرض ونكهة خاصة لموسم الزينون

ولرصد ملامح الموسم قام مراسل موقع عرب 48 بجولة ميدانية في سهول طمرة وعبلين، ورصد من خلالها الأجواء العائلية التي ترافق موسم قطف الزيتون، وما يحمله الموسم من معاني اجتماعية وعادات وتقاليد وموروث حضاري يرافق العائلة في الأرض وحتى المعاصر.

وأفتتح عزات الحاج موسم قطف الزيتون هذا الاسبوع بمزيج من الفرح والاسى، إذ يحمل لديه الكثير من ذكريات الماضي والمعاني، وذلك رغم صعوبة جني الثمار ، ويؤكد أن التعامل مع الموسم يحمل له معاني كبيرة مع لقاء العائلة والعمل سويا في أحضان الكروم والطبيعة والخلود إليها للهروب قليلا من ضجيج الحياة العصرية.

وأضاف الحاج: "هناك علاقة مع الأرض ونكهة خاصة لموسم الزينون، فرائحة الزيت المنبعثة خلال القطاف هي من رائحة الارض التي شربت من عرق الآباء والأجداد، فهناك علاقة وجدانية أخرى، لقد كانت في زمن الآباء تشكل مصدرا للاستهلاك العائلي والعيش وتربية الأولاد وتعليمهم، فهي كانت بمثابة المصدر الوحيد للعيش".

وحول مشاركة الأبناء بالعمل في الحقل وجني ثمار الزيتون قال: "أشعر بالمرارة وأخاف على مستقبل الأرض، الأبناء يعملون كل في مجاله وليس لديهم الوقت وليس لديهم العلاقة كما جيلي بهذه الأرض، لذلك أضطر أحيانا لجلب عمال أجيرين وهذا أيضا يزيد من المصاريف ويجعل الموسم مجرد تعاطي مع هذا الحنين وهذه العلاقة مع ارضنا وماضينا الجميل".

وعن جودة المحصول قال: " ليس كما يجب، لكنه أفضل من السنة الماضية رغم أن هناك العديد من الأمراض التي تصيب شجرة الزيتون ويصعب مكافحتها".

لشجرة الزيتون قدسية ومكانة لا تضاهيها أي شجرة او أي محصول زراعي

أما محمد خطيب الذي لا يملك سوى كرم صغير في محيط بلدة عبلين، يرى أن لشجرة الزيتون قدسية ومكانة لا تضاهيها أي شجرة او أي محصول زراعي، ويولي خطيب أهمية بالغة لموسم الزيتون، قائلا: "هذه شجرة مباركة وفي كل موسم أطلب اجازة من عملي لأخرج من الروتين وهموم هذا العصر لأعمل مع عائلتي الصغيرة لجني محصول قليل لكنه ممتع وله طعم ومتعة لم أجدها في أماكن كثيرة".

وتابع خطيب: "اعتدت على ذلك منذ عشرات السنين كما ورثته عن لأبي وجدي، فموسم الزيتون فرصة تلتقي من خلالها بالجيران بأجواء من الألفة خاصة أن اليوم ليس من السهل أن يكون لديك الوقت للعلاقات الاجتماعية التي أصبحت شبه معدومة، ومن جهة ثانية أحب جدا اجواء المعصرة لأنه هناك تكون خلاصة الموسم وما تنتجه من محاصيل وما ورثناه من آبائنا ولهذا وقع خاص على الذات".

موسم الزيتون بمثابة عرس يحمل نكهة وطعم خاص جدا

من جانبه، قال وحيد أبو رومي من مدينة طمرة وهو صاحب معصرة "العش": "بالنسبة لي وللمزارعين فأن افتتاح الموسم هو بمثابة عرس يحمل نكهة وطعم خاص جدا، حيث تعمل وتتحرك الناس بطريقتها القديمة يجتمعون صباحا ومساء في المعصرة ويتبادلون الحديث وحكايات الآباء والأجداد ويتمازحون ويتذوقون طعم الزيت ويأكلون سويا بالعشرات، وهذا يمنحني شعور بالآلفة والمودة".

أما بالنسبة لمحصول هذا الموسم قال أبو رومي: "هناك موسم وافر وأفضل بكثير من السنوات الماضية من حيث الكم ومنتوج الزيت، وأعتقد أن لذلك علاقة بالأمطار التي سقطت في الشتاء الماضي، وأنا أملك هذه المعصرة منذ سنوات في أجواء الطبيعة، وهذا يعطي للمكان خصوصية وعمل أكثر، حيث يتوافد إلينا الكثيرين من المزارعين من القرى المجاورة وليس فقط من طمرة وعبلين، علما أن هناك معاصر أخرى في المنطقة ونحن ننتظر حركة قوية للعمل في الموسم الحالي".

التحديات التي تواجه المزارعين العرب في موسم الزيتون

إلى ذلك، استعرض عضو مجلس تصريف الزيت والزيتون ومدير جمعية "السهل" في دير حنا، الدكتور مازن علي، التحديات التي تواجه المزارعين العرب في موسم الزيتون وقال: "منذ سنتين حدث انقلاب في إنتاج الزيت والتعامل مع أشجار الزيتون، حيث أصبح الوسط اليهودي أكثر إنتاجا لزيت الزيتون منه لدى العرب وهناك هوة كبيرة لا تمكن المزارع العربي من المنافسة أمام السوق الإسرائيلي".

وأضاف الدكتور علي أن :"هذا الانقلاب الذي يحصل، أحد أسبابه، هو تزايد الاهتمام الكبير للإسرائيليين بزراعة أشجار الزيتون، وهي زراعة متطورة وتقوم على الري والعناية العلمية ،أي زراعة عصرية تنافس الزراعة التقليدية"البعل" لدى المزارع العربي، هذا ناهيك الدوائر بالوسط اليهودي التي سيطرت على مساحات من اشجار الزيتون للقرى المهجرة الفلسطينية وعلى الاراضي".

ويجري الدكتور علي مقارنات ويقول إن: " إنتاج الوسط اليهودي العام الماضي للزيت بلغت 12 ألف طن بينما الوسط العربي 8 آلاف طن وأن مجمل إنتاج الزيت في إسرائيل هو 20 ألف طن، بينما الاستهلاك أكبر بكثير، مما تضطر الحكومة لاستيراد كميات زيت من الأردن تبلغ 9200 طنا ومن الاتحاد الأوروبي 320 طنا وتعتبر سوريا الدولة الـ 11 في إنتاج الزيت في العالم بلغ إنتاجها 130 ألف طن، فيما تتقدم كل من: اسبانيا واليونان وإيطاليا الدول المنتجة للزيت".